١٠_محاولة فاشلة

4.1K 89 1
                                    

فى مكان واسع ينبض بالحياة ويحوى الكثير من الاشجار يجلس "زين" و"غسان" برفقة"مايا" و"ميرا" و"رهف" و"لين" يتبادلوا الاحاديث.
غسان: اذا شيراز ..شذا...ما رأيكم بالمكان، الم اقل لكم انه ليس هناك ما هو اجمل من هنا.
ميرا: ليس بهذه الدرجة من الجمال.
رهف بشرود: بلا...انه مزهل...انا اعشق  الجلوس بالاماكن الخضراء وسط الاشجار.
لين: معك حق المكان مزهل...شكرا لاصطحابكم لنا.
زين: لا داعى للشكر...لكن منذ متى وانتم تحبون الحدائق والاشجار؟ ...لابد وان تلك السنوات اثرت بكم بالفعل.
رهف: اجل انهم ستة عشر عاما...والان ميرا ما رأيك بأن نتسلى وسط الاشجار قليلا... أيريد احدا مشاركاتنا؟
غسان: لما لا نلهو سويا وسط الاشجار.
مايا بإستياء: اذهبوا انتم نحن سنبقى هنا .
زين: هيا شيراز...نحن هنا من اجلكم.
ميرا: ونحن لا نريد الا ان نجلس هنا
غسان: حسنا لابأس..مايا..ميرا..هيا بنا.
اخذ الاربعة يركضون ويمرحون بين الاشجار كالاطفال لفترة ليست بقصيرة و"مايا" و"ميرا" يتابعونهم من بعيد  ظل الجو هادئ يغطيه المرح حتى اتت العاصفة بقدوم "چاسور" ليراهم يلهون وسط الاشجار.
چاسور بحدة: ما هذا الذى اراه...الا تخجلوا من انفسكم.
غسان: كنا نتسلى فقط جدى.
چاسور: اياك وان تتفوه بكلمة...شىء فى غاية الروعة تتركون عملكم وتأتون هنا لللهو.
زين: جدى نحن اتينا الى هنا لكى نُرى شيراز وشذا الاراضى والامكان هنا.
چاسور: حقا ...وماذا اتى ببنات عمك الى هنا.
غسان: قررنا اصطحابهم معنا.
چاسور: الجميع سيذهب للقصر حالا...وهاتان الفتاتان ارجو ان تنتهى عطلتهما سريعا والا يكون لهما علاقة بأحفادى...ثم التفت الى رهف ولين..وانتما اياكما وهذا التصرف الاحمق مجددا.
ذهب الجميع للقصر ودلفوا غرفهم.
فى غرفة زين وغسان.
زين: الا ترى بأن هناك شىء ما تغير بمايا وميرا؟
غسان: شىء كماذا؟
زين: كنت اظن انهما سيظلا على سابق عهدهم لكن اليوم ثبت لى عكس ذلك.
غسان: اجل...انها وللمرة الاولى يتحدثون ويلهون معنا هكذا.
زين: اجل...لقد كنا اطفال وكانتا لا يطيقان اللعب والركض بين الاشجار كانا يفعلان مثلما فعلت شيراز وشذا اليوم..والان انظر يركضان ويستمتعان وسط الاشجار بكل بساطة.
غسان: أوتعلم زين...وكأن طباع اولاد عمنا تبادلت مع شيراز وشذا.
فى غرفة مايا وميرا
مايا: الم تعلما بأننا ابدا لم نحب اللهو او الركض بين الاشجار...كيف قلتما ذلك.
رهف: نحن اسفتان...لكن لم يحدث شىء..وجدكم لن يدعنا ايضا الخروج مرة اخرى.
ميرا: أوتعلموا...انزعج چاسور جدا مما حدث...لمالا نزعجه كثيرا فيضطر لطردكم من منزله وترككم تعودوا.
مايا: أتعتقدى انهم اذا استمرا فى ازعاجه سيتركهم بهذه البساطة.
ميرا: ولما لا نجرب...فى كل الاحوال لا تسير الامور كما نريد...دعونا نجرب.
مايا: حسنا....حتى وان لم يجدى الامر نفعا لن يتغير شىء مما هو عليه.
رهف: حسنا ...اخبرونا بما يزعج جدكم.
ميرا بحماس: اجل.
فى صباح اليوم التالى يجلس الجميع حول مائدة الطعام امامهم الفطور منتظرين احدهم حتى اتى الخادم محدثا "چاسور": سيدى...هذه المرة الثالثة التى اخبرهم فيها وهم يجيبون نفس الجواب" لن نأتى" .
چاسور بغضب: لم يحدث قط منذ ان ولدت ان ارى احدا فى هذا المنزل يتأخر عن مائدة الطعام مجرد تأخير وهم لا يريدون ان يأتوا.... اذهب اليهم واخبرهم ان يأتوا حالا وان رفضوا هذه المرة احضرهم عنوة.
ذهب الخادم وبعد عشرة دقائق اتى ومعه الفتاتان.
چاسور: ماهذا الذى تفعلانه.
رهف: جدى الامر وما فيه اننا لسنا جائعين.
چاسور:_ لا اتحدث عن الطعام ..اتحدث عن عصيانكم لاوامرى...فى هذا القصر كلمتى هى سيف على رقاب كل من فيه وان طلبت مجيئكم فتأتون دون اى نقاش.
لين: اسفان جدى...لكن لما قد نأتى ونحن لسنا جائعين..الان سنصعد وحين نشعر بالجوع سنتناول الفطور...هيا بنا.
صرخ چاسور بصوت اهتزت له جدران القصر: كيف تجرآن....كيف تجرآن على الرحيل وانا اتحدث اليكم ..وتقفان وتبرران اخطائكم .ثم اضاف ببرود: ما حدث الان سوف تندمون عليه...اما بالنسبة للطعام فأنتم من قلتم انكما لستما جائعين..لذلك لن تتناولا اى شىء فى هذا القصر اليوم ولن تزوقوا حتى طعم المياة حتى تأتوا راكعين الى هنا صباحا تطلبون السماح لكى تتناولوا الفطور معنا....ثم التفت للخادم: اريدك ان تضع حراسة على غرفتهم وان علمت بأنهم قد وصل لهم ولو قطرة ماء اليوم وطيلة الليل ستندموا جميعا..اغربا عن وجههى.
كانت رهف ولين قد انتزع قلبهم انتزاعا من كلمات چاسور...ونظراته...ولم تكن اى نظرات..فقد كانت سهام تخترقهم.فقد رأيا الان ولاول مرة چاسور الذى كانت تحكى عنه ليندا فقد كان ينظر اليهم نظرات تطلق النيران ولو كانت النظرات تقتل لكانا الان فى عداد الموتى.

امام غرفة "رهف" و"لين" تقف "مايا"و"ميرا" يتحدثان مع رجلان بقوة.
مايا بغضب: ارجوك ابتعد...انا لا اطلب الا ان اراهم ولست احمل الطعام بيدى حتى تمنعنى من الدخول.
الرجل: لا لن يدخل احد...هذه اوامر سيدى لقد طلب منى الا ادع احد يراهم وانتم بصفة خاصة ..شيراز وشذا.
ميرا: ارجوك ..نريد ان نطمئن عليهم.
الرجل: اعتذر انا اقوم بعملى وحسب.
ابتعدت الفتاتان فلابد من ان "چاسور" بدأ فى تنفيذ عقابه وبشدة.
ميرا: انا من تسبب فى كل هذا ما كان يجب ان افكر بهذه الطريقة.
مايا: كنت اعلم ان چاسور لن يستسلم بهذه السهولة وسنتحمل عاقبة ازعاجه...الان علينا ان نفكر بطريقة للوصول بها لرهف ولين.
فى المساء امام نفس الغرفة يقف "زين" و"غسان" يتجادلان مع الرجلان.
زين: قلت لك ابتعد ياهذا...ان لم تصغى لاوامرى سأطردك حالا من هذا المنزل.
الرجل: لكن ياسيدى...هذه اوامر سيدى چاسور.
زين بغضب: اعلم اوامر جدى جيدا..لقد منع عنهما الطعام والشراب ...لكن لم يمنعنا ان نراهم ...جئنا لنخبرهم بشىء هام اخبرنا جدى به هيا ابتعد.
الرجل: حسنا سيدى...تفضل.
كانت "رهف" و"لين" يجلسان فى الغرفة لا يصدقان ما حدث لهم ،اثار الدموع تملا وجههم ، ويتضورون جوعا وكادا يموتا من العطش فقد مر حتى الان النهار بأكمله ولم يتزوقا شيئا حتى دخل عليهم "زين" و"غسان".
رهف بدهشة: انتما...كيف تمكنتم من الدخول.
زين: لا تهتموا بالامر الان....ثم فتح سترته وهو و"غسان" لتندهش الفتاتان برؤية غسان يحمل زجاجة مياة بسترته وزين يحمل بعض الطعام.
لين بفرحة: هل هذا من اجلنا.
زين: بالطبع ...والان اخبرانى كيف حالكما.
نظرت له رهف والدموع تنساب من عينها: كدنا نموت ...لولا انتما ...
امتدت يدى زين لتمسح دموعها قائلا بلطف: لن يحدث هذا ابدا ونحن هنا...هيا تعالا.
جلس "زين"و"غسان" يطعموهم الطعام.
زين: أتعلمان...لقد تغيرت طباعكم كثيرا ثم نظر لرهف مضيفا: اعتقد انها المرة الاولى التى ارى فيها دموعكم.
غسان: اجل...كنت اخشى ان التقى بكم ثانية...لكن الان اسعد كثيرا بالبقاء معكم.
رهف: انتم تتحدثون وكأننا كنا اشباح ولسنا بشر.
زين: لا لم نقصد هذا...كنت فقط ارى بعض القسوة بكم...لكن الان تأكد لى عكس ذلك...لكن لما فعلتما هذا مع جدنا؟
رهف: وماذا كنا لنفعل؟
زين: لم يخالف احد اوامر جدى قط هنا وانتما....انه لمن حسن حظكما ان نجيتما بهذا العقاب اليوم.
لين: وماذا كنت لتفعل انت لو اجبروك على البقاء عنوة فى مكان لا تريد البقاء به.
غسان: ماذا تقصدى بهذا.
لين: الا تعلم ان جدك اجبرنا على البقاء هنا حتى يجمع عائلته لذلك عاد ابانا وتركنا.
زين: احقا ما تقوليه...الان فهمت...انتم فعلتم هذا لتزعجانه فيضطر لتترككم ترحلون.
رهف: اجل.
زين: لا تفعلا هذا مجددا فهذا لن يضيف على الامر سوى السوء...لكن لما قد يفعل جدى هذا.
رهف: لن نفعل ذلك مجددا ...لكن نريد الذهاب من هنا.
زين: لا تقلقى سوف نساعدكم انا وغسان وستخرجوا من هنا بالتأكيد..الان اخلدا للنوم وسنتحدث غدا...تصبحان على خير.
رهف: شكرا جزيلا لك.
خرج زين وغسان من الغرفة.
غسان: كيف ستساعدهم.
زين: يجب ان اعرف اولا ما يخطط له جدى ثم نساعدهم.
غسان:ولما لا يبقوا هنا ...لقد ارتحت لوجودهم كثيرا.
زين: معك حق انا اشعر وكأنهما ليسا مايا وميرا الذين نشأنا معهم خمس سنوات...لكن ان ارادا الرحيل فهذا من حقهم.
فى غرفة رهف ولين.
رهف: ما فعله زين وغسان اليوم كان شىء فى منتهى اللطف والروعة.
لين: اجل ...انهم يعاملانا بلطف شديد...وسيساعدنا ايضا للخروج من هنا...لكن هل تعتقدى ان تلك المعاملة ستتغير ان علما بأننا لسنا مايا وميرا الحقيقين.
رهف:ومن سيعلمهم؟
لين: انا أشعر بالالم حين ينادونا بمايا وميرا...فهم يساعدونا بصدق ونحن نكذب عليهم بالمقابل.
رهف: لا تتحامقى وتقدمى على تصرف لا نعلم عاقبته والان اخلدى للنوم لنرى ما ينتظرنا بالغد.

احفاد چاسورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن