٦_عادت من جديد

5.1K 112 0
                                    

بعد موت "حياة" اصبحت حياة "راهب" شبه مستحيلة ،منذ فترة كانت السعادة كلها بين يديه والان لا يرافقه سوى دموع عينه التى لا تفارقه وتعاسته التى تتقرب منه يوما بعد يوم ،وما زاد الامر عليه اكثر "مايا"و"ميرا" وسؤالهما دائما عن والدتهما والبكاء من اجلها .كان يقضى يومه باكياً وليله جالساً بالحديقة تاركا بناته .
كان "راهب" جالساً فى الحديقة مستندا على الشجرة فى ساعة متأخرة من الليل حتى احس بأحدهما يضع يده على كتفه التفت"راهب" وعينه مليئة بالدموع ينظر لذلك الوجه الذى طالما يبعث فيه الامل ويشعره بالامان ولكن اى امان اليوم وهو يرى اسرته تنتهى .
راهب ببكاء: ضاع كل شىء..
ليرد ذلك الشخص ببكاء مماثل: لا لم يضع اى شىء ..لديك بناتك ..الا يكفيان كسبب لعيشك ومكافحتك؟...لقد وعدتنى انك ستعيش من اجل اسرتك وستكافح من اجلهم.
راهب: لقد كنتى مصدر قوتى دائما...لم تتركينى قط..لم تتخلى عنى انا واسرتى يوما...كنتى لى اماً فى صغرى ...وأضعت بقية حياتك مختفية فى الظلام من اجلى...لكى تكونى معى يوما بعد يوم ..كنت اتحدث معك يوميا ليلا لافرغ مابداخلى من حزن وأظهر الصبر امام اسرتى... فعلتِ كل شىء من اجلى انا .. ليندا.. انا أثق بك...أخبرينى ما على فعله وسأفعل.
احتضنته ليندا وهى تبكى: بنى.. من اجلك بإمكانى قضاء عمرى كله فى السرداب ..اتحمل ظلمته حتى اراك ليلا وانصحك لتحمى اسرتك ..والان يابنى بعد ان ماتت "حياة" وابنك، يجب عليك ان تحمى ماتبقى من اسرتك...اسمعنى.. سترحل انت وبناتك من هنا.. اترك كل شىء ورائك وستسافر لمكان بعيد ولا تترك اثر لك...واياك ان تدل احد على المكان الذى ستسكنه...لا تخبرهم الا انك ستسافر فقط..ارجوك ابدأ فى التجهيز للسفر اليوم....وانا سألحقك ليلا ونغادر سوياً.
لم يكن "راهب" يعلم لماذا تطلب منه ذلك ولكنه كان يثق بها فلم يفكر ابدا فى الامر ..اتجه الى والده مقررا اخباره.
راهب: ابى ..قررت ان اسافر .
چاسور: لماذا؟ ومتى؟ والى اين؟
راهب: لا اطيق العيش هنا بعد ما حدث ل"حياة" وبنى...وسأسافر اليوم...والى اين؟..فالحقيقة لا اعلم سأذهب وحين استقر سأرسل لكم واعلمكم.
چاسور: بما انك قررت كل شىء..لما تسألنى عن رأييى.
راهب بثقة: ابي..لم اكن اسألك ..فقط كنت اخبرك..اعتقد انه ليس لى مكان هنا.
خرج راهب وترك "چاسور" دون حتى ان يستأذن بالخروج تاركا اياه فى حيرته فقد تغير معه بطريقة كبيرة ..كان يعلم انه ظلمه حين حرمه من الميراث بذنب بناته ولكن لم يكن هو ليتنازل عن عاداته والان يجب عليه ان يدفع ثمن ذلك بإبتعاد ابنه عنه...هنا تذكر "چاسور" "ليندا" وتذكر كيف كان مستعد لقتلها حتى لا تبعد ابنه عنه ..والان هو يبعده بنفسه بتهمة انه ...انجب فتيات.
كان سكون الليل يعم المكان و"راهب" وبناته يقفون فى ارض خالية من كل شىء ...حتى اقتربت امرأة منهم ترتدى ثياب سوداء بالية تغطى وجهها وجسدها بهذه الثياب..اقتربت اكثر ..لتبدأ الفتاتان بالبكاء والصراخ من خوفهما من تلك التى تقترب.
راهب: اهدئوا ..اهدئوا
كشفت ليندا عن وجهها لتطمأن الفتيات شىء فشىء.
راهب: هذه امى..ستدعونها من اليوم بجدتى.
مايا: لا ..لم نراها قبل ذلك .
راهب: اجل ..لقد كانت تعيش فى مكان آخر ..والان ستعيش معنا للابد .
وبذكاء "ليندا"فى الحديث معهم استطاعت ان تكسب ثقة الطفلتان ..وساروا معاً يبحثون عن بلد يقيمون بها ..بعيداً عن كل شىء.. تاركين كل شىء ورائهم...ليبدءوا حياتهم من جديد.

احفاد چاسورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن