5_آلام

5.4K 106 0
                                    

تمر الايام لتظهر ما خفى وراء الاقنعة، لم تكن "حياة" تعلم ان "سيرين" بهذه القسوة التى تجعلها تعاملها بكل ماتملك من القسوة والغرور و التكبر ،فقد كانت "سيرين" تحس بأنها قد ملكت السماء بنجومها بعد ان انجبت الصبيين على الرغم من قلقها من امر"راهب" وزوجته الا انها كانت شديدة السعادة بما وصلت له من مكانة وحب "چاسور" لها.
لم تفهم"حياة" وزوجها كيف يمكن ل"چاسور" التغير بهذا الشكل ...بماذا اجرمت هى وبناتها كى يلقوا هذا؟...بماذا اذنبت الفتاتين كى يكبرا دون ان يكون لديهما شىء يأمن حياتهما؟ .
مرت الايام على هذا الحال و"حياة" تقدم كل ما تملك لاسعاد بناتها والاهتمام بهما حتى كبرت الفتاتان على غير اهتمام بما حولهما من قسوة جدهما ومضايقة ابناء عمهما لهما حيث كان "زين"و"غسان" يشغلان اهتمام "چاسور" من كل النواحى على الرغم من انهما لم يصلا لما وصلتا اليه بنات "حياة" من جمال وذكاء وهدوء ووزن الامور على الرغم من انهما كانتا في الخامسة من عمرهما الا انهما يثيران اعجاب ودهشة كل من يراهما .
.........................
يوم جديد ...يجمع "چاسور" عائلته مجددا لامر مهم.
چاسور: تتذكرون جميعا ما قلته من حوالى خمس سنوات.
سيرين: بالطبع عمى....الميرااث
التفت لها چاسور بنظراته المليئة بالسخرية فهذه المرأة ما هى الا افعى بينهم تسعى للاستيلاء على كل شىء فلم يكن يغفل عن كل ما تفعله ب"حياة" وعن كل ما تخطط لتصل اليه كان يعلم بأنها تريد ان تجعل ثروته لها.ولم يكن هو ليحقق امالها فثروته لاحفاده فقد.
چاسور : نعم سيرين ..الميراث..سأقسم الميراث وسيأخذ اولاد راغب.....
ليقاطعه صوت حياة: عمى ..ارجو ان تؤجل موضوع الميراث لما بعد
چاسور: ماذا؟
حياة: عمى ارجوك ...بعد فترة سأنجب انا طفل اخر ربما يكون صبى.
كانت الدهشة تمنع الموجودين من الكلام حتى "راهب" الذى لم يكن يعلم انها حامل ..وكانت فرحته لا مثيل لها...اما "سيرين" كانت تكاد تموت من تلك المرأة التى لطالما تشكل عائق فى طريقها ...وبعد النقاش قرر "چاسور" تأجيل الميراث الى سنة قادمة .
وكالعادة ليس هناك اسرع من الايام ..ليأتي اليوم الذى تلد فيه "حياة" كان جميع من بالقصر يتمنون ان تنجب صبى بما فيهم"چاسور" عدا سيرين.. ليفاجئها القدر وتنجب "حياة" صبى
وهكذا تم تقسيم الميراث ثلته ل"راهب" وثلثان ل "راغب".ولكن لم تكن سيرين لترضى بهذا الامر لذا قررت بذل ما فى وسعها للتخلص من هذا الطفل.
كانت "حياة" وزوجها يكادا يطيران من شدة الفرح بهذا الطفل الذى انساهما كل ما تعرضوا له من اذى ..فبمولد هذا الطفل كتبت لهم بداية جديدة بهذا القصر .
ظل القصر فى ايام هادئة وسعيدة حتى جاء ذلك اليوم المشئوم لتموت تلك الفرحة بفقدان ذلك الطفل الذى توفى وهو مازال رضيعا بسبب مجهول ..ليغطى الحزن على من بالقصر و"راهب" الذى لا يصدق ما حدث لطفله اما"حياة"فتلك الصدمة كانت اكبر من ان يتحملها قلبها الضعيف ...اشتد بها المرض حتى بلغت فراش الموت تنتظر قدومه..وسط الآم راهب ودموع بناتها وشماتة "سيرين" التى لم تنساها حتى وهى فى هذه الحالة ،دخلت غرفتها لتودعها ببعض من سموم كلامها..
سيرين: اوه..حياة..يالك من تعيسة الحظ..بالامس كنت ملكة بإنجاب الطفل واليوم ..ليس لك وجود انت والطفل.
كانت "حياة" تكتفى بالنظر اليها فهى لا تقدر على النطق بأى كلمة.
سيرين: لما لا تخبرينى اين هو الكنز...سترحلين ومن يعلم من سيتبعك... حسنا لا تجيبى ..سأخبرك انا ..لدى سر....واقتربت من اذنها لتهمس : طفلك...انا قتلته
كانت روح "حياة" تفارق جسدها بعد ما قالته لها. لتضحك"سيرين" بصوت عالى نعم انا قتلته ... وعلى ما اظن ستلحقين به بنفسك ..وداعاً.
خرجت "سيرين" من الغرفة غير مبالية بتلك التى اصبحت جثة هامدة او تلك الطفلة ذات الست سنوات التى كانت تبكى بحرقة لما رأته امامها .
بعد مرور فترة من وفاة "حياة" ارجع"چاسور"ثلث الميراث لاولاد "راغب" وسط تعجب"راهب" من الذى يحدث حوله .فبماذا اذنب لتتحول حياته للجحيم يوما بعد يوم .

احفاد چاسورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن