14_ ما بين الندم والكبرياء

5.9K 130 26
                                    

الهدوء يعم المكان الا من اصوات شهقات احدهم واضطراب انفاس اخر،
يجلس "چاسور" على مقعده كما لو كان الزمن قد توقف به عند تلك اللحظة، ينظر بجمود الى هؤلاء الذين تسبب هو فى انهيارهم وتشتتهم ، تدور بذاكرته كل مامر به من احداث منذ تزوجه ب"سوهيلا" الى تلك اللحظة المشؤمة .
استفاق على صوت احدى الفتيات: ابى
فى تلك اللحظة كان "راهب" واقفا تعتلى الدهشة وجهه مما يراه من انهيار ابناءه واخوه وجمود ابيه.
نظر له چاسور وكأنه يرمى اليه مسئولية ماحدث: كنت تعلم ان فتياتك يتلاعبن بى...ارسلتهن وكنت تنوى ان تدمر مابنيته انا...ستة عشر عاما وانت تخطط كيف تعود وتنتقم...تعلم اننى اشد ما امقطه كون حفيدة لى..وانت جعلتهم اربعة..لا تأمل منى ان اسامحك.

راهب: انت تخطئ الفهم ابى..لم اخطط لأى من هذا.. ابتعدت وانا انوى الاستقرار بعائلتى..اما عن مايا وميرا فأنت من جعلتهم يكرهونك بقدر ما كرهتهم..تبنيت رهف ولين من اجلهم وحين حان الوقت الى ان اعود لم يستطيعوا لذا جئت برهف ولين بدلا منهما..لم نكن لنضطر للكذب لو لم تطلق قرارك ببقاءهم هنا..ان كنت مذنبا بشىء فقد اذنبت حين قررت ان اعود واعيد ذكريات لم تترك سوى الالم فى انفسنا جميعا.. حسنا..ماعلى الان سوى الرحيل.
چاسور: يكفى..اليوم قد اكتفيت من كبريائى اللعين..لم تذنبوا بشىء..انا من اذنب بكل شىء...الان اعترف بما لم استطع الاعتراف به من قبل..انا من اذنب انا من فعلت كل شىء...

راغب: ابى..
قاطعه چاسور: لا داعى للتحدث بنى.. كان على ان اعرف ان التفريق بين ابنائى من اجل الذكور والاناث لن يجلب لى سوى الالم والفراق.. واخيرا القتل..
كان يجدر بى ان افكر بالامر ولو قليلا لأدرك ان كلاهما احفادى وان كلاكما ابنائى..
مايا بجمود: وما الذى جعلك تغير من فكرك سريعا..الم تكن تود قتلنا قبل قليل.
نظر اليها چاسور مطولا ثم اردف: انتما..لقد كنتم من الاسباب التى جعلتنى ادرك حقيقة الامر..انتم حقا جديرات بأن تمتزجان بإسمى..ماذا مايا..ها انا ذا اعترف بخطأى امام الجميع.. وآمل بأن نبدأ جميعا من جديد هنا ...
قاطعته مايا: لا نريد سوى الرحيل.. سنرحل وحسب...
راهب بحدة: مايا ..
مايا: ارجوك ابى...البقاء هنا امر مستحيل.. الحياة التى نريدها هى الحياة التى بنيناها هناك..لقد كونا كيانا لا يحتاج لاموال احد..
راهب: حسنا ابى..نحن بالفعل قد كونا حياة جديدة واسرة جديدة هناك..
چاسور: وها هم افراد تلك الاسرة التى كونتموها هناك ستنتقل للعيش هنا..
سكت قليلا ثم اردف بخبث: ام ان احدا مازال هناك من تلك الاسرة.
راهب بسرعة: احدا اخر...كيف..ها هى عائلتنا هنا وسنبدأ من هنا.
ثم نظر الى مايا وميرا بنظرات ذات مخذى: اليس كذلك.
مايا: اجل..كنت اقصد ماذا عن رهف ولين..هل سيتقبلهم جدى هنا
چاسور: لا تقلقى ابنتى هما احفادى من الان.
انهى چاسور حديثه وسط دهشة الجميع امن المعقل ان يتغير چاسور فجأة بهذا القدر...كيف وقد كان يفكر فى التخلص منهم قبل قليل... حسنا وللمرة الثانية هم مجبورون على البقاء ثانية فى القصر حتى لا يكشفون عن امر وجود ليندا..
اما عن چاسور فلم يكن بهذا القدر من الغباء ليخضع بهذه السرعة..جلس مرة اخرى على كرسيه يتأمل ابناءه واحفاده وقد بدأت السعادة تغزو وجوههم بالبقاء معا... مرت على ذاكرته للمرة الثانية تلك الاحداث التى تذكرها قبل وصول راهب..وفاة سوهيلا ثم دخول ليندا حياتهم..تعلق راهب بليندا..مرض راهب...اختفاء ليندا فجأة حين نوى قتلها ثم ابتعاد راهب...ثروة راهب التى كونت بوقت قصير وكانت اشبه بثروته.. امر تبنى الفتاتان...واخيرا ذلك الذكاء وتلك الثقة التى تنبع من اعين الفتيات تلك الثقة التى يعرفها هو جيدا ويعرف من اين مصدرها...
يعلم ان امر ليندا لم يكن لينتهى بتلك السهولة..ندم اشد الندم على استهانته بأمرها..لكن ها هو الان اقرب بالفتك بها لكن عليه الانتظار.

احفاد چاسورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن