٣_فراق

7.9K 128 3
                                    

نجح "چاسور" أخيرا في التخلص من "ليندا" ولكن لم يكن يعلم ان احداً من ابناءه بالضعف الذي يجعله لايتحمل فراقها.
كان "چاسور" متعجباً مما حدث ل"راهب" ، ولم ينجحوا في ايقاظه؛ فإستدعي "چاسور" الاطباء لمعالجته. وبعد المحاولات خرج طبيب يسأل "چاسور" عما حدث له، فحكي له قصة تلك المربية ، فنصحه الطبيب بإحضار تلك المربية له حتي اذا افاق"راهب" يجدها بجانبه فلا تسوء حالته
كان من المستحيل ان يترك"چاسور" "ليندا" تدخل قصره مرة اخري حتى وإن كانت متعلقة بحياة ابنه، فقد طردها وانتهى الامر.
دخل " راغب" مكتب ابيه ليجده في قمة الغضب والثورة ، ولكنه لم يتراجع في ان يسأله عن" ليندا". فبالرغم من عدم تأثره برحيلها إلا أن حبه لها لايقل عن"راهب".
راغب: ابى... متى ستأتى"ليندا"؟
چاسور: ومن قال انها ستأتى؟
راغب: الطبيب قال علينا احضارها ل"راهب" حتي يشفى.
چاسور بحدة: وهل كلام الطبيب هو الذى يُنفذ في هذا البيت؟
راغب: لا اقصد هذا..ولكن..
چاسور: لكن ماذا..؟ ..."ليندا" لن تدخل هذا القصر مجددا ، حتى وان مات ذو القلب الضعيف هذا.
راغب بتذلل: أرجوك أبى.. من أجل "راهب".
چاسور بقوة: راغب.... اياك وان تتحدث عن هذا الموضوع ثانية ، ودخول تلك المرأة هنا امر مستحيل.
كان "راغب" يخاف من غضب اباه فهو يعلم انه لن يرجع بكلمته امام"ليندا" بعد ان طردها.. لن يعيدها مرة اخرى حتى وان كان "راهب" هو ضحية ذلك.
ولكنه لن يترك اخاه بهذه الحالة وسيقف ولو لمرة فى وجه "چاسور" . ظل يفكر حتى وجد نفسه يقول: ماذا عن ذهابه هو لهناك؟
چاسور: ماذا؟
راغب: إن كنت لاتريد ان تأتى "ليندا" الى هنا ،فدعه يذهب هو إليها حتى يشفى وأنا واثق من أن "ليندا" ستجعله يتعايش مع الامر بدونها.
فكر"چاسور" فى الامر مليا ، حتى اقتنع بفكرة"راغب" فقرر ان يرسل "راهب" لمنزل "ليندا" حتى يتحسن.

اشرقت شمس يوم جديد ، ومع زقزقة العصافير افاق"راهب" ليجد نفسه على فراش فى مكان غريب. كانت رأسه تؤلمه بشدة ولكنه لم يكن يتذكر شئ...  ..إلى ان صاح بإسم "ليندا" ، ليجدها تدخل الغرفة بتلك الابتسامة التى يستشعر بها بأن كل شىء على مايرام فقد كانت وستظل "ليندا" هى مصدر قوة"راهب".
تقدمت "ليندا" نحو الفراش وأعطته الحساء وتلك الابتسامة لا تفارقها.
راهب بسعادة: ليندا.. انت هنا ..كنت اعلم انه كابوس ..أبى لم يطردك ..اليس كذلك؟
ليندا : وماذا ان فعل؟ أستضعف من أجل ذلك؟.. لم يكن حلم يابنى وانما حدث بالفعل، وانت هنا فى منزلى كنت بجانبك طوال فترة غيابك عن الوعى.
راهب ببكاء: أجل كنت اشعر بذلك ..انا لست ضعيف ولكنك انت مصدر قوتى. من يتحمل ان يعيش بدون امه . لا استطيع ..ارجوك ليندا لا تفارقينى..ان فعلتي فأنت هكذا تضعفينى بيدك.
ليندا: راهب يجب ان تنظر لمستقبلك وألا يؤثر عليك هذا .لقد كانت امك قوية وتحملت الكثير فى حياتها فلا تضعف.
راهب: هل تعرفين امى؟
ليندا: لو لم اكن اعرفها لما دخلت ذلك القصر كمربية ابدا.. لقد كانت صديقتى وكنت اعرف ماتمر به من معاناه مع "چاسور" . ولكنك اصبحت انت و"راغب" كل شىء بحياتى. يجب ان تكون قوى مثل "راغب" .اذهب لاباك بنى وانا اعدك انى سأكون معك في كل وقت... حسناً..اعدك ، متى احتجت الى ستجدنى بجانبك ومصدر قوتك ودعمك... سأكون معك في كل وقت ومكان فلا تجعلنى ارى تلك الدموع مرة اخرى.
علم "چاسور" بشفاء راهب فقرر الذهاب لبيت "ليندا" ليحضره، ولكنه هذه المرة عزم على ان يطوى هذه الصفحة نهائيا.
اخذ "چاسور" سلاحه وذهب لبيتها عازماً على فعل ما قرره. وما ان وصل ودخل المنزل حتي وجد "راهب" مستلقياً على الفراش ولا يبدو اى اثر ل"ليندا" فى المنزل.
چاسور: كيف حالك اليوم بنى؟..أ..أين ليندا؟ لا اراها.
راهب: لا اعلم أين هى ولكنى سأذهب معك بدونها لقد علمتنى الكثير لاعيش به.
چاسور: حسنا بنى..اذهب للسيارة وانا أتٍ.
خرج"راهب" وظل "چاسور" يبحث فى المنزل عنها مثل المجنون . لا يستطيع التفكير من دهشته.
چاسور: حسنا ليندا كنت اعلم انك زكية لكن لم اعلم ان زكاءك بهذا القدر كيف تعايش راهب مع الامر هكذا... لابد انك علمت ما كنت أنويه لك...داهية.
رجع "چاسور" القصر مع "راهب" وهو لايصدق ان "ليندا" تراجعت من نفسها... لكن اخيرا تخلص منها.
وصل"چاسور" القصر وطلب من ابناءه الاجتماع من اجل موضوع مهم .
بعد زمن قصير كان "راغب"و"راهب" امام"چاسور" .
چاسور: اولادى ... لقد كبرتم وآن الاوان بأن اكون امبراطوريتى... اريد منكم ان تتزوجوا.
راهب: لكننا لم نتعرف على اي فتاه وليس لنا اختلاط بأحد.
چاسور: لايهم هذا .. لقد اخترت لكم الفتيات التى تتناسب مع عائلتنا.
راهب: لكن ياأبى كيف نعيش مع فتيات لم نختارهم نحن...لم يولد بيننا الحب.
چاسور: اسمع يابنى ... ان كنت تريد ان تعيش حياتك بشكل صحيح فلا تجعل تلك الكلمة تسيطر عليك... الحب.
راغب: ابى معه حق ... الاسم والثروة هم اللذان يشكلان حياة البشر وليس الحب.
چاسور: حسناً...سنتحدث مع عائلات الفتيات ونتم الامر.
وبعد مرور فترة ليست بقصيرة تم زفاف "راغب" و"سيرين"....و"راهب"و"حياة". كانت "حياة" شديدة الطيبة بها كل شىء جميل فقد كانت حقا حياة . اما "سيرين" فقد كانت تميل للقسوة مثل زوجها.فالطيور على اشكالها تقع.
وفى يوم الزفاف طلب "چاسور" منهم ان يأتوا اليه جميعا . واخبرهم بقرار اخر من قراراته ولكن هذه المرة سيغير مصير بعضهم .
أخبرهم "چاسور" بأنه سيكتب ميراث لمن سينجب بنين .اما من ينجب بنات فالبنات لن تأخذ منه ميراث.
لم يكن ذلك القرار سهل على ابناءه فقد كانوا يعلموا ان اباهم ينفذ ما يقول بكل قسوة ، خاصة وإن كان الامر متعلق بالبنين والبنات.

احفاد چاسورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن