ملاك

2.4K 158 22
                                    

في اللامكان واللازمان تجري روح مين يونقي تصرخ:-من أنا؟! اخبروني ارجوكم

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

في اللامكان واللازمان تجري روح مين يونقي تصرخ:
-من أنا؟! اخبروني ارجوكم...هل مت؟ هل أنا أنا أم شخص آخر؟! حياتي كذبة..أم أنا أبحر في كابوس لم ينتهي؟!!!!

كروح تطفو في ماء ساكن..يسكن جسد مين يونقي على أرض الزنزانة مع الحشرات والفئران الميتة
عكر سكونه يد تسحبه الى مكان ما...لم يفتح عينه لظنه انه مات و جثته تسحب للقبر

-أيها الفتى! أيها الشاب مين!!
بمنتهى الضعف تحركت عيناه...لتلتقط صورة السماء المظلمة
-مين يونقي..انهض..يجب أن تقاوم لأجل الطفل...
رفع يونقي جسده من على الارض مستنداً على السور بعد عدة دقائق...
سمع صوت صراخ وصياح النسوة في الداخل...
التفت الرجل والقلق اصابه، نبس:
-لقد ماتت...
الفضول يقتل يونقي و قلبه الضعيف يشتد خفقاناً
-مـ من مـ مات؟!
دخل الرجل للحظة ثم خرج والطفل بيده:
-خذه واهرب مين يونقي، اهرب حالاً، لن ينجو الطفل إن لم تفعل.
حرارة دمه ارتفعت لرؤية ذلك الصغير..وقف و جسده النحيل بالكاد يساعده على النهوض، احتضن الطفل بشدة و ركب الحصان الذي منحه الرجل منطلقاً بعيداً....

بعد خمس سنوات:

-أبّا هنالك سيدة ثرية في الحقول تتجول.
-بني، أخبرتك أن لا تخرج بعيداً من دوني.
-أبّا، أنا لم ابتعد..لقد رأيتها قبل قليل وانت تعد الطعام.
مسح يونقي يديه الرطبتين من تغسيل الاطباق وألقى نظرة على الحقول ثم همهم.
-صغيري ابقى هنا قليلاً سوف اعود بعد قليل.

-هل تبحثين عن شيء ما سيدتي؟! سأل يونقي تلك الغريبة التي لا يظهر وجهها

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

-هل تبحثين عن شيء ما سيدتي؟!
سأل يونقي تلك الغريبة التي لا يظهر وجهها

-كيف لم يجدك أحد لسنوات هنا؟!
رفعت رأسها مسببة قلقاً وخوفاً له

تمتم:
-أ أنت لم تموتي؟!
-هل هذا ما تنتظره، موتي؟؟
-لا لا لم أعني...لـ لقد...
صمت بحيرة و هو لا يجد جواباً منطقي لكل ما يحدث

أمسكت كفه وابتسمت عنوة:
-ألمسني...أنا امامك لم يحصل لي شيء
فغر فاهه وهو مازال ضائعاً

-ألن تدعوني لبيتك؟
-آه...نعم نعم تفضلي رجاءاً
جلست كالملكة على ارض تلك الدار و خلعت قبعتها متبسمة بهدوء:
-إنه ابنك جميل...
-نعم...يشبه والدته
هزت رأسها رافضة:
-يبدو كنسختك الصغرى

يشبه والدتههزت رأسها رافضة:-يبدو كنسختك الصغرى

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لحظة صمت باردة مرت بينهما.
همهم:
-ألم ترغبي برؤيته من قبل؟
نبست بامتعاض:
-أخاف...
-مما تخافين؟!
-لسنوات خشيت أن يعرف مكانكم فيؤذيكم لذلك أنا استسلمت بشأنه.
-ما الذي احضرك الآن إذاً؟...
هربت دمعة من عينها، ومدت باطن كفها له:
-للتو قد انتهينا من جنازة السيد كيم.
-أنا آسف...
-لا بأس.

-أبّا لما ابكيت هذه السيدة؟
جاء الطفل مهرولاً ناحية يونقي

-أنا لم أفعل صغيري، إنها تبكي لأنها تحبك بني.
نظر الصغير بعينيه الصغيرتين و مد اصابعه تحت ذقنها وقال:
-احضنيني..لن تبكي بعدها

فتحت ذراعها بعد تردد لذلك الملاك الصغير وضمته لصدرها بدموع ساخنة.
همهم يونقي:
-ألم أخبرك بذلك، إنه يشبهك جداً...سيطالبك بحضن دائماً لسبب و لغير سبب
نطقت من بين دموعها:
-آه...قلبي كان يحترق يومياً لخمس اعوام، لنصف عقد من الزمن لم انم بشكل جيد وقلبي يفكر بصغيري...آه كم تمنيت احتضانه وتغذيته من صدري و لو لمرة.

نهض يونقي مطوقاً إياها بكلتا يديه والصغير في حجرها، نبس في اذنها:
-ها انت ذا...كما تتمنين، ها هو عزيزنا يوجون في احضانك.
-يوجون! ياله من اسم جميل.

-أبّا أنا جائع
نطق الصغير
-حسناً بني سأسكب لك الطعام حالاً

جلس الأب يطعم صغيره بلطف و يداعبه أثناء الطعام و أمه تشاهد بحزن و نوع من الراحة.
-أنت أب جيد...
تنهد:
-سأعطيه أفضل ما لدي.
-كيف نجوت؟!

سرحت يده التي تحمل ملعقة طعام الصغير وهو يرمي بنظره للفضاء متمتماً:
-لا أعلم! أذكر أني كنت ميت..فجأة وجدت نفسي تحت السماء المظلمة، سمعت صيحات وبكاء (لقد ماتت)
ثم اعطوني الصغير واخبروني ان اهرب بعيداً...لا أعرف كيف حييت وكيف احتضنت طفلي وجسدي ثابت فوق ذلك الحصان...كل شيء كان كالخيال.
-أبّا أريد الطعام...
قال الطفل آمراً

قهقه والده:
-نعم صغيري!! أنا آسف
رمى يونقي بنظره على ييسو الصامتة، قليلا من الصمت ثم اردفت:
-كانت وفاة والدتك!

.•ابن يوجون•.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن