كل شيء يتكرر مجددًا؛ صوت الخطوات، دقات قلبها المتسارعة، تفتح باب غرفتها وتخرج، بحيرة الدماء، صراخها و .... جي نا طفلتي هل انتِ بخير؟
فتحت جي نا عينيها لتجد نفسها نائمة على فراش السيدة جو التي كانت جالسة بجوارها تتحسس وجهها بحنان والدموع تتساقط من عينيها.اعتدلت جي نا وجلست على الفراش قائلة : لا تبكي أجوما أنا بخير .
الأجوما : لا تفعلي هذا بي مجددًا، لقد كدت أموت من خوفي عليكِ ولم أكن أعلم ماذا عليّ أن أفعل؟
مدت جي نا يدها ومسحت دموعها وقالت : انا آسفة أجوما، لن اتسبب في قلقك مجددا، لذا لا تبكي؟
الأجوما : جي نا لستِ مضطرة للمجئ إلى هنا وإرهاق نفسك بهذا الشكل. انتِ لستِ مدينة لي بأى شيء.
جي نا : أنا آتي إلى هنا من أجل أوني، لأنكِ والدة أوني.
ازداد بكاء السيدة جو وقالت : أنا لا استحق أن أكون أمها. لقد تخليت عنها، أنا لا استحق.
جي نا : لا تقولي هذا؛ أنا أعلم جيدًا أنكِ كنتِ مضطرة لفعل ذلك، كنت هناك ورأيت كل شيء! ذلك اليوم عندما أحضرتِ أوني وتركتها بمنزلنا ، كنت عائدة من المدرسة وقتها ورأيتك وأنتِ تبكين وتتألمين بعد رحيلك عنها.
الأجوما : ظننت أن ذلك لمصلحتها ولكنني كنت مخطئة. ابنتي هاري كانت موهوبة ومتفوقة وفوق ذلك كانت فتاة صالحة لم تتذمر يوما من وضعنا وفقرنا ولكنني أردت لها حياة أفضل، لم أرد أن تقضي بقية عمرها وهي يشار إليها بإبنة العشيقة! لذا ذهبت لمقابلة والدك فوافق على الاهتمام بها بشرط أن اختفي من حياتها للأبد لذلك أحضرتها إلى منزلكم وأخبرتها ألا تأتي لتراني مجددًا فأخذت تبكي وتتوسل إليّ وكان قلبي يتمزق مع بكائها، طفلتي المسكينة كانت فقط في العاشرة من عمرها ولكنني حطمت قلبها وبالرغم من ذلك فقد حاولت العودة إليّ أكثر من مرة وفي كل مرة كنت أصدها وأنهرها فتوقفت عن الظهور امامي ولكنها كانت دوما تأتي لرؤيتي، كانت تأتي من وقت لآخر وتقف خارج المطعم تراقبني من بعيد، كنت أراها ولكنني كنت اتظاهر بعكس ذلك فقد كانت تلك هي الطريقة الوحيدة التي تمكنني من رؤيتها حتى وإن لم اتمكن من الحديث معها.بدأت جي نا في البكاء وقالت : آسفة أجوما ، أبى قاسٍ للغاية.
الأجوما : إنه خطئى منذ البداية، ما كان علي أن أتورط في علاقة مع رجل متزوج. إنه خطئى والآن أنا لن اتمكن من رؤية ابنتي مجددًا.
جي نا : لا تقولي هذا اجوما ، ستعود أوني إلينا، أنا سأجدها، حتى لو نسيها الجميع... أنا وانتِ لن ننساها أبدًا.
احتضنت جي نا السيدة جو وأخذتا تبكيان سويًا.في صباح أحد الأيام كانت جي نا تعمل في المشفى عندما تلقت اتصالا من سوهيون .
فور تلقيها الإتصال، هرعت جي نا إلى مدرسة سوهيون وهناك وجدت المدرسة تعج برجال الشرطة والمحققين والكل متوتر ومتأهب بعد اختطاف جي سو شقيقة المحقق ووهيون وهي عائدة من المدرسة ليلة أمس.صعدت جي نا إلى الطابق الثانى حيث يتواجد فصل سوهيون وجي سو وهناك وجدت ووهيون الذي كان في حالة جنونية وبدا من مظهره كم كانت الليلة قاسية وصعبة عليه. اقتربت منه جي نا لمواساته قائلة : لا تقلق أيها المحقق سنجد جي سو . بالتأكيد سنفعل.
نظر إليها ووهيون غاضبًا وصاح فيها : ماذا تفعلين هنا؟
جي نا : لقد أتيت للمساعدة.
ووهيون غاضبًا : هل تظنين أنها واحدة من ألعابك؟! لا تتدخلي في أي شيء وتفسدي الأمر، فقط اذهبي.
لم تنطق جي نا حرفًا وأطرقت رأسها عندها اقترب منها رئيس المحققين قائلا : من الجيد أنكِ أتيتِ جي نا ، كنت على وشك الاتصال بكِ . نريد مساعدتك في هذه القضية.
صاح ووهيون : ماذا؟! لكن سيدي...
قاطعه الرئيس : اهدأ ووهيون، جي نا ليست فقط طبيبة بارعة ولكنها أيضا محللة جرائم ممتازة وقد ساعدتنا في حل الكثير من القضايا.
نظر ووهيون إلى جي نا بشراسة وقال : فقط لا تقفي في طريقي . ثم غادر ودخل إلى فصل جى سو ، اقترب لي جاك من جي نا وقال : لا تتضايقي منه فهو يمر بوقت عصيب للغاية.
جي نا : لست غاضبة أنا أعلم تماما كيف يشعر ، لقد مررت بهذا من قبل!!
أنت تقرأ
أحببت مجنونة ~ [مكتملة]
Mystery / Thriller"طبيبة نفسية مرحة، جريئة، طائشة ومسببة مشاكل تستخدم طرقها الخاصة لعلاج مرضاها، يتقاطع طريقها مع محقق شاب جاد، ملتزم ومجد بعمله. فهل لقاؤهما مجرد صدفة أم أن للقدر تدابيره الخاصة؟!"