وصلت جي نا إلى مطعم الأجوما والدة هاري وقبل أن تنزل من سيارتها، لمحتها وهي تغلق باب المطعم وتستقل سيارة أجرة فأدارت محرك سيارتها وتبعتها وراحت تتذكر ذلك اليوم عندما فقدت الوعي وكانت الأجوما تعتني بها، هي واثقة تمامًا من أنها رأت ذلك الخاتم في حجرة السيدة جو. ولكن كيف حصلت عليه؟ أخذت جي نا تفكر : هل قابلت أوني قبل رحيلها؟! ولكن لمَ كذبت علي وأخبرتنى بأنها لم تقابل أوني قط منذ أن تركتها في منزلنا؟! همست جي نا : علي أن أعرف الحقيقة.وصلت الأجوما إلى دار الرفات؛ المكان الذي يضم رفات مئات الأشخاص، المكان الذي لطالما شهد بكاء ونحيب ولحظات وداع قاسية والذي يقصده الاهل لزيارة فقيدهم.
نزلت جي نا من سيارتها وانقبض قلبها بمجرد رؤية المكان وشعرت بغصة في حلقها إلا أن هذا لم يثنها عن هدفها. تبعت جي نا الأجوما حتى دخلت إلى إحدى الحجرات.
وقفت جي نا خارج الحجرة و أخذ شيء بداخلها يخبرها ألا تدخل حتى لا تندم ولكنها لم تستمع للهاتف بداخلها وأسرعت بالدخول خلف الأجوما.
وقفت جي نا تنظر إلى جرة الرفات المحفوظة داخل الصندوق الزجاجي وإلى الاسم الذي حُفر بجوارها والصور التي تُحيط بها ثم صاحت : أجوما لماذا صور أوني موضوعة هنا؟! ولماذا.. لماذا اسمها مكتوب هنا؟! أنا لا افهم!!
استدارت الأجوما وشحب وجهها عند رؤية جي نا وشهقت في فزع وصاحت : جي نا!! ماذا تفعلين هنا؟!
نظرت جي نا إلى الخاتم الذي ترتديه الأجوما فوجدت أنه نفس الخاتم الذي ذكره مين كي فصاحت : لماذا ترتدين هذا إنه ملك أوني، أخبريني؟
الأجوما : جي نا اهدئي من فضلك، أنا...
سدت جي نا أذنيها وصاحت : لا أريد أن أسمع، لا أريد أن أعرف.
ثم جثت على ركبتيها وأمسكت برأسها وراحت تصرخ بقوة.ووهيون : لا أفهم، كيف يكون عدم إيجاد هاري هو الأفضل لجي نا؟!
السيد تشوي : لأنك لن تجد هاري أبدًا مهما حاولت!!
صمت الأب قليلا ثم أكمل : فقد توفيت هاري قبل عام.
إتسعت عينا ووهيون في دهشة وقال : ماذا تقول؟!
أغلق الأب عينيه في ألم وقال : كان يفصلنا أسبوع واحد فقط على زفاف هاري وكانت جي نا في طريق عودتها إلى كوريا، وفي ذلك اليوم المشؤوم صممت هاري أن تذهب لجلب جي نا من المطار، وهما عائدتين تعرضتا لحادث سيارة بشع أودى بحياة هاري بينما نُقلت جي نا إلى المشفى فاقدة للوعي، لم تتأذى جي نا كثيرًا لأن هاري أنقذتها؛ فقد أخرجتها ودفعتها بعيدًا عن السيارة وقت الحادث ولكنها للأسف لم تتمكن من إنقاذ نفسها.
ووهيون : يا إلهي!
الأب : بعد استيقاظها لم تستطع جي نا تحمل الأمر، ظلت تردد أنها السبب فيما حدث لأختها وبعدها حاولت الانتحار واللحاق بأختها ولكننا تمكنا من إنقاذها وبعد استيقاظها لم تنطق حرفًا واحدًا حتى عودتنا إلى المنزل، عندها تحدثت أخيرًا وسألتني ببراءة : أبي أين أوني؟أخذ الأب نفسًا عميقًا ثم أكمل : لقد قرر عقل جي نا مسح كل تلك الذكريات السيئة، اخبرنا الطبيب أنها وسيلة دفاعية إتخذها عقلها من أجل حمايتها، لذا قررنا جميعًا مجاراتها وجعل الأمر كما تريد تمامًا. إتفقنا جميعًا على لعب أدوارنا ببراعة، فعلينا أن نجعلها تؤمن أن هاري على قيد الحياة مهما كلفنا الأمر. قمنا بتأليف الرسالة ورحيل هاري، ودعت ابنتي الكبرى بهدوء ولم أتمكن حتى من البكاء عليها خوفًا من إثارة شك جي نا. لقد تكتمنا على الأمر تمامًا ونجحنا في ذلك وأكملت جي نا حياتها وهي تعيش على أمل إيجاد أختها.
ووهيون : لا أصدق هذا!! إذن من شارك بالأمر؟!
الأب : الجميع!! لقد استخدمت سلطتي وقوتي لجعل الأمر كما تريد ابنتي تمامًا! لقد تعاونا جميعًا؛ أنا وأمها وأخاها وبقية أفراد عائلتنا ورئيس الشرطة ووالدة هاري وخطيبها جون سو وكذلك صديقات جي نا؛ ووري وهي جو.
ووهيون : يا إلهي حتى هي جو!
الأب : هي جو صديقتها المقربة منذ الطفولة وجي نا تثق بها كثيرًا وكنا بحاجة لشخصٍ مثلها للبقاء بجوارها ومراقبتها ففعلت هي جو ذلك عن طيب خاطر، حتى التحري الخاص الذي تستخدمه جي نا للبحث عن هاري يتبع أوامري أيضًا.
ووهيون : هل فعلت كل هذا حتى لا تكتشف جي نا الحقيقة؟!
الأب : أنا مستعد لفعل أى شيء من أجل ابنتي، لقد تحملت أنا وأمها لومها وكرهها لنا، ولكن كل هذا لا يهم ما دامت سعيدة وتعيش حياة طبيعية.
ووهيون : وهل تظن أن هذا السر سيظل مخفيًا عنها؟! ماذا سيحدث إذا اكتشفت جي نا الأمر بطريقةٍ ما؟!
الأب : لن يحدث هذا، يجب ألا يحدث، أنا لا أترك أي شيء للصدفة؛ لهذا عندما علمت أنك تنبش بالأمر وافقت على مقابلتك على الفور لإخبارك الحقيقة وأنا واثق أنك ستخفي الأمر عنها لأنك تحبها، لقد أخبرنا الطبيب أنه في حال تذكرت جي نا ما حدث فستكون صدمة كبيرة لها لن تقدر على تحملها و لا أحد يعلم ما الذي قد تفعله وقتها، فربما تحاول قتل نفسها من جديد.
ووهيون مستنكرًا : لا أظن أنها قادرة على فعل هذا، جي نا ليست من هذا النوع!! إنها طبيبة تساعد الناس وتنقذ حياتهم.
الأب : هذه هي المشكلة، ابنتي تعالج الناس وتساعدهم بينما هي الأولى بالعلاج والمساعدة!!..........................................
فلاش باك .. ✋جون سو : إلى متى ستستمرين في العيش هكذا؟ إلى متى ستواصلين الاعتقاد أنكِ وحدكِ المحقة وكلنا مخطئون؟ أنتِ الملاك المخلص ونحن الشياطين الجاحدة! لمَ لا تفكري بهذا قليلا؟
إل جونغ : لقد فعل جي نا، لا يوجد أب في هذا العالم لن يفعل المستحيل من أجل أبنائه عليكِ أن تكوني واثقة من هذا. أنا أعلم أن بإمكاني فعل أي شيء من أجل صغيرتي نام جو وأبي هكذا أيضًا.
لم تجب الشامان ولكنها ظلت ممسكة بيد جي نا ثم بدأ جسدها ينتفض ويهتز بقوة وكأنها في نوبة صرع وأخذت تردد بعض الكلمات بصوت أخاف جي نا من الداخل "سيعود الغائب، ستظهر الحقيقة.. سيعود الغائب، ستظهر الحقيقة، الخلاص سيأتي" ثم فتحت عينيها وحدقت في جي نا قائلة : فقط سامحي نفسكِ أولًا...
..........................................اقتربت الأجوما من جي نا تحاول تهدئتها فهبت جي نا واقفة وجرت مسرعة هربًا من المكان.
أسرعت الأجوما بالإتصال بوالد جي نا وأخبرته بما حدث، أنهى الأب الإتصال مع الأجوما ونظر إلى ووهيون في هلع وقال : لقد اكتشفت جي نا الأمر.
ووهيون : يا إلهي!
الأب : لقد اختفت جي نا، علينا إيجادها بسرعة قبل أن تقوم بإيذاء نفسها.غادر ووهيون مسرعًا وراح يبحث عنها كالمجنون بكل مكان، كما أمر الأب رجاله بقلب سيئول رأسًا على عقب من أجل إيجاد جي نا.
انتصف الليل ولم يتمكنوا من إيجاد جي نا أو معرفة أي شيء عنها وأخذ الجميع يتوقعون الأسوأ....يتبع..❤
أنت تقرأ
أحببت مجنونة ~ [مكتملة]
Mystery / Thriller"طبيبة نفسية مرحة، جريئة، طائشة ومسببة مشاكل تستخدم طرقها الخاصة لعلاج مرضاها، يتقاطع طريقها مع محقق شاب جاد، ملتزم ومجد بعمله. فهل لقاؤهما مجرد صدفة أم أن للقدر تدابيره الخاصة؟!"