لم ييأس ووهيون وظل يبحث عن جي نا طوال اليوم، ومع انتصاف الليل بدأت الأمطار في الهطول وبينما كان ووهيون عالقًا في الزحام، فتح نافذة سيارته وأخرج يده وأخذ يلمس قطرات المطر المتساقطة وتذكر مقولة جي نا عن المطر فهمس : لا بد أنكِ حزينة ومهمومة للغاية جي نا حتى يتساقط كل هذا المطر.
قطع تفكيره رنين هاتفه فأسرع بالرد .ووهيون : مرحبًا لي جاك هل وجدت شيئًا؟
لي جاك : للأسف لا يزال هاتفها مغلقًا ولا يمكننا تحديد مكانها وما زلنا نتفحص كاميرات المراقبة المختلفة ولكن الأمر صعب، إنه كإيجاد إبرة وسط كومة من القش.
ووهيون بأسى : فهمت.
لي جاك : لا تقلق ووهيون نحن نبذل قصارى جهدنا وسنجدها بالتأكيد، سأتصل بكَ لأعلمك إذا جد جديد.
ووهيون : حسنًا، إلى اللقاء.قاد ووهيون سيارتَهُ حتى وصل إلى مبنى جي نا؛ المكان الذي رآها فيه لأول مرة بعد اثني عشر عامًا من لقائهما الأول. أخذ ووهيون يتذكر ما حدث في ذلك اليوم وابتسم عندما تذكر سوء الفهم الذي حدث بينهما ثم رفع رأسه يتطلع إلى أعلى المبنى ولدهشته وجد جي نا واقفة هناك مثل تلك المرة، فرك ووهيون عينيه غير مصدقٍ لما يرى ثم نزل عن سيارته مسرعًا ودخل المبنى.
كانت جي نا واقفة على حافة السطح تتطلع إلى السماء وتغتسل بالأمطار، اقترب منها ووهيون بحذر قائلا : جي نا انزلي من فضلك لنتحدث.
استدارت جي نا ونظرت إليه ثم قالت : لقد تأخرت كثيرا.
ووهيون : أنا آسف حبيبتي، انزلي أولًا ودعينا نتحدث سويًا.
ابتسمت جي نا ثم قفزت واقفة بجواره وقالت : هل تظن أنني أنوي الانتحار؟! يا إلهي! ما زلت أحمقًا مثلما كنت تلك المرة.مد ووهيون يديه وأخذ يتحسس وجهها بحنان قائلًا : هل أنتِ بخير؟
ضحكت جي نا بأسى وقالت : كنتُ مريضة ولا أعلم بهذا، كنت أقضي وقتي في مساعدة الناس بينما كنت أنا من بحاجة إلى المساعدة، أليس هذا مضحكًا؟
ووهيون : لا بأس حبيبتي، أنا بجوارك ولن أترككِ أبدًا وسنتخطى كل هذا سويا.
جي نا : كنت حمقاء للغاية وعذبت الجميع معي؛ أبي، أمي وجون سو المسكين. يا إلهي لقد أفسدت زفافه كالحمقاء.أخذت جي نا تضحك بهستيرية ثم قالت : كم أنا حمقاء! لقد صببت جام غضبي على والديَّ بينما كانا يبذلان جهدهما لحمايتي من نفسي.
ووهيون : الجميع من حولك يحبونك كثيرا ويريدون سعادتك وسيفعلون أي شيء من أجلك لذا لا تؤذِ نفسك جي نا، أنا أحبك كثيرًا ولا يمكنني الحياة بدونك، لذا من فضلك لا تتصرفي بأنانية وتتركينني.
جي نا : لا تقلق أوبا، كان هذا العام بمثابة هبة منحتها أوني لي! لقد تعلمت ومررت بالكثير، لذا لا تخف لن أؤذي نفسي سأتطلع إلى الأمام وسأكون دومًا شاكرة لأوني لأنني موجودة هنا اليوم بفضل تضحيتها.
التقطت جي نا أنفاسها ثم أكملت: لقد بكيت وحزنت لفترة طويلة ولكنني لن أبكي مجددًا، لا بد أن أوني لم تتمكن من الرحيل بسلام طوال تلك الفترة بسبب حزني لذا سأسامح نفسي وأتركها ترحل، هذا ما علي فعله، سأفتقدها كثيرًا ولكنها ستظل دائمًا في قلبي. هاري لم تكن أختي فقط؛ أوني كانت كل شيء بالنسبة لي، كانت ملاكي الحارس. والآن أصبحت متأكدة أنها لا زالت تهتم بي حتى بعد رحيلها، أنا واثقة أنها أرسلتكَ إلي لتعتني بي.
ضمها ووهيون إلى صدره وقال : سأعتني بكِ دائمًا جي نا فأنتِ أفضل شيء حدث لي، فقط لا تتركيني.
جي نا : لن افعل أبدًا.
أنت تقرأ
أحببت مجنونة ~ [مكتملة]
Gizem / Gerilim"طبيبة نفسية مرحة، جريئة، طائشة ومسببة مشاكل تستخدم طرقها الخاصة لعلاج مرضاها، يتقاطع طريقها مع محقق شاب جاد، ملتزم ومجد بعمله. فهل لقاؤهما مجرد صدفة أم أن للقدر تدابيره الخاصة؟!"