الجزء الثالث عشر

1.4K 85 0
                                    


كانت جي نا جالسة في مكتبها بالمشفى عندما دخلت الممرضة أوه عليها لتخبرها أن هناك حالة طارئة عليها التعامل معها.

أسرعت جي نا إلى حجرة الطوارئ لتجد فتاة نائمة على الفراش، كان جسدها يرتجف بعنف وأخذ صراخها يتردد في المكان بينما يحاول عدد من الأطباء والممرضات تثبيتها في مكانها لإعطائها محقنًا به مادة مهدئة وهي تدفعهم وتقاومهم بكل ما أوتيت من قوة وفي النهاية تمكن أحد الأطباء من إعطائها المهدئ فبدأت حركتها في السكون تدريجيًا واختفى صوتها فيما سقطت نائمة. بينما وقفت امرأة نحيلة في الأربعينات من عمرها في أحد اركان غرفة الطوارئ تبكي بحرقة وهي تردد : أون جو طفلتي المسكينة.

اصطحبت جي نا الأم إلى مكتبها وجلست الأم بمواجهتها تمسك بين يديها كوب الشاي الساخن الذي طلبته جي نا لها تحاول أن تستمد منه الدفء لجسدها البارد ثم نظرت إلى جي نا وقالت متوسلة : من فضلك إنقذي ابنتي أيتها الطبيبة!
جي نا : ماذا يحدث معها؟! عليكِ إخباري بكل شيء حتى أتمكن من مساعدتها.

مسحت الأم دموعها وقالت : طفلتي أون جو لطالما كانت طفلة هادئة ومسالمة ومتفوقة ولم يكن لديها سوى صديقة واحدة، تلك الصديقة.. تلك الصديقة قامت بالانتحار، لقد ألقت بنفسها من فوق سطح المدرسة ومن يومها تغير حال ابنتي أون جو. منذ ذلك اليوم أخذت تردد أنها ترى شبح صديقتها سويون كلما ذهبت إلى المدرسة، كنت أعلم أنها تمر بضغط نفسي بسبب موت صديقتها وتصورت أنها تتخيل الأشياء وأقنعت نفسي أنه بمرور الوقت سيصبح كل شيء على ما يرام ولكن اليوم حاولت أون جو الانتحار من نفس المكان كصديقتها لولا أن تدخل أحد اصدقائها وقام بإنقاذها ولكنها أصبحت كما ترين هكذا. ماذا أفعل أيتها الطبيبة؟! أنا لا أريد فقدان ابنتي، أتوسل إليكِ ساعديني.
جي نا : لا تقلقي سيدتي سأعتني بها وسيصبح كل شيء على ما يرام.

في الصباح التالي بعد استيقاظ أون جو دخلت جي نا إلى حجرتها وجلست بجوار فراشها وقالت : مرحبا أون جو، أنا أدعى جي نا، ما رأيك أن نصبح صديقتين؟!
نظرت إليها أون جو بريب وأخذت تتفحص رداءها الطبي ثم أشاحت بوجهها ولم تنطق حرفًا فسألتها جي نا : هل تذكرين ما حدث؟
واصلت أون جو صمتها فقالت جي نا : أنا أريد حقًا مساعدتكِ أون جو ولكن عليكِ مساعدتي أولا وإخباري بما يحدث معكِ.
التفتت لها أون جو قائلة : أنتِ أيضًا لن تصدقيني، لا أحد يصدقني!!
جي نا : يمكنكِ أن تجربينني.
صمتت أون جو قليلًا ثم قالت بأسى : انا أراها، أنا أرى سويون بكل مكان. إنها تطاردني، لذا حاولت الانتحار بالأمس؛ هذا ما تريده مني.
جي نا : ولمَ ستريد صديقتكِ إيذاءك؟! مما سمعته فقد كنتما صديقتين مقربتين.
أغمضت أون جو عينيها وهمست : هي لا تريد البقاء وحيدة، هي تريدني معها.
جي نا : لكن ما سبب انتحار سو يون؟
أون جو : كانت سو يون تعيش حياة قاسية فوالدتها متوفية ووالدها سكير يستمتع بضربها وإيذائها، وكأن هذا لم يكن كافيًا؛ كان الطلبة بالمدرسة يستمتعون بمضايقتها أيضًا، لم تتمكن سو يون المسكينة من تحمل كل هذا فقامت بالانتحار في النهاية.
جي نا : إذن متى رأيتِ شبح سو يون لأول مرة؟
أون جو : بعد وفاتها بشهر تقريبا، يومها كنت أدرس بمكتبة المدرسة فغلبني النوم وعندما استيقظت، كنت وحدي بالمكتبة وكان الظلام حالكًا وكانت هي واقفة أمامي ترتدي رداء الموتى الأبيض وشعرها الأسود الطويل منسدل على عينيها وأخذت تنادي اسمي فأسرعت بالهرب، بعدها أخذت تطاردني داخل المدرسة وخارجها، كان الأمر لا يطاق لذا فكرت في الانتحار أيضا.
جي نا : وكيف عرفتِ أنها شبح سو يون؟! ألم تفكرى بأنها يمكن أن تكون خدعة حاكها شخص ما بغرض إيذائك؟
أون جو : هذا مستحيل لأن.. لأن لا أحد يراها سواي، كانت تظهر وأنا جالسة بين باقي الطلاب فأبدأ في الصراخ وينظر إليَّ الجميع كالمجنونة.
جي نا : فهمت.

أحببت مجنونة ~ [مكتملة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن