الجزء الحادي عشر

1.5K 87 1
                                    


كانت الغرفة مظلمة وهناك بجوار النافذة، كانت الفتاة جالسة على كرسي تتطلع إلى السماء وتوليهم ظهرها، أضاءت الراهبة نور الحجرة ونادت الفتاة : أما زلتِ مستيقظة ماري؟
استدارت الفتاة ونظرت إليهم فشهقت جي نا في فزع.
أمسك ووهيون يدها وقال : هل انتِ بخير؟
بدأت دموع جي نا في التساقط ثم اقتربت من الفتاة وتحسست شعرها بحنان وقالت : سيصبح كل شيء على ما يرام.
نظرت إليها الفتاة وابتسمت ثم استدارت مجددًا وأكملت تأملها.

خرج الثلاثة من الغرفة وقبل أن يسألها الاثنان سبقتهم جي نا قائلة : إنها تشبه أوني كثيرًا ولكنها ليست هي للأسف.
قالت جملتها ثم غادرت مسرعة وتبعها ووهيون بعد أن قام بشكر الراهبة، ثم خرج الاثنان من الدير واستقلا السيارة.
ووهيون : أنا آسف جي نا، تمنيت حقًا أن تكون أختكِ.
ابتسمت جي نا ابتسامة هادئة وقالت : تمنيت هذا أيضا ولكن لا بأس سأجدها بالتأكيد في المرة القادمة.
ووهيون مشجعًا : بالتأكيد. لقد تأخر الوقت علينا أن نبيت هنا ونسافر إلى سيئول في الصباح.
جي نا : حسنًا.
ووهيون : ولكن أولًا لنذهب لتناول بعض الطعام فأنا جائعٌ للغاية.
ابتسمت جي نا وقالت : لنذهب.
كان ووهيون يعلم أن جي نا تحاول إخفاء الآلام التي بداخلها وتتظاهر بالقوة عن طريق رسم الابتسامة على شفتيها فأراد أن يفعل بما وسعه للتخفيف عنها.

اصطحب ووهيون جي نا إلى أحد المطاعم قبالة البحر وجلسا يتناولان الطعام وهما يستمتعان بالمنظر. بعد تناول الطعام خرجا ليتمشيا قليلا على الشاطئ وبينما هما يتجولان، بدأت الأمطار في الهطول.
صاح ووهيون : هيا لنذهب بسرعة.
رفع ووهيون معطفه واقترب من جي نا ليضمها إليه فابتعدت عنه ضاحكة وأخذت ترقص تحت المطر بسعادة.
صاح ووهيون : يا إلهي! ما هو سبب عشقك للمطر؟
جي نا : اعتدت أنا وأوني على الخروج واللعب كلما نزل المطر، كانت ٱوني دوما تقول أن تساقُط المطر يعني أن الهموم قد أثقلت قلوب الناس فدفعت السماء إلى البكاء حزنًا عليهم لذا فعلينا الخروج واللعب والرقص تحت المطر؛ هكذا سنتغلب على همومنا وسيتوقف المطر.
ووهيون : لهذا كنتِ تقفين تحت المطر بأول يوم التقيتكِ فيه.
جي نا : نعم.
ووهيون : أريد حقًا أن أقابل أختك تبدو نسخةً منكِ.
ضحكت جي نا وقالت : إنها كذلك.
أمسك ووهيون بيد جي نا وجذبها قائلا : هيا علينا الذهاب.

وصل الاثنان إلى مجموعة من الأكواخ القريبة من الشاطئ وقام ووهيون باستئجار أحدها ليبيتا فيه.
دخل الاثنان إلى الكوخ الصغير ووقفت جي نا تنظر حولها بتعجب ثم قالت : هل سنقضي ليلتنا سويًا؟!!
ووهيون : نعم إنه الكوخ الوحيد المتوفر.
جي نا : ولكن..
قاطعها ووهيون : احذرك إذا حاولتِ الاقتراب مني ونحن نائمان فستندمين فأنا أجيد الفنون القتالية، لذا على كلٍ منا التزام جانبه من الكوخ، اتفقنا؟
ضحكت جي نا قائلة : يا إلهي! أنتَ حقًا غريبُ الأطوار.
فرش ووهيون لجي نا لتنام على جانب الكوخ الأيسر بينما افترش هو جانب الكوخ الأيمن وناما بمواجهة بعضهما وأخذا يتسامران حتى غلبهما النوم.

أحببت مجنونة ~ [مكتملة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن