تايهيونغسأعود للعمل بعد يومين ، هذه المرّة ستتوجه البعثّة الطبيّة الى الفلبين ، سنقضي شهرين كاملين هناك .
وبالتأكيّد سآخذ صغيري معي ، كل ما احتاج اليه الآن هو تجهيز الحقائب ، لم يتبقى وقت كثير للرّحلة .
العمل ودورة تأهيّل الأبوّين تتعارضان ، حسناً ، سألتحق بدورة جديدة حين اعود ، فأنا لم احضر سوى محاضرة واحدة حتى الآن .
انضممت لصغيري النائم كي انال قسطاً من الرّاحة ،
هناك مشكلة لطيفة تواجهني كل ليلة ، وهي أنّ
هذا الصغير يتحرّك كثيراً اثناء نومه ، اعتقد انه يفضل النوم على وجهي ،
صحيح انه يركّلني اثناء نومه ، ويسحب الغطاء عنّا ، لكنني اعشق قدميه الصغيرتين ، وعادةً ينتهي بي الامر اقبلهما بخفّة ثم اعدل وضعية نومه وارفع الغطاء علينا."ابي...ابي...ابيييي" يصرخ بأذني كي استيقظ .
"تعال الى هنا "
يدخل بسرعة الى احضاني واعانقه لأشبع نفسي برائحته الزكيّة ، قهقه قهقهات لطيفة حين قبلت بطنه النّاعمة ، شعور بالدغدغة اجتاحني حين حاول ازاحة رأسي عنه بيديه الصغيرتين .
"لما انت لطيف هكذا كوكي ؟ اتريد ان التهمك ؟" اعاتّبه بينما اقبل عنقه ويداه وووجنتاه .
"لااااا" يصرخ من بين ضحكاته.
لهث بتعب حين ابتعدت عنه ، لقد ارهقه الضحك لدرجة ان دموعه قد انذرفت.
قفز بسرعة عن السرير وهرب وهو يطالبني بالإمساك به.
نهضت وبدأت اركض خلفه ، اختبأ عن انظاري ، بدأت ابحث ببطء في المنزل عنه ،
"كوكييي صغيري ...اين انت ؟"
سمعت صوت قهقهات مكتّومة ، توجهت نحو الستائر ، لاحظت قدمين صغيرتين ظاهرتان اسفلها.
قرّرت اللعب معه اكثر ، ذهبت للجهة الأخرى ورفعت الستّائر ،
"كوكييي اين انت ؟ اريد تذوق وجنتاك ، اريد التهامك هيّا اظهر ...انا جائع "
وقفت امامه مباشرةً لا يفصل بيننا سوى الستائر، ازلتها بسرّعة ليصرخ هو بقوّة بصوته الناعم ذاك ، اجتازني هارباً وهو يضحك .
وقفت انظر له كيف يجري هارباً، وجنتاه تتحركان كقطعتي هلّام ، كان مظهره لطيف ، خصوصاً ببجامته البيضاء ، المزينة بالنقوش الحمراء ،
تنهدت بتعبّ
قلبي متعب من شدّة حبي له ، لا استطيع ان ابتعد عنه لدقائق ، ارغب باحتضانه وتقبيله ، ارغب بسماع قهقهاته وصخّبه الطفوليّ طول الوقت ، ارغب باعطاءه كل شيء ، ومنحه كل الحب الذي يختبئ في زوايا مجهولة من قلبي ، هذا صغيري انا ، صغيري الذي اهدّتني اياه السماء . هل هذه هي مشاعرّ الابوّة التي اخبرني عنها ابي ؟ ...ربما ، لكن ما اعرفه ومتأكد منه الآن هو انني اعشق هذا الطفل وارغب بحمايته ، ارغب بمنحه حياتي بأكملها ، مهما اخطئ سأسامحه ونبدأ معاً من جديد .
أنت تقرأ
حين يأتيّ الشتاء
Adventureتايهيونغ طبيب يتكفّل بتربية صغير شبيه الارانب، حين عثّر عليه في إحدى رحلات البعثّة الطبيّة،