بدأت مهمّتي في معالجة المرضى ،مناوبتي تمتّد من الثامنة صباحاً وحتى الثانيّة ظهراً، في تلك الاثناء ابقي صغيري في كوخ الاطباء ، كي لا يلتقط العدوى من المرضى.انتهت مناوبتي ، نزعت الزّي الخاص بالعمل ، ثمّ سرت نحو الكوخ الخشبيّ المجهز لنا
الطقس حارّ اليوم ورطب ، الذهاب الى البحر يبدو مناسباً .
ما ان رآني حتى جرّى نحوي وهو يهتّف
"ابي عاد ...ابي عااد"
جلست ارضاً وفتحت ذرّاعي له . قفز الى حضني وعانقني وهو يضحك ،
قبّلت شعره ذو الرائحة الزكيّة ، حملته وعدت نحو الكوخ ،"تبدوان لطيفااان " قالت كاترين باعجاب
"شكراً" اكتفيت بشكرها.
رفض الصغير فك العناق ، لذلك تركته في احضاني وجلست على المقعد ، اعطتني كاترين الملف الخاص بي كي املئ التقرير لهذا اليوم.
وقّعته ثمّ اعدته لها ،
ناولتني وجبتي طعام ، اوصّتني على الصغير ثم داعبت شعره وهي تضحك.
"انه يذكرني بابني ليو "
"حقاً؟"
"اجل ، تركته في اسكتلندا برفقة والده واخوته لا استطيع جلبه الى العمل ""اتّفهم ذلك "
نهضت وجونغكوك يشدّ في عناقي ، توجهت للكوخ الذي امكث به .
فتحت الباب ثم دخلت ، اشعر باللطافة بسبب ذراعيه اللتان تحيطان عنقي ،جلست ثمّ فتحت اكياس الطعام ، ارتخت قبضتاه ، عدّل جلسته كي اطعمه.
تناولنا الطعام معاً ، ثمّ شربنا العصير ، وبعد ذلك قررت اللعب معه على الرمال في الخارج.
اخذنا الكرّة معنا وبدأنا نلعب سوياً،
لهثت بتعب ، لم اتحرّك هكذا منذ زمن ، هذا الصغير يجري بسرّعة ولا استطيع مجاراته.ارتميت على الرمال التقط انفاسيّ ، اتأمل السماء الزرّقاء الصافيّة ،
تأوهت بألّم حين القى بنفسه علي ،
"ااه ..صغيري! "
ضحك، ثم سأل:
"ابي لما توقفت .؟ الا تريد اللعب معي ؟""انا تعبت ...سأرتاح قليلاً فحسب "
رفع رأسه عن صدري ، وبقي ينظر لي بعيناه البريئتان .
"عيناك تشبهان السماء "
"حقاً ؟ هل هما جميلتان ؟"
اومئ لي بخجل."عيناك اكثر جمالاً من خاصّتي" قلت وانا اداعب شعره اللطيف.
"احبك " قال بصدّق كبير ،
"وانا احبك ايضاً"
عاد وعانقني بقوّة ، رفع رأسه بعد لحظات ثم قبل وجنتي ،
ابتسمت بسبب الشعور الجميل الذي بثّه في داخلي.
أنت تقرأ
حين يأتيّ الشتاء
Adventureتايهيونغ طبيب يتكفّل بتربية صغير شبيه الارانب، حين عثّر عليه في إحدى رحلات البعثّة الطبيّة،