الفصل السابع

108K 3.3K 1.4K
                                    


الفصل السابع

تلفتت حولها بنظرات حادة غاضبة وهي تمرق عبر البوابات الرئيسية لمطار القاهرة الدولي، بدت واثقة في خطواتها التي تشق الأرض شقًا أثناء سيرها المتعجل، لفتت الأنظار نحوها بأناقتها الواضحة ولون شعرها الجاذب للأعين رغم كونه مصبوغًا باللون الذهبي، وضعت نظارتها لتحجب عينيها وأكملت سيرها بنفس الثبات الجاد، بدت رنة كعب حذائها قوية تجبر من يمر بجوارها على النظر إليها، لاحظت أعين الضباط المركزة على بياض ساقيها المصبوبتين بحرفية، أظهرت جمودًا عجيبًا وعنجهية لا محدودة خلال تعاملها معهم حتى أنهت كافة المعاملات والإجراءات الرسمية ليصبح متاحًا لها الخروج منه، لوحظ عليها قوة الشخصية من نظراتها وطريقة استقامة جسدها واشتداد كتفاها، حتمًا هي ليست بالخصم السهل، فمنذ مكالمتها الأخيرة مع أخيها وقد انتابتها الهواجس باحتمالية فشله في الثأر لأجل والدهما، جرجرت "رغد" حقيبة سفرها خلفها، ثم وضع هاتفها المحمول على أذنها لتقول بلهجة قوية:

-أنا وصلت يا "أكرم"، وخلصت كل الإجراءات

أتاها صوت زوجها متسائلاً:

-عرفتي "يامن" إنك رجعتي؟

أجابته على مضضٍ:

-مايستهلش، الواحد غلط من الأول إنه اعتمد عليه، اللي زيه أخره الهلس والديون، مش يتحمل مسئولية زي دي

تابع مضيفًا بلهجة جادة:

-اتكلمي مع المحامي وشوفي هايقولك إيه

علقت عليه قائلة بغموض مثير:

-هاعمل كده، ده غير إني في دماغي ترتيبات معينة للبيه "أوس"

أكمل بنفس جديته:

-أوكي يا "رغد"، وأنا هاكون على تواصل معاكي

-اتفقنا، وسلم على الأولاد، باي!

أنهت معه المكالمة متجاهلة تلاحق السائقين من حولها ليحصلوا على تلك الضيفة ذات المظهر الثري، ركزت أنظارها على واحد بعينه مشيرة له:

-تاكسي!

ركض السائق نحوها ليأتي بحقائبها مرحبًا بتهليل:

-ويلكم .. ويلكم

ردت عليه بتأفف ووجه عابس:

-أنا مش أجنبية، وبلاش دوشة

تحرج السائق من ردها الفظ، وضغط على شفتيه ممتعضًا وهو يكمل عمله في صمت، استقلت المقعد الخلفي مشيرة له بسبابتها:

-وديني على فندق (....)

رد بامتثالٍ:

-حاضر يا هانم!

الحبُ.. أَوْس ©️ (الجزء الرابع - كامل - حصريًا) ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن