الفصل الرابع والعشرون - الجزء الثالث

76.2K 3K 781
                                    


يعد الجزء الجديد استكمالاً لباقي أحداث الفصل الرابع والعشرون لكن لم يتم كتابته أو نشره بسبب الأحداث المأساوية التي وقعت قبل يومين في محطة رمسيس بمصر والتي أحزنت الجميع ومنعت الغالبية من الكتابة أو حتى التعليق .. نسألكم الدعاء للمتوفين بالمغفرة والرحمة وأن يلهم ذويهم الصبر ..

""""""""""""""""""""""""""


الفصل الرابع والعشرون (الجزء الثالث)

ساعدتها النسمات العليلة على الاسترخاء وإراحة عقلها المشحون مؤقتًا من الضغوط المتواصلة عليه، استلقت "هالة" على الأريكة الموجودة بالحديقة الغناء قاصدة استذكار دروسها، لكن مع ذلك الهدوء المغري بدأ سلطان النوم يتسلل رويدًا رويدًا إلى خلاياها ويصيبها بالخدر فاستسلمت لتلك الغفوة القصيرة تاركة كتابها مُلقى على صدرها، في تلك الأثناء، وصل "يامن" بسيارته إلى الباحة الخلفية للفيلا ليصف سيارته، ترجل منها واستدار متجهًا إلى الباب الرئيسي، دار بنظرات فاترة في أرجاء الحديقة، استوقفه لمحه لإحداهن تتمدد بأريحية على الأريكة، ضيق عينيه ليتأملها عن كثب، لم يدع لفضوله الفرصة ليحيره، بل غير وجهته وسار في اتجاهها، تباطأت خطواته مع رؤيته لوجهها مألوف الملامح، تفاجأ من وجودها رغم حديث "أوس" السابق عن بقائها معه، ردد لنفسه باندهاش متحمس:

-مش معقول، واضح إن حظي حلو المرادي

لم يشعر بتلك الابتسامة العذبة التي تشكلت على ثغره وقد طالت نظراته نحوها، تنحنح "يامن" بخفوت ثم داعب طرف أنفه بإصبعه بلزمة عفوية معتقدًا أنها ستنتبه لوجوده، لكن حدث العكس، بدت مستكينة تمامًا مما شجعه على الجلوس، وقبل أن يقدم على ذلك تلفت حوله ليتأكد من عدم متابعة أحد له، خاصة ابن عمه الكبير الذي لن يسلم من إحراجه أو توبيخه إن اكتشف قربه منها، تسلل بحذرٍ ثم جلس في مواجهتها ليطالعها بنظرات فضولية متشوقة، اتسعت ابتسامته قليلاً وهو يراها هادئة كصفحة من المياه، فهي في حالة سبات واضحة، قرر أن يراقبها في صمت، فلقاءاتهما القليلة دومًا تكون محفوفة بالمفاجآت المثيرة، لم تحرك "هالة" ساكنًا، فقط تململت عدة مرات وهي تحرك رأسها للجانبين مما منحه الفرصة لدراسة تفاصيل وجهها باستمتاع، أعجبه مداعبة الهواء لخصلات شعرها الهاربة من أسفل حجاب رأسها زهري اللون، تركز بصره على حركة جفنيها البسيطة، أخفض نظراته ليحدق في كتابها الموضوع عليها، استرعى انتباهه عنوانه فمال نحوها ليمد يده إليه، سحبه بحذرٍ شديد دون أن يوقظها، عاد ليجلس باستقامة على أريكته، قلب صفحاته بفتور، لم يكن سوى أحد المواد الدراسية، ابتسم بتهكم ورفع عينيه لينظر لها من جديد، تحفز حينما لاحظ أنها قد بدأت تفيق من غفلتها، ادعى انشغاله بقراءة فحواه، انتفضت "هالة" فزعة حينما وجدت أحدهم جالسًا قبالتها، بل وينظر لها بتفحصٍ أحرجها، أنزلت ساقيها معتدلة في نومتها غير المريحة وهي تنظر له بعينين متوترتين هاتفة فيه باندهاش مصدومٍ:

الحبُ.. أَوْس ©️ (الجزء الرابع - كامل - حصريًا) ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن