الفصل الثالث

120K 3.5K 1.1K
                                    



الفصل الثالث

وعلى غير المتوقع تفاجأ بوقوفه شامخًا أمام باب غرفته الفندقية يطالعه بنظراته الواثقة التي لا تعرف الضعف أو الهزيمة ليشعره بقليل من الرهبة من حضوره الصادم، ازدرد "يامن" ريقه ونظر لابن عمه بتمعنٍ محاولاً التغلب على دهشته الواضحة على قسماته والتي امتزجت برعشة خفيفة أصابت بدنه ليسأله بعدها بحدةٍ ملحوظة:

-عاوز إيه؟

ورغم عدم ترحيبه به ومقابلته الجافة له إلا أن "أوس" بدا واثقًا من نفسه وهو يتقدم نحوه ليدفعه من كتفه حتى يلج إلى الداخل، جاب بأنظاره تصميم الغرفة وأثاثها الفاخر ليتشكل على ثغره بسمة متهكمة، كان مؤمنًا بأن "يامن" لم يكن ليتصرف بمفرده دون وجود من يسمم رأسه، فرك طرف ذقنه مستطردًا بجمودٍ غامض:

-هاعمل معاك اتفاق

تبعه متسائلاً بسخطٍ:

-إنت يا "أوس"؟ مصدقش!

التف ابن عمه الكبير نحوه لينظر له بغموض، في حين تابع "يامن" متسائلاً بنبرة ساخرة:

-إيه ناوي ترجعلي حقي؟

أجابه "أوس" بصوته الأجش:

-ملكش حاجة وكله بالورق والقانون

ثم أخرج من جيبه عدة أوراق مطوية ناولها إياه ليلقي الأخير نظرة شاملة خاطفة عليها قبل أن يهتاج محتجًا:

-ده نصب واحتيال

رد عليه ببرود مستفزٍ له:

-من أبوك .. أه

تحول لون حدقتي ابن عمه لحمرة ملتهبة من هجومه الصريح على والده، كز "يامن" على أسنانه هاتفًا بغيظٍ:

-إنت ...

قاطعه آمرًا وبلهجة صارمة:

-اسمع للآخر!

تجمدت نظراته على وجهه فأضاف "أوس" بهدوءٍ ليستدرجه في الحديث ويسبر أغوار عقله:

-أنا عارف إنك مالكش في جو حقي وحقك والحاجات دي، إنت طول عمرك مُرفه، وجيتك هنا باينة وش إن وراها "رغد"

هتف معترضًا:

-أختي مالهاش دعوة

التوى ثغره للجانب معلقًا:

-دي مفهومة

رد عليه "يامن" بحنقٍ:

-وحتى لو كانت واقفة معايا، مش أختس وبنطالب بحقنا اللي إنت سرقته و...

قاطعه مصححًا:

-تاني هاتقول سرقته، يا ابني أبوك حرامي كبير، ده غير إنه كان عاوز يقتلني، افهم بقى

الحبُ.. أَوْس ©️ (الجزء الرابع - كامل - حصريًا) ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن