الفصل الخامس

108K 3.5K 1.2K
                                    


ولأن بكرة أجازة رسمية، وبدون ما أطول في الكلام، قولت ما أشبرق عليكم ونبعزق في الفصول الجديدة ..مفاجأة سهرة الليلة للساهرين بعد الواحدة ..رواية (الحب.. أوس!)قراءة ممتعة

الفصل الخامس

بكت لأنه تركها بمفردها دون التفوه بكلمة لوم واحدة معاتبًا إياها، غلبها إحساس الضيق الممزوج بالندم، فعجزت عن منع نفسها عن البكاء، دفنت "تقى" وجهها بين راحتي يدها كاتمة لشهقاتها، عادت إليها خالتها فتفاجأت بحالتها المنكسرة تلك، أسندت المشروب الذي أعدته لها على الطاولة الصغيرة بجوار فراشها لتهرع إليها متسائلة:

-مالك يا "تقى"؟

انهارت الأخيرة باكية في أحضانها وقد تعالت شهقاتها، توجست "تهاني" خيفة من أن يكون مكروهًا ما قد أصابتها، سألتها مجددًا بقلقٍ أكبر:

-طمنيني يا بنتي في إيه؟

همست من بين بكائها:

-"أوس"

زائغت نظراتها قليلاً معتقدة أنه ربما قد تطاول عليها باليد في لحظة طيش عمياء حينما تركتهما بمفردهما، ابتلعت ريقها متسائلة بخوفٍ:

-عمل إيه؟

حبست أنفاسها مترقبة جوابها الذي ربما لن يكون سارًا، أجابتها "تقى" بنحيبٍ:

-سابني ومشى من غير ما يقول حاجة

تنفست "تهاني" الصعداء لكون بكائها ناجم عن أمر طبيعي وليس عنفًا من أي نوع، ربتت على ظهرها برفقٍ قائلة لها:

-اهدي يا "تقى" واحكيلي بالظبط إيه اللي حصل

حاولت الحديث بصوتها الباكي لتخبرها بإيجاز عما حدث من عناد بينها وبين "أوس" بشأن المجيء إلى هنا، لم تقاطعها خالتها وانتظرت حتى انتهت لتقول لها بعتابٍ لطيف:

-جوزك عنده حق، أنا مجاش في بالي إنه هو اللي بيتخانق تحت، فكرتها خناقة بين مقاطيع الحتة زي كل مرة

سألتها بنحنحة متقطعة:

-يعني أنا غلطانة؟

سكتت "تهاني" للحظات تعد على أصابع اليد قبل أن تجيبها بهدوءٍ:

-بصراحة .. أيوه

نظرت لها "تقى" بضيق من عينيها الباكيتين فتابعت خالتها موضحة بتمهلٍ:

-"أوس" مش هايعمل كده إلا لو كان خايف عليكي من نسمة الهوا الطاير، وبعدين إنتي مراته وجاية مع بنته لمكان إنتي فاهمة طبيعة الناس اللي فيه عاملة إزاي، ماتلوميش عليه لما يشوف بنفسه حاجة مش عجباه وتقريبًا حد شبه بيتعدى عليكي!

الحبُ.. أَوْس ©️ (الجزء الرابع - كامل - حصريًا) ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن