~الفصل الثاني~

357 4 0
                                    

#رواية_روح_محطمة
#الفصل_الثاني
#بقلم_Rayan_Massry

الدخان يتصاعد من كأس الشاي الذي يتربع على كفه، وهو جالس في طائرته الخاصة شارد الذهن قبل ان يقاطعه صوت المضيفة:
_ سيدي نحن نستعد للهبوط ارجو من حضرتك ربط حزام الأمان .
تنفس بحدة قبل ان يربط حزام الأمان ، فها هو الان قد عاد الى المكان الذي هرب منه منذ سنوان عديدة، وسيرى والده بعد مرور كل هذا الوقت ، لا يعرف لما يشعر بهذا الاختناق وكأن احدهم يكبل عنقه بحبال...
ترجل من الطائرة ووقف ينظر امامه ببرود عكس النيران التي تشتعل بداخله، وبدأت الذكريات تتسارع في ذهنه... احس بوجع عائل في مؤخرة رأسه والماضي الأسود الذي هدم حياته يعود ليتذاحم داخل عقله مسبباً ألم مبرح . اغمض عينيه محاولاً تهدئت نفسه ، لكن الصرخات والصور والدماء عادت لتتكدس ... فتح عينيه بسرعة على صوت السائق الخاص وقد اصبحت عيناه حمراء كالدماء ، وسار بهدوء ويرود ودخل الى السيارة وهو يتنفس بصعوبة ، ها قد حان الوقت لرؤيته وإعادة فتح الجروح ونبش الماضي الأليم .....

فتحت عيناها على صباح كئيب بعد كل ليلة تعيشها ، لم تستطع فيها النوم سوى لساعات قليلة بعد أن اخذت قرص من المهدئات .. ارتفعت عن السرير ببطء بعد ان سمعت دقات رقيقة على باب غرفتها ، فعرفت فورا صاحب هذه الدقات ، فأخذت تمسح أثار البكاء الذي بقي على عيناها من  ليلة امس وابتسمت ابتسامتها الرائعة والهادئة والذي جعلتها جميبة رغم أثار تورم عينيها وتحدثت بصوتها الناعم :
_ ادخل عزيزي
" فتح الباب ودخل منها يذيد مبتسماً بإشراق واسرع يلقي نفسه بين أحضانها " صباح الخير اختي كيف حالك .
" ابتسمت بفرح وابعدته عنها لتنظر الى عيناه الخضراء التي  تذكرها بعينين والدها وقالت" انا بخير عزيزي وانت ؟
" ابتعد عنها وجلي على حافة السرير وقال " انا بخير طالما انتي بخير اختي .
ابتسمت له بحب ونظرت له وهو ينظر الى اصابعه المعقودة  ، لكن سرعان ما رفع رأسه ليقابل عيناها وكأنه تذكر شيء لتوه : اختي انتي ستتزوجين غدا
اختفت ابتسامتها عندما تذكرت الورطة الواقعة بها ، اغمضت عيناها محاولة السيطرة على نفسها وعدم البكاء امامه ، ثم فتحت عيناها على صوته الذي يحمل نيرة حزن يحاول ان يدفنها بإبتسامته :
_هل ستتركيني اختي عندما تتزوجي
نظرت اليه بصدمة ثم سحبته الى احضانها ودفنت وجهها في عنقه تستنشق راحته الرائعة : عزيزي ما هذا الذي تقوله كيف لي ان اتركك ، انا سأتزوج لتحصل انت على عائلة تحبك وتحميك ، وكل ما افعله هو من اجلك فقط ،وانا مستعدة ان افعل اي شيء في سبيل اساعدك وحمايتك ..
ابتعدت عنه عندما سمعت طرقات غليظة وقاصية على الباب ، ترجلت عن السرير سريعا لترتدي الروب فوق قميص منامتها الواسع والطويل واتجهت نحو الباب لتفتحه . شهقت عندما وجدت عمها يقف امام الباب بملامح باردة ظهرت على تقاصيم وجهه المجعدة والقاسية . ظلت لقترة تنظره له بذهول وعيون متسعة. فها هيا تعيش هما منذ مدة طويلة ولم يتقدم مرة واحدة ليطرق على باب غرفتها .
قطع الصمت صوته الغليظ الخالي من المشاعر والعاطفة وهو ينظر الى عينيها بتركيز وبرود :لما كل هذا التأخير بالنوم يا اميرال الا تعلمين أن الليوم هو يوم زفافك ، هيا اذهبي وارتدي ملابسك والسائق ينتظرك لذهاب لتبضع ليوم غد ، فليس لديك الكثير من الوقت .
اخفضت رأسها من تركيزه المباشر بعينيها واجابت بهز رأسها دون كلام والدموع تترقرق في عينيها تستعد للسقوط ، اغلقت الباب واتجهت الى الحمام مغلقة الباب ، وانهارت على الارض في بكاء يمزق القلوب..

روح محطمة |Z.A|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن