~الفصل العشرين والاخير~

290 7 1
                                    

#رواية_روح_محطمة
#الفصل_العشرين_والأخير
#بقلم_Rayan_Massry

تجمد في مكانه عند سماع تلك الكلمة التي وقعت على أذنه كالسيخ الحامي .. يطلقها هل تريد الطلاق وهو الذي يتيم في هواهها والذي لا يمكنه التخلي عنها .. تريد ان تتركه وتذهب ، تريد ان تبتعد عنه ، ان تكون لغيره ... هو الذي لم ينساها قط منذ سفره ، سكنت في روحه وعقله وفي دقات قلبه التي تدق فقط لها ولأجلها .. لم تحبه يوماً !!
كيف لها ان تستطيع العيش بدونه وهو الذي اصبح مدمن على رأحتها ...
ابتلع ريقه ونظر الى عينيها التي تنظر له بلهفة كأنها تنتظر ان ينطق تلك الكلمة التي ستنهي هذه القصة قبل ان تبدأ ..
ابتسم بسخرية على لهفتها ، هل تريد التخلص منه بهذه السرعة ، وكيف لها ان تكن تريده بعد كل الذي فعله بها ...
اغمض عينيه بحدة وتكورت كف يده على شكل قبضة ، وهو يتنفس بسرعة وحدة ، وقد قرر أخيراً سيريحها من كل هذا العذاب الذي يسببه لها منذ التقاءهما ، سيجعلها تختار بنفسها ولو كان متأكد انه لن يكون من ضمن إختياراتها ابدا ..
" انت طالق " قالها بصمود عكس قلبه الذي ينذف ببطء ، وعينيها التي تؤلمه بشدة رغبةً في البكاء ..
ابتعد عن سريعاً وخرج من الغرقة غير راغب برؤية احد دموعه الذي هطلت فور خروجه من الغرفة ..
اما هي فقد ظلت هلى حالها تنظر الى الامام بصدمة ، هل طلقها للتو ، هل تخلصص منها بكل بساطة ، اليس هو من كان يقول منذ قليل انه يحبها لا بل يعشقها .. هل كان يكذب؟ نعم لقد طلبت الطلاق ، لكنها كانت تريد ان يتشبث بها قليلاً ، ان يرفض ، كانت ستتأكد عندها من حبه ، لكنه لم يفعل ، فقط طلقها بسهولة ، كلمات خرجت من فهمه لتقع على قلبها كالجمر ..
لم تشعر بدموعها التي بدأت في الهطول على وجهها بالم ووجع .. الن تنتهي مشاكلها ابدا ، الن تعيش كما يعيش باقي الناس ، هل ستبقى تتعذب الى الابد .. لقد ادركت انها تحبه ، هي من الاصل لم تكن تكرهه ، هو حبها الاول والاخير منذ الصغر ، نعم كان سر بينها وبين نفسها ، لكنها تحبه ... لم تستطع تجاهل تلك المفرقعات التي انطلقت في قلبها عندما اعترف بحبها ...
" اميرال هل انتي بخير " كان هذا صوت سارة الذي كانت تبكي هي الاخرى هل بكاء اميرال الجامد والذي مزق قلبها الى قطع ..
هزت اميرال رأسها وهي تمسح دموعها وتستنشق الهواء بهدوء كي تكف عن البقاء وقالت بصوت حاد انعكس على صوتها الناعم " نعم انا بخير ، اريد ان اذهب الى يذيد ارجوك " ..
اومئت سارة لها واخذت تسندها ببطئ خارج الغرفة ...

كانت كل الطريق شاردة في مكان بعيد ، هل انتهى كل شيء الان ، هل ستبدأ حياة جديدة خالية من يزن . ولما هي حزينة ؟ الم تكن هي من تريد ذلك ؟!
تريد ان تعود الى حياتها التي تركتها ، وستكمل وكأنه لم يظهر ولم يكن له وجود في حياته من الاصل ..
لم تشعر بأنها وصلت الى عندما أحست بيد ناعمة على كتفها تسحبها بهدوء .. وجهت نظرها الى سارة بعد ان خرجت من السيارة وثم الى المكان الذي جلباها اليه ، فقد كان منزل مجد وياسمين .. احست بحنين مفاجئ الى شقيقها الذي مضى على لقاءهما ليالٍ كثيرة ...
اغمضت عيناها وكان التعب قد تمكن منهت بشدة لكنها سندت نفسها ودخلت الى المنزل ..
نظرت اليه بحب وإشتياق ، وقبل ان تقول اي كلمة ، كان يذيد قد اندفع واحتضنها بشدة .. اخذت نفساً عميقاً محمل برائحته البريئة وعيونها تذرف الدموع على شهقاته الطفولية المنخفضة ..
ابتعدت عنه وطوقت وجهه الصغير بين راحتي كفها بحنان .. " ارجوك اميرال لا تتركيني مجدداً ليس لدي غيرك " قالها بصوت متقطع من البكاء ..
ادمعت عيناها لكنها ابتسمت بحب وسحبته بنعومة الى حضنها وقالت وهي تلمس على شعره الناعم بندم " لن اتركك صغيري لن اتركك ابدا "..

روح محطمة |Z.A|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن