~الفصل الثامن~

192 4 0
                                    

#رواية_روح_محطمة
#الفصل_الثامن
#بقلم_Rayan_Massry

دخل المستشفى ببروده المعتاد ناظراً الى شقيقته الجالسة على المقعد بهدوء .. اتجه نحوها ممسكاً بزجاجة مياه ..
جلس بجانبها واعطاها الزجاجة دون ان يتكلم ، ووقف بعدها داخلاً الى غرفة والده بسكوت مما اثار استغراب سارة الشديد ...

توقف امام السرير يناظره من بعيد بعيون تغلغلت بها الدموع لأول مرة منذ عشر سنوات .. تقدم ببطء نحو سريره ، وكل الذكريات عادت لتتجمع داخل رأسه مسبباً الم مبرح ، انهمرت دموعه على خده بقوة كشلال مياه انحبس داخل الجبل ليتفجر بعدها....
جلس الى جانبه ، ينظر الى جسده الضعيف ووجهه الشاحب . ابتسم بمرارة قائلاً بصوت مبحوح :" كان يجب علي ان اكون سعيداً لأنك هنا بعد كل ما فعلته بي ، لكن للأسف لا يمكنني ، ليس لأنك والدي ، لكنني ماذلت احبك ، واريد بشدة ان توضح لي كل ما حدث ".
شهق بألم وانهمرت دموعه اكثر :" لقد حرمتني من كل شيء جميل في حياتي ، حرمتني من احن شخص ومن اكثر شخص احبني كما انا ، حرمتني النوم ، حرمتمي كل شيء ، حرمتني العيش ببساطة ".
مسح دموعه بيدين ترتجف :" صِدقاً لا اعرف ماذا اقول ، بعد ان هدمت كل شيء .. فقط اتمنى لك السلامة وان تستيقظ عاجلاً ، كي انتقم على طريقتي ، يا من كان والدي ...
وابتعد خارجاً من الغرفة بعيون محمرة ولم يلتفت على صوت شقيقته التي تناديه ، فوقفت تتأمله وهو يغيب عن عينيها خارج الباب ..

اما في داخل الغرفة ، فتح سيف الدين عينيه ذو اللون العسلي الحاد ، وابعد عبوة التنفس عن انفه وفمه ، وأخذ نفساً عميقاً قائلاً بصوت مبحوح :" اسف يا يزن ، اسف يابني ، اسف انني اسبب لك كل هذا الالم ولا اعرف ، اتمنى ان تعرف الحقيقة قبل فوات الاوان ، اتمنى من كل قلبي "..
أعاد جهاز التنفس الى مكانه ، عندما احس لدخول احدهم ، اكتفى بمراقبة الباب يفتح ، فدخلت منه سارة وهي تبتسم بإشراق ، فإبتسم هو بدوره ابتسامة عميقة ..
اقتربت منه وطبعت قبلة قوية على جبينه كما كانت تفعل وهي صغيرة ، فضحك بخفة ، وبادلته هي ضحكته قائلة :" ما سر هذه السعادة سيد سيف ، هل هذا فقط لدخول ابنك المفضل "..
اختفت ابتسامته ونلظر الثقف بعيون دامعة :" لا يعرف انني استيقظت ولا احبذ ان يعرف الان سارة اربده ان يدخل ويتكلم بكل ما يريد دون قيود ". ثم التفت ونظر لها وهي تناظره بذهول :" ارجوك سارة لا تخبريه ، اريده ان يتكلم معي ان يفصح كل شيء بداخله ".
تنهدت سارة بهدوء :" ابي لما تريد اتعاب نفسك ، اخبره بكل شيء ، اخبره ماحصل من سوء تفاهم ، لعلك ترتاح وهو ايضاً سيرتاح وسيسامحك على إخفاء الحقيقة انا متأكدة يزن قلبه طيب ولا يحمل ضغينة على احد ابداً ".
ابتسم سيف بمرارة قائلاً بصوته العريض :" لا يمكنني سارة لا يمكنني ، هناك شيء لا تعرفين انتي ايضا ولا اريده ان يتدمر بسبب جشع تلك العائلة الحقيرة ابداً ابداً .."
عبست سارة بتفكير ونظرت الى والدها :" وما هو هذا الشيء والدي ؟".
وظل تعليقها بالهواء واكتفى سيف بإغلاق جفنيه لعله يرتاح من إنقباض قلبه المفاجئ ...

روح محطمة |Z.A|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن