#رواية_روح_محطمة
#الفصل_الخامس_عشر
#بقلم_Rayan_Massryاحتدت عيناها بشدة ، وبات كلامه يتردد كالصدى في عقلها .. لقد طفح الكيل ، لم يعد لديها القدرة على استوعاب كل ما يحدث معها .. تستطيع تصديق كل شيء ، كل شيء الا ان والدها الذي غمرها بحنانه وطيبته ووالدتها التي لم ترى لها مثيل ، ليس سوى اشخاص من هذه العائلة اللعينة التي ابتلت بها وبمشاكلها ..
وقفت تحارب الدوار والغثيان الذي اشتد اكثر ونظرت له بثبات قائلة " يمكنني تصديق اي شيء الا ان ذلك الرجل النبيل هو ليس والدي "
ضحك بشدة وقسوة وادمعت جوانب عيناه من شدة الضحك ، اما هي كانت تنظر له بتوجس كأنه افعى برأسين ... ابتلع ريقه وقال بصوت حاد ساردا عليها كل شيء دون ان يشعر بذرة ندم او شفقة على هذه المسكينة التي تقف امامه وعيناها تتوسع بصدمة "احمد الذي اعتبرتيه والدك هو الذي قتل والدتي طمعا بالورث الذي كان سيحصل عليه منك انت .. امي التي كانت ستعيدك الى والدك ووقفت بصف السيد عز مع انه شخص حقير ... تدبر احمد هو وسيف والدي مقتلها .. السيد احمد قد سرقه الموت مني ، والدي سيعاقب على خيانته لأمي الذي وثقت به واحبته .. اما انتي فعقابك سيكون عسير لأنك السبب الأساسي لكل ما حصل ...لا لا تريد ان تسمع المزيد هذا يكفي... !! سكاكين حادة تغرز بكل انحاء جسدها ... لم تعد تستطيع الصمود اكثر ... انها تختنق ... تكاد تموت لوعة ... صدمة تلو اخرى هذا قاس بحق ... ارادت الصراخ لتنفي التهمة التي يلقيها على والدها ...
لكنها لم تستطيع ان تعطيه سوى شهقاتها المتعالية ودموعها المنهمرة بصدمة وخوف في أنٍ معاً .. احست بأنها مخدوعة من اقرب الاشخاص لقلبها .. وخائفة جداً ايضا .. بعد كل الذي قيل تشعر بأنها اصبحت هشة ، فاقدة القوة ، لم تعد كما كانت قبلاً ، لم يعد بإمكانها الدفاع عن نفسها .. تريد من يحتويها ويحيطها بمأمن ويحميها من نفسها قبل اي احد أخر ....وقف ينظر لها والندم والأسى يذحف لقلبه على حالها ... كاد ان يقترب منها لكنه تراجع عندما تذكر والدته ، تذكر ذلك الليوم الذي وجد بها جثتها ممدة على الارضية والدماء تسبح في المكان ... احمرت عينيه بشدة وتشنج فكه بغضب وابتعد خارجاً من الغرفة ...
انتفض جسدها بجفول عندما خرج مغلقاً الباب خلفه بعنف ..
وإزداد إنهمار بؤسها من ينبوع غيماتها السماوية حين سمعت صوت القفل الذي يتحرك لتستدل انه أسرها داخل هذا المنزل الكئيب خوفاً من هروبها ...يقود سيارته بسرعة خطيرة ومروعةة .. كاد ان يتسبب لنفسه بأربع حوادث ، لكنه يخرج منها بأعحوبة ...
يضغط على المقود بعنف حيث ان مفاصله قد ابيضت ..
وجهه صار كمعدل بركان على وجه الإنبلاج ...
توقف فجأة حيث ان جسده ترنح الى الأمام مصطدماً صدره بالمقود ... وضع رأسه بتعب على المقود ، خارت قواه لدرجة انه لم يعد يستطيع التنفس كالأشخاص العاديين ، يتمنى لو كانت حياته بسيطة خالية من المشاكل .. يعيش مع والديه ببيت صغير يكفيهم ، تجمعهم المحبة والسلام ... ان يتزوج من فتاة يحبها تعيش معه تحمل عنه همومه وتنتشل تعبه بحبها وحنانها ...
لكن للأسف كتب عليه حياة مليئة بالحقد والشر من أُناس كانا الاقرب لقلبك يوما ...
اميرال!!... الفتاة الوحيدة الذي رافقته سنوات حياته ... صحيح لم تكن موجودة معه في الوقع ، لكنها كانت تسطوطن قلبه وعقله ... لم يدق قلبه لفتاة قط ، فقط هذه الصغيرة الذي سرقت لبه من صغرها بشعرها الحريري وعيونها الكبيرة وابتسامتها التي تخطف الألباب ....
كم كان يرغب ان يلتقيا بظروف اخرى ، لتحبه كما يحبها .. لكنها وللأسف الشديد انها ابنة احمد وعز الدين .. عز الذي خرب عالقتهم مع عائلتهم في بلدهم الام .. واحمد الذي حرمه من ملجأ حنانه .. امه ...
لا يستطيع لا يستطيع ان ينسى ويمضي قدما ... كيف ينسى وهو الذي عاش ابشع سنوات حياته بعيدا عمن يحب .. كيف ينسى الشخص الذي كان من المفترض ان يكون ملاذه هو نفسه جحيمه ...
لقد جعلوا منه شخصاً بارد جامد ثلجي .. رجل خطير يهابه الجميع .. لكنه ومع كل ذلك لم يتخلى عن مبادءه الذي علمته اياه والدته ...
ودون إرادة منه انزلقت دمعة من عينيه عند تذكره لها .. وتحولت تلك الدمعة الى بكاء عنيف يمزق القلوب .. لم يبكي مرة واحدة حتى عند وفاة والدته لكن الان لم يعد يستطيع لقد تعب .. تعب بشدة لم يعد لديه القدرة على التحمل ... ان ليس من حجر انه انسان .. انسان يحق له الراحة ... ضرب المقود امامه بعنف ، متنفساً بضيق وصعوبة لعودة الوجع الذي يجثم على صدره بحدة ....
أنت تقرأ
روح محطمة |Z.A|
Romanceفي كل ليلة اوي الى فراشي مبعثرة ومتناثرة .. احاول بقوة ان اتشبث بتلابيب النوم لعله يسحبني الى الاحلام السعيدة... ولكن لا شيء حولي سوى اشياح ذكرى مؤلمة ... لا زلت اذكر تلك الليلة المشؤمة وكأنها حصلت قبل لحظات.. لا ازال اشعر بلزوجة الدماء فوق يدي وعلى...