الفصل الثاني " قلوب بلا ملامح "

1.1K 118 118
                                    

محيط بارد لا تدفئه مدفأة و لو أحرقت فيها كل أشجار الأمازون و كلمات جوفاء باهتة لا عاطفة تصدر عنها، حتى بات المدح لا يزيدها اعتزازا و لا الإنتقاد يشكل فارقا بالنسبة إليها...

فتح السيد هان ذراعيه لها و في ثوان كانت بينهما، قهقهة صدرت عنه لتصل مسامعها و أوصالها المرتجفة منذ قليل.كانت تراقب ما يخرج من بين شفتيه ، أب اختلفت طبيعته فلطالما كان رجلا صلدا تظهر ابتسامته لها في كل صفقة رابحة و تغيب دونما ذلك ، عائدا لتجهمه المعتاد ولهجته الباردة وكلماته الجافة...و ترى في عيون الواقفة بجانبه انعكاسا للسعادة كما لم ترى في مقلتيها خوف و حضن الأمهات قبلا !

قررت تجاهل الأمر عندما سمعت تساؤله : كيف وجدت ابن السيد لي ؟؟

هيجو : يبدو شخصا جيدا و عاملني بإحترام...

أتتها نبرة لامبالية : دعك من هذا ، هل قال شيئا بشأن شراكته مع شركتنا ؟

هيجو بإقتضاب : كلا...

- ربثت السيدة هان على كتف زوجها لتردد : اتصال السيد لي منذ قليل يدل على أن هناك توافقا بينهما ، لدي شعور بأن اتصاله المرة المقبلة سيكون لطلب الشراكة...

- لم تخب ظننا فيما توقعت ، فاض بها الكيل و لم تعد تحتمل البقاء بينهما...حانت منها إيمائة لتجد نفسها تنسحب بخطوات سريعة، اندفاع بلا وعي..انساقت خلف قلبها الذي يطلب منها الإنفراد ، دلفت الغرفة كعصفورة تخط إسمها على أهداب الشجر...زفرت براحة بقايا طفولة و نكهة حنين ظنت أنها دفنتها جراء قلب شارف معونه على النضوب في حديقةٌ دَهماءُ حتى ظهر ساقيها بازخا فجأة ليعيدها قسرا لذكريات اعتقدت أنها غشيت للأبد..

قطع ذلك دخول زهرتها الندية في مساء ربيعي لا ينتهي ، اقتربت منها ببطء ثم وقفت أمامها للحظات بتقطيبة جبين حزينة : ما الذي حدث ليجعل أبي سعيدا لهذه الدرجة ؟؟

بإبتسامة هادئة أجابتها : ربما أعجب بي ابن السيد لي كما تكهنت أمي...

غايون : ماذا عنك ؟؟ هل أنت راضية عن ذلك ؟؟

حمرة رقيقة غزت وجنتيها لتقول مع ومضة أمل : آن الأوان للتخلص من وحل الآلام و البقاء على قيد الحياة...

لاحظت الثورة الكستنائية عند وجنتيها لتصدر عنها ضحكتها الشقية ثم تقول : لحظة واحدة ، هذه الثياب و الزينة ليست من أسلوبك المعتاد...و تبدين سعيدة و مرتاحة أيضا ، هل لذلك الشاب دخل بالأمر ؟؟ هل هو وسيم ؟؟ هل أعجبت به ؟

تدافعت ملامحه إلى مخيلتها و بجنون عاصف لم تشعر سوى و هي تتمتم : جذاب..

بضحكة نابعة من القلب تعلقت بعنقها في فرح ، عناق غايون لها كان مذاقه نقيا بلا غرض أو مَأْرَب ، الوحيدة التي تحبها دون أن تشعرها بأنها حمل ثقيل أو شخص غير مرغوب في وجوده...و بعودة رجلها القدري غمرها إحساس من نوع آخر ، إحساس يحملها لعنان سماء الحلم و يغرقها في بحر النجوى.
~~

حہبہ على عہرش الکبرياء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن