الفصل الثامن " محطة جديدة "

748 103 71
                                    

ﻓﺮﺽ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ دَلالَهُ ﻭﺗﻤﻨﻌﺎ
ﻭﺃﺑﻰ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﺬﺍﺑﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﻨﻌﺎ

ما حيلتي و أنا المكبّلُ بالهوى
ناديته فأصَرَّ ألاّ يسمعا

ﻭﻋﺠﺒﺖ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻲ يرقُّ ﻟﻈﺎلم
ﻭﻳﻄﻴﻖ ﺭﻏﻢ ﺇﺑﺎﺋﻪ ﺃﻥ ﻳﺨﻀﻌﺎ

ﻓﺄﺟﺎﺏ ﻗﻠﺒﻲ لا تَلُمني ﻓﺎﻟﻬﻮﻯ
ﻗﺪﺭ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺄﻣﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﻳُﺮﻓﻌﺎ

ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ ﻓﻲ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ عدالةٌ
ﻣﻬﻤﺎ ﺟﻔﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﺐ ﺍﻟﻤﻮﻟﻌﺎ

ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ خُذْ للحبيب ﺭﺳﺎﻟﺘﻲ
ﻓﻌﺴﻰ ﻳﺮﻯ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﺍﻷﺩﻣﻌﺎ

ﺑﻠﻐﻪ ﺃﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺍﻡ ﻣﺘﻴﻢ
ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﺣﺮ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ تَصَدَّعَا.

مانع سعيد العتيبة

☆☆☆☆

نسف الوصل مخيف، مخيف جدا بالنسبة لشخص اعتاد التمسك بكبريائه مهما كانت الظروف ، و لاشيء يخيف أكثر من أن تقف في الجانب الصامت دون أن تهدر طاقتك على ما يستحق...

تهب الرياح بما لا يطاق الوقوف أمامها و تتلاعب بأحرف كلمات متناثرة لا تملك سوى التبصر لما يجري حولها.

جاب الطابق السفلي في توتر عارم ليضرب إحدى الموائد الجانبية بعنف شديد مما تسبب في تكسير بعض التحف التي سقطت أرضاً..

حاولت سحب نفسها من دوامة التردد فأغمضت عينيها تعتصرهما حتى لا تجري دموعها على وجنتيها وهي تعزم محادثته ، رسمت ابتسامة مفتعلة لتدنو إلى جواره في صمت للحظات وقبل أن تنطق بصوتها المنكسر في حزم شعر به مصطنعا : لن يمكننا الإستمرار..

عاثت أنفاسه في صدره و ولجت مكامن حزنه كسحابة تجتمع في سماء لا تمطر ليخبو أمله ببطء و هو يقول : كونك مرتابة معناه أنك تريدين التخلي عن هذه العلاقة ، و حيرتك سبب كاف لعدم الإستمرار...

اختفت الصلابة التي تعربد ملامحها لتغدو رخوة للغاية و بنبرة هزت أعماقها : لقد كان تنبؤي صحيحا فمنذ أول لقاء لنا أدركت بأنني لن أستطيع الإحتفاظ بك إلى الأبد ، أنا لا أستحقك لأنني كما وصفني والدك مجرد لقيطة من أم أعماها العشق و أب مجهول نكث بوعوده...

أراد اقتلاع ذلك العند الساكن رأسها عندما نطق : لا تهمني حمولتك التاريخية هيجو ، ما أعرفه أنني أقع بحبك بإستمرار و بدون طوق نجاة...

النظرة التائهة التي اعتلت ملامحها و هي تهيم تحيّرا لتشير بيدها و بنبرة يائسة رددت : أنا مؤذية جدًا ، و من يجرؤ على البقاء معي إما شخص شجاع أو مجنون يخلي بميزان حياته و يتخلي عن أحضان الرفاهية في سبيلي..

حہبہ على عہرش الکبرياء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن