الفصل الثالث " أنا / أنتِ "

914 116 126
                                    

- أنا كالعصا و أنتِ وتر كلما تألمتِ من كثرة الملامسة انتشى شغف المعزوفة.

- أنتِ غيمة خلقت من نقاء ، و أنا شمسك اللاهبة و حبنا يشابه السماء رحبة.

- أنا قلب تائه و أنتِ بسماء عينيك تغرقينني في بحور أنفاسك.

- أنتِ مطر و أنا أرض كلما زدتني عطاءا ازدهرت.

- أنا حبر و أنتِ قلم خططنا مجلدا صارت أوراقه كتمانا !

                        أنتِ أنا و أنا أنتِ.

                                  ☆☆☆

اختلس النظر لشعرها القصير و مظهرها الفاتن حتى و هي غارقة في النوم، فكر بأنها تبدو جميلة بدون أي مجهود...طرد الأحاسيس التي تسللت إلى تفكيره
ليزيح السِّتائر و تنثر الشمس أشعتها بحياء عبر
نافذة الغرفة ، تململت هيجو في نومها وهي تشعر بثقل في رأسها إثر بكائها الليلة الماضية ثم فركت عينيها مثتائبة و قالت بصوت نعسٍ و جفنتاها مطبقتان : غايون ، أغلقي الستارة أنا مرهقة...

شعرت بحركة غريبة على سريرها لتطرف بعينها و هي عاجزة عن الفهم ، فليلة أمس بالكاد غمض لها جفن ففي كل مرة تغلق عينيها يتراءى لها طيفه بنبرة جارحة....توضحت رؤيتها لتجده يقفز على حافة فراشها بتململ منزعج ، قطبت جبينها في استغراب غير مستوعبة لما تراه حتى أفاقت بفزع على صوته البارد و هو يناديها بحدة : انهضي..

تبخر النوم في ثوان من عينها لتعتدل جالسة و هي تنفي برأسها مستنكرة : ياللهول ، هل أغرق في عالم الكوابيس ؟؟

حدق إليها بنظرة متكبرة : كيف لكل هذه الوسامة أن تكون كابوسا ؟؟

قفزت من مكانها بعصبية و هي تردد : من الذي سمح لك بالدخول لغرفتي عنوة و في هذا الصباح المبكر ؟؟

دونغهي : أخذت إذن والدتك ، فأنا خطيبك إن كنتِ لا تعلمين...

كان يرى تحت عينها أثار الإسوداد و علامات التعب ليحاول تصنع التهكم : أشعر كأنك أصبحتِ فتاة أخرى لا تشبه أبدًا من كانت في حفلة البارحة..

هيجو : التحول ميزة لا تنسب لأحد سواكَ لي دونغهي...

دونغهي مشيرا إلى وجهه : بعد هذا النوم العميق أزيلي بقايا النوم عن عينيك و رتبي شعرك ، وضعك فوضوي هل تستيقظين بهذه الحالة بالإعتياد ؟؟

أجابت وهي تمسح بقايا النوم عن عينيها : لا دخل لك ، ثم لمِ أنت هنا ؟؟ أقنعني بأنك قدمت لتعطيني نصائحا عن الروتين الصباحي !

تقوس حاجبه و أصبح وجهه أكثر صلابة ليردد برَوِيَّة: عمتي سافرت لأمريكا و لم تستطع حضور حفل خطوبتنا يوم أمس بسبب مشاكل في التأشيرة ، و هذا الصباح اتصلت بي تود التعرف عليكِ و تهنئتك..

هيجو : عَلاَمَ ستهنئني بالضبط ؟؟ على تنقلاتك بين عدة شخصيات في ثوان معدودة !!

استرسلت رافضة : لا أريد مقابلة أحد من طرفك ، يكفي بأنني أضفتك لقائمة الأشخاص الذين أضطر لتحمل التعامل معهم...

حہبہ على عہرش الکبرياء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن