الفصل الخامس " شرنقة حروف "

925 113 119
                                    

دفء ذات الشمس بشجن يختلف من مكان لآخر لتختلف شفافية الصباح هنا مع قلوب لا تتغير بتغير جغرافية المكان...

اخترق صرير الشّمس المحرقة المكان كأنها تبعث الحياة في أوراق حزينة كادت تمحى و مثل قطرات من الندى تضع رطوبة المساء على الأزهار بعد نهار خانق يستبد كآبة ثقيلة بأنفس صارت من المحن ظلاما.

فتحت عينيها فجأة و مع كل صورة يزداد إنقباض ملامح وجهها، و تواترت أنفاسها المضطربة بعد أن نظرت إلى الفراغ أمامها في صمت استيعابي لتعود لتفحص ملامح النائم بجانبها...تعرّجت أخاديدها و ازدادت ضيقا ولكن ما جعل عينيها تتسعان بخوف تبيان واضح بأن ساقاها موضوعة فوق ساقيه بعشوائية ، شاركتها مخيلتها في نسج موقف محرج جريء لتنفرج عنها شهقة اجتذبت حنجرتها قوة و أنهكتها.

استيقظ تحت تأثير صوت غليظ انفجر في رأسه و ليس بدافع شمس تقبل جبينه بلطف و تدفع بساطا أكثر دفئا ، ما إن تفتحت أعينه حتى سارعت للإنكماش على نفسها متراجعة للخلف بحذر تام غير مدركة لكيفية وصولها للسرير...

تحرك قليلا ليتثائب ثم نهض جالساً من رقدته و على وجهه سيماء الإنزعاج ، ما كاد يحلل الأمور من حوله حتى وجد وقع صراخها منهالا عليه ليغمغم : لم صوتك عال منذ الصباح كالنوارس ؟؟

- ردت سؤاله بسؤال لتعبر عن حنقها : أجبني ، ما الذي أتى بي إلى غرفتك ؟؟

سحب الغطاء إليه بهدوء عائدا للتمدد ثم غمغم بخفوت : لقد وجدتك نائمة على الأريكة يوم أمس و كنت تبدين مثيرة للشفقة ، قلبي لم يطعني عطفا بك خصوصا و أن شخيرك ملأ المكان...

ردت بعنف : يبقى شخيري أفضل من النوم على سرير مدنس بنزواتك...

تثائب للمرة الثانية ثم راقبها ساكنا و ما لبث أن شعر بإزعاج من كلامها لتعود أنامله بخصلاته للخلف وهو يحاول أن يتماسك : أنا شخص نبيل ولكنك قوية الشكيمة أكثر مما توقعت...

أضاف متهكما بنظرة خاطفة : ثم ألم تري بنفسك أن السرير واسع يكفي كلينا لكنك تعديت رقعتك بفوضوية..

استطاع أن يجعل الصمت يسودُ حواسها لثواني ثم تابع : في المرة القادمة ضعي وسائد بيننا حتى لا تصعدي فوقي بهمجية فيما بعد...هذا مخيف !

شعرت بالدماء تغلي في عروقها و عجزت عن التفكير بوضوح لكن اللهجة المتهكمة أيقظت كرامتها لتنطق بغيظ : في المرة القادمة لا تساعدني حتى لو وجدتني على قارعة الطريق...

دنا منها بملامح باردة و مد يده ليرفع ذقنها للأعلى فإضطرت للنظر إليه بيد أن سيلا من المشاعر اجتاجت أنحاء جسمها كافة عندما توزع بصره بين شعرها و جسمها الذي رمقه بنظرات متفحصة خصوصا و أنها ترتدي منامة طويلة فقالت في سرها أ تراه يهزأ من احتشامها ؟

استعرت عيناه بمشاعر عميقة عندما لاحظ دونغهي أن أزرارها غير سوية و أحس أن وجهه قد اشتعل حرارة لذا أخفض بصره قائلا بلكنة محلولة العزم : سأصبر قليلا بعد لتقعي في شراكي و لن تسلمي...

حہبہ على عہرش الکبرياء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن