11-Dans الرقصة

1.2K 38 76
                                    

تمايل الثنائي في تناغم وتناسق معاً وكأنهما الوحيدين اللذان في القاعة والعالم والكرة الأرضية لا تحوي سواهما فقط.
أمسكا يدا بعضهما البعض وتحركت أقدامهما في المكان بسلاسة وتناسق رائع، كأن تلك الأقدام لم تخلق إلا للرقص.
ارتكزت يده الأخرى فوق خصرها ويدها الأخرى فوق كتفه وأنشأ الشابين الصورة المثالية للثنائي المثالي.
كانت تلك الصورة الخارجية التي بدت للجميع من حولهما ولكن كان الأمر مختلفاً تماماً بداخل كلاً منهما.
والسؤال الذي حيرني هو هل يستطيع قلب افترق عن حبيبه لسنوات أن يهدأ فور الالتقاء به؟!
وبالطبع كان الجواب هو لا!
كل مشاعر الحب والعشق والاشتياق كانت تتزاحم للخروج في تلك اللحظة بينما تشكلت في حركاتٍ متناسقة مذهلة أما عن قائد المجموعة -العقل- والذي كان سابقاً له دور كبير في السيطرة على القلب وباقي الأعضاء المرتجفة، الآن قد تشوش وتعطل وفقد السيطرة على باقي الجسد...!
فانقطعت أنفاسهما وازدات دقات قلبيهما مع كل لمسة ومع كل حركة تأخذها تلك الأقدام وتتبعها تلك الأجساد بينما ازدادت حرارتهما وكأن النيران اشتعلت من حولهما.
أما اللسان فقد صمت، والعيون من تكلمت بلغة لا يفهمها سواهما فقط...!
أنستهما تلك الرقصة العالم وما فيه.
أنستهما الماضي وما يحمله.
فباتت أذنيهما لا تسمعان أصوات البشر من حولهما ولا حتى صوت الموسيقى التي كانت أجسادهما ترقصان عليها كأنها تتحرك من تلقاء نفسها.
أما الأنف، فقد امتلأ وتشبع بالرائحة التي تاق إليها لليالٍ طوالٍ متعبةٍ ومرهقة.
فمرت الثواني والدقائق بسرعة ولكن كانت كافية ليشعر مل منهما بشعور لم يذقه يوماً في حياته.
ذاك الشعور الذي أحيى القلب الميت ورد له الحياة.
لم تكن مجرد لمسات بسيطة لبشرة كل منهما ولكن كانت لمساتٍ تبعث الكهرباء في الأجساد النائمة لتذكرها بأنه كان هناك شعور يشبه الجنة بكل تفاصيلها كان قد حرما منه لسنوات.
ولكن كان كليهما يعرف أن الدفعات التي كانت ترسلها تلك الكهرباء زائدة كثيراً على قلبيهما وأن تلك القلوب المسكينة قد لا تتحمل ذلك القدر الكبير من المشاعر الجديدة عليها والتي لم تذقها لفترة طويلة ولحسن حظهما أن وقت الموسيقى قد انتهى وتوقفت وتوقف الجميع عن الرقص أيضاً.
لتسترخي أجساد الجميع بينما كان جسديهما مشدوداً صلباً!
تلك الرقصة التي أخذتهما إلى عالمٍ آخر منعتهما عن الاتصال بالعالم الخارجي ولكن رغم ذلك استشعر الرجل توقف الجميع عن الرقص ولكنه لم يبعد ناظريه عنها أبداً بل تابع النظر في عيونها بدون أن يحرك ساكناً.
لم تكن الفتاة مستعدة للقائه ولم يكن قلبها مستعد لذلك الكم الهائل من المشاعر ولكن اصطدمت فجأة به. فسحبها إلى ساحة الرقص دون سابق إنذار ولم تستطع أن تمنع نفسها عنه فلم تجد نفسها إلا وهي تتمايل معه على أنغام الموسيقى التي سمعتها مراراً وتكراراً وكانت كترياقٍ لقلبها في كل مرة وصلت إلى خلايا أذنيها.
والآن وبعدما ارتاحت قليلاً بدأ عقلها يستوعب ما حدث منذ قليل ويستدرك أين هي وفي مواجهة من تقف وإلى من تنظر وعوضاً على أن يهدأ قلبها بعد الرقصة زادت نبضاته جنوناً وازداد تعرقاً وانقطعت أنفاسها كلياً.
ماذا حدث وكيف حدث؟!
.......................................

Aşk acısıحيث تعيش القصص. اكتشف الآن