-حسناً الآن... لقد رقصتم بشكلٍ ممتاز، حان وقت خلع الاقنعة...
بدأ الضيوف في خلع اقنعتهم الواحد تلو الاخر بينما كانا الثنائي الوحيد الذي كانا يتعمقان في النظر في عينا كلاً منهما بدون التحرك من مكانيهما ونبضات قلب دفنة تتعالى كالطبل.
لم تعرف دفنة كيف تتصرف في وقت كهذا وشعرت بجسدها يتخدر رويداً رويداً حتى باتت لا تستطيع تحريكه.
هي تعرف ان عمر قبالتها ولكن رغم ذلك لم تملك الشجاعة لخلع ذلك القناع.
لا تعرف ما دهاه ليرقص بذلك الشكل معها ولكن ما تستغربه الآن هو تحديقه واطالة نظره عليها.
هل لا يعرف انها من تقف قبالته يا ترى؟
بالتاكيد هذا مستحيل لانه اخذها للرقص معه بالقوة في البداية وان قالت انه كان يريد الرقص مع امراة عشوائية فما ميزها كان شعرها الاحمر الذي يعرفه اكثر من معرفته لاسمه.
والان وبعد ما انتهت الموسيقى كان يحدق عليها كأن شيئاً لم يكن.
في الحقيقة كان يبدوا وكانه ينتظرها كي تقوم بخلع قناعها في البداية ولا تعرف لماذا.
مرت العديد من الدقائق ومازال الرجل يحدق بها كمن يراها لاول مرة ولانها مازالت لا تستوعب ما حدث ولا تستطيع تفسير تلك النظرات كانت تحدق عليه مثلما كان يفعل تماماً.
-نعم، الاقنعة يا سادة...
شعرت بان جميع الاعين عليهما لانهما كانا الوحيدين اللذين لازالا يرتديان اقنعتهما في الحضور ولكن دفنة لم تهتم لذلك كثيراً وما همها في هذه اللحظة هو ايجاد معنى وحيد خلف تلك النظرات التي حيرتها والتي استقبلتها من السينيور.
-دفنة... هاتفك يرن، نيهان تتصل.
ايقظ صوت سيدا الفتاة من غيبوبتها واضطرت لتحريك راسها لتنظر لها واذ بها تستوعب كلامها رويداً رويداً.
امسكت هاتفها وخلعت قناعها وقبل ان يستطيع الرجل رؤية وجهها كانت قد التفت في الاتجاه المقابل لتركض الى البعيد كي تتحدث في هاتفها باريحية.
راقبها عمر وهي تبتعد بنظرات باردة حين شعر بقليل من الفصول حيالها ثم اتاه ضربة خفيفة من سنان على كتفه يلهيه عنها قليلاً فساله سنان عن حاله وعن سبب ارتدائه للقناع المستمر.
تمتم عمر ببعض الكلمات التي لم يفهمها الرجل الاخر بعد خلع قناعه ثم بدا بالسير بين الزحام في الطريق التي سلكته ذات الشعر الاحمر.
تنهد سنان وهو يراقب صديقه يبتعد عن ناظريه لا يعرف ما به ولا قوة لديه لمجاراة غموضه الجديد الذي لم يكن لديه في الماضي ولا يعرف كيف يتصرف معه الان ابدا.
حرك راسه ببطء ووقعت عيناه على سيدا التي يعرفها حق المعرفة لانه رآها كثيراً ولكن لم يكن لديه الفرصة للتكلم معها ابداً وعلى ما يبدو ان تلك الفرصة لن تاتي ابداً لانه حين رأى ملامح وجهها الباردة التي اختلطت بنظرات الغضب علم ان عليه الفرار كي لا يموت بين يديها هذه الليلة.
يبدو ان ما فعله من خطأ لم يغضب دفنة فقط بل اغضب شريكتها كذلك.
ولما الكذب، هو يعرف ان ما فعله يغضب كثيراً وان قام شخص بذلك معه كان غضب كثيراً جداً.
ففي النهايك اعطاهما حق الغضب...اما عن عمر فقد تبع ذات الشعر الاحمر حين انتابه الفضول عنها بعد ما شعر بان هناك ما تخفيه ولا يعرف ما هو ابداً.
هناك حلقة مفقودة وهو يشك في امرها ويريد ان يعرف ما الحقيقة التي تخفيها.
-كيف تتركونها بهذا الشكل؟ ساصاب بالجنون!
سمع الرجل دفنة تصرخ بصوت عالي ومن ملامح وجهها كان يبدو عليها القلق والخوف فانتابه الفضول اكثر لمعرفة ما حدث فاختبأ خلف الحائط يراقبها من بعيد.
-اهذه حجتك يا نيهان؟! تراقبين ايسو وتتركين ايليف؟!
ايليف
ايسو وايليف
لقد اتضح الامر الآن. ما خافه وما كان يشك فيه قد اتضح واصبح كاشعة الشمس الواضحة.
ان تلك الفتاة التي اغرم بها في البداية لتذكيره بدفنة لها علاقة بها في الاصل.
ولكن ما هي علاقتهم؟
هل ايسو اخو ايليف الاكبر ام انهما ليسا اخوة؟!
ندم كثيرا على عدم سؤالهما ان كانا اخوه ام لا
ولكن رغم كل تلك الادلة والشكوك ما زال عمر يرفض التصديق وكان يريد ان يتاكد بنفسه.
مسحت الفتاه دموعها الساقطه واغلقت هاتفها ثم بدات بالركض باتجاه المخرج التي كان في الاصل باتجاه السينيور. وحين وجدها تاتي باتجاهه حاول الاختباء حتى لا تراه وبالفعل نجح في ذلك ولكن لم يقف مكتوف الايدي وتبعها الى موقف السيارات.
ركبت دفنة سيارتها وانطلقت بسرعه البرق ثم تبعها عمر بسيارته كذلك حتى يرى ما ستفعله.
وبعد مدة وصلت الفتاه إلى بيتٍ كبير (فيلا) وقفت سيارتها امام بوابته وحين راى عمر ذلك قرر ايقاف سيارته بعيدا حتى لا يراه احد وفي نفس الوقت في مكان مرئي حتى يستطيع رؤيتهم ريسمع كلامهم ويعرف ما حدث.
وما رآه لم يكن مطمئناً ابداً لانه رأى وجوهاً غير مرتاحة وقلقة وسمع صرخات دفنة وهي تعترض على ما حدث وتلومهم ايضاً.
بالطبع فهم عمر ان التوتر كان من اجل الطفلة ايليف فعلى ما يبدو ان اسرتها لم تحافظ عليها جيدا وتركتها تهرب.
راقب السينيور حركات دفنة وسمع بعضاً من حديثها وهي تصرخ وتقول:
-انا سابحث عنها بنفسي، انها ابنتي!
ثم قالت:
-سابحث في هذا الاتجاه اخي ابحث انت في الطرف الاخر وانتم ابحثوا داخل المنزل مرة أخرى.
انطلقت دفنة بسيارتها للبحث عن ايليف في الارجاء بينما أدى الحميع الاوامر المعطاة لهم ولم يستطع الرجل الوقوف مكتوف الايدي ومشاهدة السماء الزرقاء وقرر القيام بالبحث عن الصغيرة كذلك حين شعر بالخوف والقلق على تلك الطفلة ايضا.
كانت تلك المشاعر ليست مجرد مشاعر خوفه على طفلة صغيرة قد انقذها مرة ولكن كانت هذه مشاعر ابوة يخاف ان يعترف بها ويصدقها.
ولكن في هذا الوقت كانت اكبر منه واقوى منه فتركها لتسيطر عليه.
بدا عمر بالبحث عن الصغيرة في كل مكان لانه لم يستطع ان يهدئ وينتظر امام المنزل حتى تجدها دفنة فبحث في كل مكان بسيارته حتى وصل الى حديقة تبعد عن المنزل قليلاً.
نزل من سيارته وبدا بالبحث عنها سيراً علي اقدامه الى ان استطاع ايجادها مختبئة خلفه العاب الحديقة.
حين رآها شعر بانه عاد للحياة مرة اخرى فركض ناحيتها وحين وصل إليها احتضنها بشده وقوة.
-اخي الطويل... ماذا تفعل هنا؟
-ايليف حمدً لله انك بخير، لقد خفت كثيراً.
كان قلقاً عليها لدرجة الموت وتماسك بصعوبة حتى وجدها وهذا العناق الدافئ القوي كان عبارك عن ضعفه الذي اخفاه بداخله اثر خوفه لخسارة الصغيرة فاثار ذلك دهشة الفتاة الصغيرة ولم تستطع أن تفكر جيداً.
هل عليها ان تبادله العناق ام لا؟
وفي الحقيقة ليس هذا الشيء الوحيد الذي كانت تفكر فيه بل أيضاً فكرت فيما يفعله رجلاً رأته مرتين فقط في مكان كهذا.
-انت ماذا تفعلين هنا؟
ابتعد عمر حينما تذكر المشكلة الكبيرة التي سببتها الطفلة الصغيرة وسالها بقليل من الغضب فنظرت الفتاة إلى الجانب لتلفت انتباه الرجل وحين نظر عمر إلى ما كانت تنظر له وجد كلبة وحولها جراء صغيرة.
- لقد جئت لاقدم لهم الطعام.
تخلصت ايليف من قبضتيه العملاقتين واتجهت إلى تلك الكلبة واطفالها.
-لقد وجدتهم صباح هذا اليوم امام المنزل واردت ان ابقيهم في المنزل ولكن جدتي لم ترضى بذلك.
-وانت جئت إلى هنا من اجلهم اذاً؟
-هي لا تحب الكلاب ولكن انا احبهم فاحضرت لهم طعاماً لانهم مساكين...
تنهد عمر بتعب حين شعر بالارتياح كلياً بعد سماع قصتها ومغامرتها ولكن كشخص كبير يعرف ان ما قامت به خطأ فقرر توبيخها قليلاً.
-خرجت من المنزل دون اخبار احد، هذا خطأ كبير جداً يا ايليف اهلك قلقون للغاية عليك انهم يبحثون عنك في كل مكان.
شعرت الطفلة بالضيق حين سمعت ما قاله ولكن لم يأتِ اي صورة في ذهنها لاحد غير صورة والدتها المذعورة وهي تركض في الشارع تنادي باسمها.
-امي؟ امي ايضاً؟
نظر لها السينيور ووجد في وجهها وجه دفنة فاعتصر قلبه الماً وأخيراً اعترف بداخله بتلك الحقيقة المؤلمة التي كان ينكرها طوال الوقت وهي ان تلك الطفلة في الحقيقة... هي ابنة دفنة، ولا شك انها ايضاً... ابنته!
اومأ السينيور براسه وهو يشعر بان الالم مازال يعتصره وحينها بدا يستعيد ذكريات السنوات التي قضاها وحيداً وهو في الحقيقة كان لديه ابنة تنتظر مجيئه هنا.
-...وامك ايضاً...
-انا لا استطيع احزان امي.
ادمعت عينا الصغيرة حين تذكرت ان والدتها ستحزن كثيراً حين لا تجدها وستبكي ايضاً فامسكت بيد عمر بقوة طفلة وتوسلت اليه قائلة:
- خذني اليها ارجوك يا اخي الطويل، لابد وانها تبكي الآن.
- سآخذك يا روحي لا تقلقي.
ابتسمت الصغيرة فرحاً بعد سماعه ما قال ولكن تذكرت الجراء الصغيرة فوراً والتفت لتنظر لهم والقلق في عينيها حين علمت انهم سيبقون بلا مأوى وبلا طعام مجدداً.
- ولكني لا استطيع تركهم هنا.
ابتسم عمر وشعر بدفئ في قلبه لطيبتها ورحمتها التي اكتسبتها حتماً من والدته فمسح على شعرها الأحمر وقال:
- سأهتم بهم انا، ساخذهم معي وارعاهم كاولادي تماماً.
- ولكني ساشتاق لهم كثيراً، كيف ساراهم حينها؟
نظرت الفتاة بحزن للصغار الذين كان يتحامون في والدتهم خشية ان يتأذوا.
- يمكنك زيارتي في اي وقت وحينها ستريهم قدر ما تشائين.
- ولكن لن ترضى امي بذلك فهي تخبرني دائماً بانني لا أستطيع ان اتحدث مع الغرباء
-...انا وامك صديقين، ساقنعها حتماً فلا تخافي، اتفقنا؟
ضحكت الفتاة واومأت براسها عدة مرات بسعادة بعدما سمعت ما قاله لها وصدقته فوراً لانها لم تشك في كلامه ابداً وشعرت انه حتماً في طيبة صرب وليس في شر بولوت.
اما عن دفنة فكانت تدور المكان وتنظر في كل زاوية فيه وعندما كانت تمرؤ من اما منزلها لتذهب إلى الطرف الاخر توقفت حين وجدت سيارة سوداء تخرج منها فتاة صغيرة.
ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهها حين أيقنت ان تلك الفتاة الصغيرة هي في الحقيقه ابنتها فنزلت من السياره بسرعه وراحت تركض باتجاهها والدموع تتناثر من اعينها.
-ايليف!!
-امي!!
احتضنت المراه ابنتها بقوه بعد ما اطمأن قلبها الذي كان يدق كالمجنون خوفاً وهلعاً على فقدانها.
-حبيبتي لم يصبك مكروه اليس كذلك؟ انت بخير اليس كذلك؟
- انا بخير يا امي لا تقلقي، وجدني اخي الطويل واحضرني إلى هنا.
على سيرة اخيها الطويل رفعت دفنة راسها لتنظر لاعلى واذ بها ترى عمر يقف خلف الطرف الاخر من السيارة ويحدق به بنظرات باردة.
-عمر...
نهضت المرأة وهي تمسك بيد صغيرتها تنظر له تارة والتارة الاخرى تنظر للصغيرة.
كانت تريد ان تخبره اليوم ولكن الامر لم يسر كما خططت له وارادت ولكن على الاغلب هو يعلم كل شيء الآن وهي لا تعرف ماذا تفعل في هذه اللحظة ابداً.
-... عمر انا...
-دعينا لا نتحدث الآن... غداً... غداً تخبريني.
ثم ركب سيارته ورحل بها عن المكان وهي تراقبها حتى اختفت.
لقد علم بان لهما ابنة منها بعد مرور أربعة سنوات.
اخيراً...
عاد عمر لمنزله ومعه الكلبة وأولادها الجراء وخصص لهما مكاناً للنوم واللعب والاكل وكانت الابتسامة مشرقة على وجهه حين كان يتذكر الصغيرة ايليف في كل خطوة يخطوها وكل عمل يقوم به.
لا يصدق مدى جمالها وبراءتها وطفولتها المتدفقة.
يعشق ضحكاتها وقهقاتها
حفظ كل تفاصيلها الصغيرة منها والكبيرة ولا يستطيع الانتظار حتى يقابلها مرة أخرى كي ينعم برؤية ملامحها الطفولية ويشبع ناظريه منها.اما عن دفنة فعادت مع ابنتها إلى البيت وتلقت ايليف الكثير من التوبيخ والعقاب على ما اقترفته من خطأ ولكن خفف العقاب حين سمع الجميع منها القصة كاملة وان همها كانه الاهتمام بالكلبة المسكينة واولادها الجراء الصغار ولكن في النهاية بعد البكاء التي بكته والتوبيخ الذي تلقته تعلمت ايليف درساً لن تنساه طيلة حياتها وهو الا تخرج من البيت من دون علم احد ابداً.
ودفنة نامت ذلك اليوم محتضنة ابنتها بشدة تشم رائحتها طيلة الليل التي ظنت للحظة انها لن تستنشقها مرة أخرى ابداً.مر اليوم بسلام وفي صباح التالي ققرت دفتة بالتخلص من ذاك العاتق من على كتفيها وشرح كل شيء وكيف له ان يكون اباً في لحظة لابنة في الرابعة من عمرها.
دخلت إلى مكتبه وبدأت بالنظر له ولملامحه التي لم تستطع النظر لها ليلة البارحة وهو بادلها النظر أيضاً وبقيا بهذا الشكل لفترة من الزمن يستعيدان ذكريات قد مرت عليها زمن ولم ينسياها أبداً.
وبعد فترة شعرت بغرابة النظر اليه.
كانها كانت تنظر لغريب.
لم يكن هذا هو عمر الذي أحببته ابداً فكان بارداً هادئاً غريب الملامح فاطرقت بوجهها لتنظر الى الارض حين آلمها قلبها فور تذكرها ما ذاقته خلال تلك السنوات التي قضتها بدونه وهي تتعذب.
فما مرت به لم يكن سهلاً بتاتاً ولا تستطيع ان تسامحه على ما عاشته بسببه ابداً.
ولكنها كانت تذكر نفسها دائماً بأن ابنتها لا تستحق هذا.
ابنتها تستحق ان يكون لها اب يهتم بها ويحبها ويرعاها.
حتى لو اذت نفسها واذت مشاعرها فستظل ابنتها رقم واحد في حياتها دائماً.
- عمر انا...
- اريد القيام بتحليل ابوة....
أنت تقرأ
Aşk acısı
Fanficكانت تحبه كثيراً و كانت مستعدة أن تفعل أي شيء في سبيل ذلك الحب و لكن حبها لم يكفي كما ظنت و تخلى عنها و رحل لتعاني هي من آلامها وحيدة... تغيير أحداث قصة عمر و دفنة في مسلسل حب للإيجار و تغيير طريقة معرفة عمر بالحقيقة التي أخفتها عنه دفنة