13-Bir Karar القرار

1.6K 47 27
                                    

- أريد إجراء تحليل أبوة.... إيليف في سن متقارب لوقت انفصالنا لهذا من حقي التأكد اذا كانت ابنتي أم لا.
شعرت بانقطاع النفس عن رئتيها وكأن سكينةٍ حامية أصابت كلا ساقيها وقطعتهما عن الأرض.
توقف نبض قلبها للحظات وشعرت بحلقها وشفتيها جافتان كصحراء جافة لا حياة بها ولا ماء.
وفي نفس الوقت شعرت ببرودة تسري في جميع أنحاء جسدها.
تلك البرودة لم تكن منبعثة منها بل كانت برودة قلبه المتحجر وعينيه التي تشعان بها والتي وصلت إليها وجمدت خلاياها.
ما قاله صدمها للغاية وجعلها تشك في سلامة أذنيها حتى أنها رغبت في سؤاله ما إذا كانت قد سمعت ما قاله حقاً أم أنها تتوهم فقط.
من ذاك الشخص الذي يقف أمامها؟
هل هو حقاً نفس ذات الشخص الذي أحبته من كل قلبها ولم ترد أي شيء آخر في الحياة إلا هو؟
هل هو عمر الذي تحملت من أجله الكثير والكثير ولم تعترض يوماً بل تابعت المحاربة لأجله؟
هل هو نفس الشخص الذي أنجبت طفلته وتمسكت بالحياة من أجلها ومن أجلها هي فقط؟
لا، لم يكن هو...
كان شخصاً غريباً عنها، مختلف تماماً عن عمر الذي عرفته وكان لها الهواء والماء والحياة كلها...!
دارت الدنيا بها حين شعرت بدوار جعل من عقلها دوامة وللحظة شعرت بأنها ستخسر نفسها وتقع أرضاً رغماً ولكنها قاومت لأنها لم ترد أن تثير الشفقة أو حتى لتجعله يشعر بأنها مزرية وهي بحاجة ماسة لأن تتماسك أمامه بعد ما سمعته يخرج من فمه كي لا تكون كالتي رفعت راية الاستسلام في بداية الحرب.
أخفضت الفتاة رأسها إلى الأسفل وقاومت الدموع التي أنذرت بالهطول على وجنتيها البيضاويتين.
لا يجدي الأمر نفعاً من بعد الآن...
تحول الرجل الذي أحبته لسنوات إلى وحش يتهمها بالخيانة رغم أنه يعرف جيداً أنها لم تفعل ذلك أبداً فما كان يفعله ليس إلا أنه أراد أن يحرق روحها ويؤلمها فوق الألم الذي تسبب فيه من قبل...!!
وأخيراً بعد معاناة دامت دقائق قليلة قررت دفنة الرد عليه أخيراً بعدما محاولةً الحفاظ على ما تبقى من قلبها المهشم والمحطم فاستجمعت شجاعتها وقالت أول شيء جاء على لسانها ولم تهتم أبداً للنتائج في تلك اللحظة لأنها أرادت الانتقام فقط.. فسعلت لتنظف حلقها وتكلمت حيث خرج صوتها بنبرة خفيفة منخفضة ومبحوحة.
- لك الحق في أن تفعل ذلك بالطبع...
ظن الرجل بأنها قد استسلمت بسرعة واستطاع بذلك اهدار كبريائها وكرامتها وكان الفائز في نهاية الأمر ولكن لم تصمت دفنة عند ذلك بل أتمت كلامها بقنبلة وهي تنظر له بنظراتٍ باردة أملأت عيونها وكانت كالتي يمتلكها تماماً ورغم أن رؤيتها كانت مشوشة بسبب دوارها إلا أنها لم ترد أن تضيع فرصة بأن تواجهه بنفس النظرات من بين يديها أبداً.
- ولكن لن أفعله، لن أفعله لأن... لأن إيليف ليست ابنتك بالفعل.
انتفض عمر من مكانه بعدما عقد حاجبيه وأخذ ينظر لها بغضب وعدم تصديق لما قالته ولكنها قابلته بنظراتها الباردة والتي زادت من حنقه أكثر وأكثر.
- ماذا تقولين أنتِ؟!
- ألستُ أنا دفنة السيئة؟ فليكتمل سوئي وأخبرك بأنني خنتك وإيليف ليست ابنتك...
ما قاله لها كان هدفه إيلامها وإحراق كل ذرة بداخلها ولكنها ببساطة لم تستطع أن تصمت وتتقبل ما قاله عن صدر رحب وبابتسامة لأنه في حين أنها أرادت السلام هو أعلن الحرب عليها بمجرد كلمات بسيطة...
فلما الكذب... أعمى الحقد والكره عينيه وأصبح لا يرى غير الانتقام ممن آذته حتى لو كانت وسيلة الانتقام هي طفلة صغيرة لا ذنب لها أبداً.
فانتقلت العدوى منه إليها وزاد الحقد بداخل قلبها وأصبحت ترى بأن لها الأحقية في فعل مثل ما يفعل بالضبط.
فإن أذاها... ستؤذيه كذلك ولن تمتثل في دور الضحية للأبد...!
فالعين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم...
ما سمعه جعله لا يرى أمامه أبداً ولا يفكر حتى فكان كالثور يتجه ناحيتها بكل غضب وعصبية وبسرعة وهو ينظر لها بعيون حارقة تنفص النيران وهي مازالت تنظر له بنفس نظرات البرودة ولكن لما الكذب، فكان بداخلها نار تحرق روحها وقلبها وجسدها وقبل أن تنطق أية كلمة أخرى لتستفزه بها رفع عمر يده بكل قوته وأحاط رقبتها بأصابع يده السمراء القوية ودفعها حتى اصطدمت بالحائط من خلفها بقوة جعلتها تصرخ من الصدمة.
بدأ الرجل بالضغط بأصابع يده فوق رقبتها بقوة بينما كانت دفنة تحاول جاهدة إدخال الهواء لرئتيها بصعوبة فائقة.
- ماذا تقولين انتِ؟! ماذا تقولين؟!
كانت الفتاة في حالة صدمة كبيرة ولم تصدق أبداً ما كان يفعله بها فحاولت أن تمسك بيده وتقتلعها عن رقبتها كي لا تخسر حياتها بسببه ولكن قوتها لم تكفي لفعل ذلك..!
- عـ-عمـ-، عمر...!!!
- انتِ تستحقين الموت أيتها الحقيرة!!
كانت لتلفظ أنفاسها الأخيرة على يد حب حياتها عمر
في تلك اللحظة ولكن الحظ قد حالفها ودخل سنان إلى المكتب مندفعاً وتجمد مكانه مصدوماً حين رأى ذاك المنظر أمامه ولكن لحسن حظها استدرك الرجل الأمر سريعاً وامتدت كلتا يديه لتمسكان بذراع الرجل القوية وحاول بكل ما أوتي أن يزيل يده من فوق رقبة دفنة لينقذها من الموت.
- عمر لا تفعل حباً في الله! ستموت بين يديك!!
مع محاولته الجادة والكبيرة لمجاراة قوة صديقه ذو العضلات كان يتوسل إليه كذلك بألا يفعل ما قد يودي بحياته وحياتها إلى التهلكة!
وبعد عدة ثواني استفاق عمر وعاد لوعيه أخيراً فاتسعت يده التي تمسكت في رقبة الفتاة وأفلتتها وهي ترتجف بعض الشيء فوقعت دفنة أرضاً وبدأت بالسعال والشهيق المختنق من فمها بينما كانت الدموع تتساقط من عينيها على ساقيها وكان كل جسدها يرتجف خوفاً وألماً مما حدث معها.
نظر صاحب الشعر الأسود عليها ليرى الحال المزري التي وصلت إليه الفتاة بسببه ولكن قبل أن يلين قلبه ويهدئ من روعه حرك جسده متجهاً بسرعة ناحية باب مكتبه ليخرج من الغرفة بنفس الغضب الذي اعتلاه حين أخبرته ما قالته منذ قليل وصفع الباب بقوة فور خروجه جعلتها تقفز مفزوعة وبدون أي مقدمات جهشت بالبكاء كطفلة صغيرة ترتجف خوفاً.
- دفنة، دفنة هل أنتِ بخير؟!
جلس سنان القرفصاء وأخذ يحاول تهدئتها ولكن لم يجدي ما يفعله نفعاً فنهض من مكانه وفتح الباب وانطلق سريعاً إلى خارج المكتب حتى يجلب الماء لها ولكن مع كل تلك الحركة التي أحاطتها لم تصمت أبداً.
فكانت كالتي تحملت وتحكمت في نفسها لفترة طويلة وانفجرت فجأة لأن ما فعله كان مثال القشة التي قصمت ظهر البعير...

Aşk acısıحيث تعيش القصص. اكتشف الآن