خرجت من شركته وبدأت بالسير طويلاً دون وجهة وقلبها... يتألم.
لقد كانت تتألم طوال تلك السنوات بسبب ما فعله عمر ولكن ألم هذه المرة مختلفة تماماً...
كيف تغير ليصبح بهذا الشكل؟ إنها لا تفهم أبداً ورؤيتها له بهذا الشكل كانت تقتلها بالفعل.
لقد انفجرت في البكاء وقتها من هول الصدمة التي عاشتها فلم تصدق أبداً أن من أمامها هو نفسه عمر حب حياتها.
كل شيء انقضى بشكل سريع ولا تتذكر الكثير من التفاصيل ولكن ما تتذكره هو أنها... تمنت بأن يتمم عمله ويخلصها من تلك الحياة...!!
لم تستطع تحمل المزيد من الألم ولم تستطع تحمل رؤيته بهذا الشكل... فبفضل ما تحول إليه انهار حب حياتها أمام عينيها.
لو تمم عمر عمله لما كانت تجلس الآن تؤنب نفسها على كل لحظة أحبته بها...
لو تمم عمر عمله لما كانت ستجلس الآن وتؤنب نفسها على التفكير فيه...
لو تمم عمر عمله لما كانت ستجلس الآن وتؤنب نفسها على تحمل كل ما عاشته لأنها ظنت بأنها سترتاح في النهاية...
لو تمم عمر عمله لكان أفضل لها...!!لقد ضحت بالكثير من أجله ولكنه لا يقدر ما فعلته يوماً...
فلو لم تكن مضحية لما عاشت ذاك القدر من الألم...
لو لم تكن مضحية لاختارت أن تخبره عن اللعبة منذ الليلة الأولى وتخلصت من ذلك الحمل الثقيل...
لو لم تكن مضحية لما انتظرت وتحملت حتى هذه اللحظة لتخبره بأن لديه ابنة منها...
لو لم تكن مضحية لاختارت نفسها... لاختارت أن تكون أنانية...!
ولو كانت أنانية لما آلمت نفسها بذاك القدر...!!
لقد عانت بقدر لا يستطيع أي إنسان أي إنسان تحمل ذلك الألم أبداً...
تحملت وظلمت نفسها...
كان قاسياً معها جداً... تحول لإنسان مختلف من اللحظة التي عرف بها باللعبة...
طردها وأهانها وأهان عائلتها ورغم ذلك تحملت ولكنها الآن وصلت للنهاية...
لا تستطيع التحمل بعد، لا تستطيع أن تهين نفسها من أجله بعد...
لا تستطيع تحمل المزيد من الألم من أجل ابنتها... لا تستطيع!
لقد عاهدت نفسها ألا تكذب عليه مجدداً وتخبره عن ابنتهما ولكنه لم يشبع انتقامه منها حتى هذه اللحظة وقرر أن يهينها ويؤلمها أكثر ولكنها لن تستطيع تحمل المزيد لأجله ولأجله فتاتهما..!
فإن كذبت عليها حينها كان ذلك بسبب كله من أجل أن ترضي نفسها المهانة وتصلح جزء بسيط من كبريائها المكسور.
ولم تستطع شخصيتها المضحية أن تصمت حتى بعد كل هذا وحتى تسكتها اختبأت خلف حجة أنه لو كان والد ابنتها يعامل والدتها بهذا السوء فإنه لا يستحق بأن يكون أباً لابنتها...!!وصلت إلى جوار البحر وحدقت بموجاته الزرقاء التي تضرب بالصخور وللحظة شعرت بأن روحها تُسحب من جسدها ورؤيتها تتشوش.
ماذا يحدث معها؟
هل سيتحقق ما قالته؟
هل ستموت حقاً؟
ربما شعرت للحظة بأنها أرادت أن تموت بعد كل ما عاشته ولكنها الآن لا تعرف ما إذا بالفعل تريد ذلك أم لا..!
هل تريد الموت بسبب عمر وما فعله فيها؟
أم تريد العيش لأجل ابنتها؟
لم تجد الجواب وعوضاً عن ذلك وجدت نفسها تصطدم بالأرض فجأة مغشيٌ عليها لا تشعر بما دار حولها من بعد ذلك...!_____________________
نظر الرجل من خلال زجاج النافذة وأخذ يفكر فيما حدث منذ قليل ورغم أنه قد مر الكثير من الوقت منذ رحيل دفنة ولكنه مازال لا يستوعب ولا يستدرك ما حدث..!
لم يكن يفكر أبداً أن تصل الأمور إلى ذلك القدر وذلك أرعبه كثيراً وجعله يعيد النظر في أمور تجاهلها في الماضي.
لا يعرف إلى أي مدى قد تصل عصبية الرجل ولكن حين ظهر ما فعله منذ قليل ارتعب من أن يسيطر عليه الغضب في وقت لاحق يكون وحيداً، فأصبح مرعوباً بأن يقتل أحد ما بسبب الغضب الذي لا يستطيع السيطرة عليه.
لم يكن يعرف ما قالته دفنة حتى تجننه بذاك القدر وينتابه الفضول لمعرفة ذلك خاصةً بعد ما تفوهت به قبل ذهابها إلا أنه يرى ويصدق أنه لو مهما قالت لا يرى أن من حقه أن يفعل بها هذا أبداً.
وهو لا يفترض أن عمر هو المخطئ فربما تكون هي من دفعته لفعل ذلك ولكن الانصباع للغضب لن يجدي نفعاً بل سيودي بحياته وحياتها...!
فرغم أنه يظهر لجميع الناس بأنه رجل بارد وهادئ إلا أنه حين يغضب يخرج وحش من داخله..!!لا يعرف سنان كيف يتصرف الآن وكيف يستطيع منع ذلك من الحدوث.
هل يلازم عمر من بعد الآن في أي مكان يذهب إليه أم يتركه وشأنه.
في الحقيقة حين رأى عمر منذ قدومه لاحظ أنه أصبح أكثر بروداً وهدوءً لهذا اندهش كثيراً واستغربه أكثر ولكن حين فكر في الأمر أكثر انتابه الفضول أكثر ما هو الكلام الذي سيجنن شخص بارد مثله ويحوله لذاك الوحش...!!تنهد الرجل باستسلام حين شعر بفراغ داخل رأسه..!
كان مشوشاً للغاية بسبب ما رآه ولا يعرف ما يجب أن يفكر فيه وتمنى لو كان هناك قد شهد ذلك الأمر معه حتى يستطيع مشاورته فيما يفعله ولكنه في نفس الوقت كان هو من أغلق الباب من خلفه حتى لا يرى أحد الموظفين ما يفعله مديرهم بزوجته السابقة.
- ماذا يحدث يا سنان؟ الجميع يقول بأن عمر تشاجر مع دفنة، هل هذا صحيح؟!
شعر بأنه أكثر رجل محظوظ في العالم لأنه وجد الشخص الوحيد الذي يستطيع التحدث معه عن الأمر أمامه.
- أخي نجمي...!!
أسرع الرجل إليه ورغب باحتضانه لوصوله في الوقت المناسب ولكن لم يرغب أن يعتقد الرجل بأنه قد فقد عقله فأغلق الباب من خلفه وسحبه إلى كرسي ليجلس عليه وقال الرجل استغراباً
ماذا هناك يا بني؟ لقد أرعبتني.
أخذ الرجل نفساً عميقاً من أنفه ثم أطلقه ببطء واقترب من الرجل الآخر ولم يستطع الرجل سوى التركيز عليه رغم شعوره بغرابته فقال سنان بصوت منخفض:
- أخي.. لقد ارتكب عمر شيء فظيع اليوم.
اتسعت عيون الرجل وشعر بأن قلبه قد وقع في قدمه وقال بصدمة وصوت عالي:
- عمر؟! ما به عمر؟! ماذا فعل؟!
- يا أخي أنت تعرف أساساً أنه تشاجر مع دفنة، لما كل ذلك الاندهاش؟!
- أعرف ذلك بالفعل، ولكن ما هو ذلك الشيء الفظيع الذي حدث؟! هيا يا سنان لا تثر قلقي على ابن أخي بهذا الشكل!
- حسناً، حسناً. أنا آسف!
أخذ سنان نفساً عميقاً آخر قم قال بتوتر:
- خرجت من الحمام ورأيت عيون الجميع موجهة لغرفة عمر وحين سألتهم عن الأمر أخبروني بأن دفنة مع عمر في الغرفة، في البداية كنت سأتركهما يحلان أمورهما بنفسهما دون تدخل ولكن شيء بداخلي أخبرني أن علي أن أذهب وأطمئن بأن الوضع بخير.
كان الرجل ينظر بكل بفضول إلى الرجل الذي يصغره سناً يعرف أنه سيسمع القنبلة في أي لحظة تالية وكان ينتظر نهاية الحديث كثيراً بفارغ الصبر.
- وحين دخلتُ أخيراً، رأيت...
نظر سنان إلى الرجل ولم يعرف كيف يقول هذا فحتى لو كان إخباره بالأمر سيريح تفكيره ولكنه اكتشف أن قوله صعب للغاية ولم يعرف كيف يفصح عن الأمر.
- رأيت يديه حول عنقها يا أخي!- أنت تمزح أليس كذلك..؟
- لا، أقسم أني لا أمزح.
أنت تقرأ
Aşk acısı
Fanficكانت تحبه كثيراً و كانت مستعدة أن تفعل أي شيء في سبيل ذلك الحب و لكن حبها لم يكفي كما ظنت و تخلى عنها و رحل لتعاني هي من آلامها وحيدة... تغيير أحداث قصة عمر و دفنة في مسلسل حب للإيجار و تغيير طريقة معرفة عمر بالحقيقة التي أخفتها عنه دفنة