#على_شفا_نبضه
#البارت_الاخير
#بقلم_شيماء_جواد_Shaimaajawad
#الناشربارق_العراقيعلى امتداد النظر نباتات القمح منتشرة مشكلة بتنسيقها لوحة فنية ذهبية تحت اشعة شمس نيسان الحارة ، توقفت سيارة جيب سوداء نزل منها وعدل نظاراته الشمسية ، شوان .... باوع على الطريق الترابي الضيق المتغلغل الحقول الي امامه غلق السيارة وباوع مرة لخ لليمين ع نبات دوار الشمس ورجع بنظره ع الطريق الضيق ، حط ايده ع وجهه يخفف من اشعة الشمس و مشه يبعد الحشرات عن وجهه وبقى يمشي مسافة نص كيلو متر وكان تعبان ومنهك و الشمس اذته من وصل لمكان بي ضلال اشجار وتتوسطه شجر صفصاف كبيرة و بئر ماء قريب ع الشجرة وسور من الخشب مصبوغ باللون الابيض .. يحتوي المكان كمية سلام خرافية شوان لحظات واكف يستنشق عبير الشجيرات والورود المعطرة غمض عيونه وبدأت كل حواسه تستجيب للسحر المبعوث من الطبيعة و نتيجة للاستجابة استرخت عضلات جسمه وابتسامة عذبة لا شعورية ارتسمت ع شفايفه ..
حاسة السمع التقطت اصوات خرير المي المنبعث من الساقية البعيدة ودندنة العصافير وصوت بعيد بدأ يقترب كان صوت كلب فتح عيونه شاف كلب صيد اسود متوجه بكل سرعته تجاه شوان ، بقى ع نفس هدوءه ووگفته اقترب الكلب منه ودينبح من وصل يم رجل شوان توقف نباحه ووطلع لسانه يلهث من سعادته بشوفة شوان الي دنگ عليه ومسد رقبته بؤلفه ويضحك.. :
- صنديد .. بعدك تتذكرني ياوفي
- منو هنا !!!
صوت اجش اجه من بعيد ، الكلب حرك اذانه وعدل وقفته وباوع على شوان وتحرك ، شوان تبع الكلب بإتجاه الكوخ القديم الجميل .
- منو هذا ؟
- اني
كان كاعد بالشرفة رجل ستيني العمر اصلع الشعر .. الشمس لوّحة بشرته على كرسي خشبي هزاز ، من شاف شوان وگف على حيله :
- انت !
- يي اني .....خالو
اقترب شوان من الرجل ووگف مقابيله :
- شي جميل الي مسوية بهالصحراء ، تعرف انو اني حبيت الزراعة بفضلك ، اشتاقيت لكُلشي هنانة ... تطلع شوان حواليه بحب
- ليش اجيت ؟
- محتاجك خالو
- انت متحتاجلي
- اريد اعرف الحقيقة
- من حقك ، بس ماگدر افيدك اني .
وكف ومشه لداخل البيت
- اني اعرف منو القتل امي وابوية
تجمد الرجال بمكانه منطي ظهره لشوان :
- واعرف السبب الي خلاك فجأة تنعزل عن العالم
التفت ببطئ ع شوان :
- انت متعرف شي .
- كُلشي اعرف خالو واكثر مما تتوقع .
اقترب الرجل الكبير بالسن من شوان :
- شنو الي تعرفه ؟
- ماريد اضر احد بس اريد انقذ حياتي وحياة حبيبتي .. وانت الوحيد التگدر تساعدني .
- لتعتمد عليه بشي شوان ، اني ماكدر اساعدك .
وعاف شوان ع وگفته ومشه :
- اختك وبنتها ديفكرن يكملن الجريمة الي سونها قبل ٢٠ سنة .. ديفكرن يقضن عليه مثل متخلصن من ابوية وعمتي من زمان .
اندار الرجل الكبير بالسن وعلامات الصدمة واضحة عليه :
- انت مدتعرف شتحجي !
- خالو .. اختك الي اعتبرتها الجدة والجد الي انحرمت منهم بحياتي .. قررت انو هي ملت من تمثيلية الجدة الطيبة وكشفت عن انيابها بمساعدة بنتها المصون .. عمتي اخت ابوية لاجل شنو ؟ لاجل الورث اللعين !
الرجل توتر وشفايفه صاروا يطبكون ببعض من التوتر .
- يي خالو ، اعرف كُلشي .
- منين عرفت هالاشياء ؟
- مو مهم منين عرفت .. المهم اريدك تساعدني
- بشنو ؟
- اول شي اريد اعرف ليش جدو مكتب بوصيته اي شي لزوجته وبنته ؟
عاف الرجال شوان واكف بمكانه ومشه باتجاه البيت .. فتح الباب بهدوء ودخل ..ترك الباب مفتوح فتبعه شوان لداخل البيت ، كانت الحيطان مليانه برؤوس الحيوانات ، صورة حية عن غنائم رحلات الصيد الي كان يروحلها الرجل الاصلع ، كعد ع الكرسي وباوع للارض وتكلم :
- جدك رجل حكيم ، طول عمره كان يعرف انو اختي الي هي من اقاربه البعيدين واصغر منه ب١٩ سنة تزوجته لاجل المال ويعرف انو هي متحب اولاده الي هم ابوك وعمتك ، لكن خطأته الوحيدة هي انو ماكتشف الحقد و النزعة الاجرامية الي عدها .. ترك وصيته حتى يحمي ابناءه من اطماع زوجته بس الي سواه هو قضى عليهم ونالوا حتفهم ..
- انت ساعدت بيبي بالجرائم !
شوان كان واگف وضام قبضته لحد مصاروا مفاصل اصابيعه لونهن ابيض ووجهه صلب ، باوع بهدوء ع شوان الرجل الكبير :
- ساعدتها ، مو لاجل القتل لكن حتى تحصل ع الورث .
- يعني مكنت تعرف انو هي الي قتلت ابوية وعمتي ؟
- عرفت ، لكن متأخر جدا .. عاين الرجال للبعيد وراح بعالم ثاني :
- اني خلصت حياتي كلها هنانة بهايه المزرعة ، طول عمري احب استراليا واحب كوخي هذا كنت امارس مهنة المحاماة طول الاسبوع بالمدينة حتى يجي نهاية الاسبوع وارجع لمزرعتي ، الى ان اجه ذلك اليوم الي اتصلت بيه اختي ام سهير وطلبت مساعدتي على وجه السرعة ، سافرت لبغداد ثاني رتبت دوامي واخذت اجازة وانطلقت من وصلت خبرتني بمصيبة انو ابوك وامك انقتلوا بحادث سيارة وهالشي سبب عند اختي ازمة نفسية او .. هيج رادت تقنعني هالحادث الي صار بعد ٦ سنوات من حادث الحريق الي راحوا بي عمتك وزوجها .....
- وبنت عمتي ؟ وين راحت اتذكر ابوية بقى سنين يدور عليها !
- هسه اشرحلك .. ببداية الامر اني مكنت اعرف اساساً هالحوادث كلها مكان عندي خبر عنها بس اختي كانت متأزمة نفسيتها وفهمتني انو هي ماعاد تكدر تتحمل الحياة هنانة بالعراق واني رتبت مسألة السفر واشتريتلكم القصر بسدني الي كنتوا ساكنين بي لكن قبلها من كنا بعدنا بالعراق دنرتب اجراءات السفر طلبت مني اوصل امانة لطفلة بورقة بيها كلمات وكلتلي اوصللها رسالة صوتية عن شي بي ١٦ سنة يمكن انو حتذكرها بهالفضل بعد هالسنين وشروط مداتذكر زين بصراحة لكن الي خلاني مانتبه لان كنت متاكد انو ورة هالسنين كلها حينسن ثنيناتهن هالجملة وحتى الورقة حتضيع ع الاغلب ومن غبائي اني مشفت ذيج الرسالة ولا عرفت مضمونها لان كالت هالشي سري وكلتلي انو هي تريد تتبنى هالطفلة وتريد تساعدها واني لان مكنت اعرف شي فصدقتها رحت ع البنت واتذكر كانت رقيقة وجميلة ولسه معانيها بفكري ، وصلتلها الورقة وكتلها انو حنلتقي بس مو قريباً لان اجراءات التبني تاخذ وقت ... بعد فترة يلا عرفت انو هايه هي بنت عمتك الي كانت بملجأ وبوقتها رجعت للعراق حتى اخذها لكن كان الاوان فات و طلعت متبنيتها عائلة ثانية .
- شوكت عرفت بالحقيقة ؟
- بعد مساعدتكم ع الانتقال لاستراليا .... اعترفتلي اختي بكل الجرائم شلون حقدت ع جدك وشلون تركها هي وبنتها سهير خارج الورثة وشلون دبرت حرق بيت عمتك ام لينا وشلون تعاونت ويه شخص اسمه عماد ع الحرق ....
- بنت عمتي شنو اسمها !!!!
- لينا
- لينا !! شگد عمرها هسه تقريباً ؟
- تطلع ٢٤ او ٢٣ بهالحدود ، ليش !!
- يعني البنت الي متبنيها عماد والي حبيتها اني هي بنت عمتي !
كان شوان يتكلم همس ويحجي ويه نفسه بذهول .
- شوان شنو الي دتحجي ماسمعك ؟
حاول يسترجع رباطة جأشه شوان :
-كمل خالو من عرفت شسويت !
- من عرفت تعاركنا اني وياها ورحت للعراق وطلبت انو ينعاد التحقيق مگدرت اعترف ع اختي خنت الامانة المهنية وخنت مبادئي وخفيت الحقيقة لكن تفاجأت بعد فترة انو انغلق التحقيق وسجل انو حوادث قضاء وقدر .
رجع الرجال باوع للبعيد كإنما ديكلم نفسه :
- الفلوس كُلشي تسوي ابني شوان ... باوع لشوان وكمل :
- لذلك اني اخذتك يمي وجبتك لهنانة مردتك تتربى يمهم ، لكن عمتك سهير رفعت قضية وكسبت حجة الوصاية عليك لان كنت انت ابن اخوها واني اخو زوجة جدك فهي اولى بالوصاية .
- وهيج بسهولة دم اهلي راح !
- باع شوان اختي تأملت من زواجها من جدك انو تحصل التركة والاملاك ومن ولدت عمتك سهير كان هذا صك الامان بالنسبة الها لكن جدك كان كاشف جشعها وجشع عمتك وكان يعرف انو بس يلزمن الفلوس حيهدرنهن ، اني بس الي مفاهمة لسه ليش تركنك انت وبنت عمتك عايشين !
عموماً شوان اذا تحب تاخذ حقك منها اني وياك والحق لازم يظهر.. عاجلاً ام اجلاً .
- تعرف انو اني خطبت بنت عمتي .. من القدر يريد يجمع قلبين تفرقهم الدنيا سنين وكل شخص بجزء من الارض لكن القدر يجمعهم بصدفة .
شوان ديحجي للرجل الاصلع هم وكاعدين بالطائرة المتوجهة للبغداد .
- شلون !
- عماد .. الشخص الي حرق بيت عمتي هو نفسه الي تبنه بنتها وهو نفسه الي دتتعامل شركتنا ويه شركتهم واني شفت بنت صاحب الشركة وحبيتها والصدفة الجميلة انو تطلع هي بنت عمتي الضائعة .
وصلوا شوان و رياض الرجل الاصلع اخو بيبية شوان المزعومة ..
وركبوا السيارة الي كانت منتظرتهم يم المطار وانطلقوا لشقة شوان ..
من اقتربوا من النقطة الي متوجهين الها شوان شغل الرقم العراقي مالته ..
رسائل ومكالمات فائتة هواية هذا الجهاز تركه بالسيارة من سافر البارحة .. فتح الرسائل اغلبها من لينا
قرأ مضمونهن ، عماد بالمستشفى متعرض لذبحة قلبية ، غير اتجاه السيارة بحركة جنونية وسريعة خلت رياض يفقد التوازن :
- شكو شوان ليش رجعنا ؟
- لازم نروح للمستشفى عماد متعرض لذبحة قلبية ولازم اكون ويه لينا بهالوضع ..
خابر ع لينا مترد عليه رجع اتصل بڤيان وخبرته انو وضعه حرج و كانت منهارة ومتكدر تحجي بس بالگوّة عرف منها اسم المستشفى بقى ساعة او اكثر يلا اندل موقعها دخل هو ورياض ركض وسألوا عن عماد وبلغوهم انو هو بقسم العناية المركزة ...
راحوا لهناك ببداية الممر انتبه شوان للينا الي كانت كاعدة ع الارض ودافنة راسها بين رجليها .. ڤيان وحنين كانوا حاضنين بعض وواكفين وجوههم مثل الاشباح اقترب ببطئ منهن :
- الحمد لله ع سلامته .
باوعت حنين و ڤيان عليه كانوا بس روح لاحظ انو هن مديشوفن احد من صدُك كانن بغير عالم بس الجسد هنانة ..
- شوان .. الله يسلمك . ردت حنين بصوت مبحوح من البكاء
تحرك شوان واقترب يم لينا كعد القرفصاء يمها وحط ايده ع راسها :
- حبيبتي .. حيكوم بالسلامة اتطمني
رفعت راسها .. كانت نظراتها باردة حد الموت ، هالشي خله قلب شوان ينعصر
- لازم نحجي .. وبعدت ايده عن راسها وكامت بالكوة واضح انو هي الليل كله كانت كاعدة بهالطريقة
لحد متكسرت عظامها ، مشت للخارج وتبعها شوان ، من وصل يم رياض هو وبطريقه للخروج كلمه :
- خالو حتصل بتكسي يوديك للبيت ومناك حتسوي الي اتفقنا عليه اني ضروري ابقى يم لينا هسه ...مشه شوية واندار وكال :
-اعتمد عليك خالو .
- اطمئن.
ورجع كمل طريقه للينا ، لكاها واكفة بالحديقة ومنطيته ظهرها من وصل حط ايده ع كتفها ، رجفت من لمسته لكن حطت ايدها ع ايده وبعدت ايده بهدوء واندارت عليه :
- شنو الي حجيته لبابا وخليته يصير بي هيج !
- شنو ؟
- البارحة بعد مطلعت من يمه هو انجلط برأيك منو المسؤول عن هالشي ؟
مصدوم شوان جاوبها ببرود :
- فرضاً اني المسؤول عن تعرضه للازمة .... هو يستحق .
- مااسمحلك سمعت لو لا .. هذا هو الي رباني وكبرني وعاملني اكثر من بنته اذا صار بي شي مراح اسامحك او اسامح نفسي ابد .
- من تعرفين الحقيقة حيكون كلامج مناقض لهذا ، انتِ بوهم لينا ، كلنا بوهم والحمد لله انقشعت الغشاوة عن عيوني محتاج شوية وقت بس شوية واكشفلج كُلشي .
- الوقت مو مناسب احلل فلسفتك بس اتمنى من كل قلبي انو متكون انت السبب وميصير ببابا شي بسببي لان مراح اسامح نفسي ابداً
ومشت وعافت شوان بمكانه مصدوم .. رجع لگة رياض بعده بالباب دينتظر وسامع حديثهم :
- اهدأ ابني حقها بعدها بمرحلة الصدمة انتظرها تهدأ ومن تعرف الحقيقة كاملة راح تسامحك .
- خلينا نستعجل لعد .
- نبدأ من الان .
- يلا
وراحوا وركبوا سيارة شوان وانطلقوا .. بعد نص ساعة كانوا بمركز شرطة ورفعوا دعوى ضد سهام شمس الدين القيسي و سهير كاظم القيسي بتهمة القتل والسرقة والتزوير .
بعد يومين من هالاحداث عماد استقر وضعه الصحي لكن الى الان محد يكدر يشوفه كل يوم شوان يروح ويكعد يم لينا بالمستشفى صح هم ميحجون بس وجوده بجانبها يكفي ويكفيها بالرغم انو هي متعترف بهالحقيقة ، رياض تابع تطورات الدعوى بصفته المحامي الرسمي عن شوان صاحب الدعوى ..
وصل تبليغ لسهير وسهام وهدوء مخيف تبع تبليغهم خله رياض يتخذ احتياطاته بأي مباغته من قبلهن بس الي مكان حاسب حسابه . +
تستمر القصة أدناه
أنت تقرأ
على شفا نبضه بقلم شيماءجواد الناشربارق العراقي
Mystery / Thrillerتحرمك الحياة مرة سعادتك .. ثم تهديك اياها اضعافاً ، ولكن هل تتجرأ وتسرقها منك ثانية !! عندما تكون قلوبنا على شفا نبضة فان سعادتنا تصبح على كف عفريت 💫