الفصل الثالث

4.6K 147 6
                                    

إتكأت على المقعد الجلدي بتعب وهي ترمي رأسها إلى الخلف.....مضى شهر كامل منذ بدأ عملها في الشركة .....شهر كامل لم يتغير فيه أي شيء تعمل نهارا وترجع مساءا إلى القصر......

تقر داخلها أن عملها في الطب متعب أكثر من عملها في الشركة .....لقد إختارت دراسة الطب في صغرها لأنه عمل يدر لها الكثير من المال .....لقد نجحت في الطب وكسبت شهرة كبيرة ......ولكن الجانب الآخر لإختيارها
الطب هو أنها كانت تود أن تداوي جروحه ولم تعلم أن جروح النفس لاتشفى ....

يوما بعد يوم يزداد عمق الفراغ الذي تشعر به داخلها وقلبها يضعف يوما بعد يوم .......لقد ولدت بقلب ضعيف ولم تكتشف ذلك إلا مؤخرا .....الآلام التي كانت تأتيها في صدرها منذ صغرها لم تكن أعراضا إلا لقلبها الضعيف....وهي تجاهلت ذلك بكل برودة.....داخلها كانت تعلم أن بها على ما ولكنها قررت التجاهل وكأنها تدعوا الموت ليأخذها .....

فكت عقدة شعرها وهي تسمح له بالتحرر......قريبا سترحل .....سترحل ولن يوقفها أحدا.....ستحاول إيجاد نفسها قبل أن يقضي عليها شبح الموت ....أو قبل أن تتوقف دقات قلبها.....
لقد تحمل قلبها كثيرا ......وكتم الآلام والجراح بصمت ......قرارها إتخذته ولن ترجع عنه.........

نهضت من فوق مقعدها وهي تجمع شعرها أعلى رأسها مطلقة زفرة تعب ...

خرجت من المكتب وهي تقرر التوجه نحو المطعم ولكنها تفاجأت بظهور جوري أمامها .....

"هل ستذهبين إلى المطعم يامطر...."

هزت مطر رأسها دلالة الموافقة فهتفت جوري بلهفة إستعجبتها مطر......

"حسنا ما رأيك أن تشاركينا الإفطار ..سيكون ذلك جميلا خاصة بوجود نادر وشهد معنا ....."

"حسنا كما تريدين يا جوري....." لم تكن تريد الذهاب ولكن لم ترد أن تر الخيبة في عيني جوري التي تنظر إليها بلهفة .....

"رائع...."هتفت جوري بإبتسامة جميلة وهي تمسك بيد مطر تجرها إلى الخارج........

"مرحبا مطر......"صافحت مطر نادر شقيق جوري وهي ترى كيف يمسك إبنة عمها ندى خطيبته .....كان نادر شقيق زيد وكان الشبه بينهما كبيرا ......

صافحت شقيقته شهد التي تمسك بشقيقها جواد لقد كانت السعادة مرسومة على وجوههم .....

كانت شهد تختلف عن نادر وزيد فهي تتميز بعينين خضراء تشعر أشقر قصير مع بشرة سمراء كانت تشبه والدتها كاميليا زوجة أب زياد.......

"كيف حالك ياشهد....."
إرتسمت إبتسامة لطيفة على شفتي شهد وهي تجيبها ...."أنا بخير ....."

"حسنا دعونا نذهب للمطعم فأنا أكاد أموت من الجوع......"هتف جواد بمزاح مرح .....

هز نادر رأسه بيأس وهو يمازح جواد....."لا أدري كيف قبلت شقيقتي بمفجوع مثلك......"

إبتسم جواد بسرور وهو يحيط كتفي شهد ....."هذا لأنها تحبني ....."

ربيع قلب مطر/الكاتبة غسق السوسنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن