الفصل العاشر

5.1K 140 17
                                    


سارت مروة  في الممر متوجهة لمكتب والدها ....
لاتصدق ماأخبرها به جواد لقد قسى والدها كثيرا على مطر ،لوكانت مكان مطر لإنهارت من جميع هذه الآلام......
متى سيتقبل أنها إبنته ......؟
طرقت على باب المكتب وهي تسمع الإذن بالدخول......
ولجت مروة إلى المكتب وهي تنظر إلى رأس والدها المنحني أمام الأوراق أمامها...
رفع جابر رأسه عندما طال الصمت ففتح عينيه دهشة وهو يلاحظ أن الطارق لم يكن سوى مروة...
وقف بسرعة وهو يتحدث...." هل حدث شيئ يامروة...."
تاملت مروة والدها ووجدت أنه لم يتغير كثيرا سوى من بضع شعيرات بيضاء غزت شعر رأسه ....
بينما لايزال يحتفظ بلياقته البدنية بقامة مديدة وجسد لايزال صلبا ،حتى غروره لم يتغير....
هزت رأسها ..."لا لم يحدث شيئ جئت للحديث معك فقط....."
جلس جابر على مقعده وهو ينزع نظارته الطبية غير فاهم سر نظرات العتاب واللوم التي ترمقها بها مروة......
" تفضلي ياعزيزتي لابد ان الأمر مهم حتى إضطررت للقدوم للمكتب...."
تنهدت مروة بصوت مرتفع وهي تجذب الكرسي المقابل لمكتب والدها متحدثة بصوت أجش ......"لماذا فعلت ذلك  ياأبي ..."
عقد جابر حاجبيه بعدم فهم لما تتحدث عنه مروة....."ماذا تقصدين يامروة....؟"
إبتلعت مروة ريقها.. "مطر ...مطر ياأبي لماذا تعاملها بكل تلك القسوة إنها إبنتك ...."
قست ملامح وجه جابر وهو يهتف بحدة..."لم أعتبرها يوما إبنتي... كانت مجردة غلطة......."
إنه قاسي قاسي جدا لم تظن أن والدها يحمل كل هذا الكره إتجاه مطر ...
قبضت على يدها بقوة وعينيها العسلية تلمع بالدموع ..."هل تعلم شيئا ياأبي أنت لاتستحق مطر  .....والعائلة تستحق فتاة مثلها...."
وقفت وهي تتابع حديثها ....."هل تعلم أمرا ...لقد أنقذت مطر قبل خمسة سنوات سمعة التي كانت ستلوث ..."
شحب وجه جابر ...."ماذا تقصدين.."
حدقت فيه بقوة مكملة حديثها ...."ألا تعلم ياوالدي بأن مطر أنقذت جواد قبل خمس سنوات من الإدمان ....الإدمان من المخدرات الذي كان سيقوده إلى الهلاك والضياع .....وسنصير حديث الصحافة...."
تمتم جابر بتلعثم...."كيف...كيف علمت هذا....."
إقتربت مروى بخطى هادئة من والدها وهي تضع يدها على كتفه...."بالصدفة....لقد سمعت جواد يشكر مطر على مافعلته معه من مجهود لكي تجعله يبعد عن المخدرات ......"
إعتلت عيني جابر نظرة لم تفهمها مروة أهي ندم ...حسرة أم شيئ بعيد عن كل هذا.....
"أتعلم ياأبي بأن لاأحد في العائلة يعلم بهذا الأمر سواي ....لقد كانت مطر كتومة لدرجة كبيرة .....لقد ساعدت جواد رغم أنها في ذلك الوقت لم تكن حتى تعيش بيننا  ...."
شد جابر خصلات شعره بقسوة يحاول داخله أن يكذب مايسمعه.....

"إستفق ياوالدي قبل فوات الآوان...قبل أن تخسر مطر إلى الأبد....."
نظر إليها جابر وكأنه مغيب عن الوعي يحاول إيجاد الكلمات ليتحدث ولكن لسانه إنعقد .....
هزت مروة رأسها بيأس وهي تعانقه..."ارجوك ياأبي لاتكن قاسي لقد ظلمت مطر كثيرا ورغم ذلك لم ارى نظرة كراهية في عينيها توجهها لك ..."
دفنت مروة نفسها أكثر داخل احضان والدها تحاول تحرير عاطفته إتجاه مطر.....قبل فوات الآوان .....

ربيع قلب مطر/الكاتبة غسق السوسنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن