الفصل السادس

4.5K 130 4
                                    

إرتدت فستانها بصعوبة بسبب يدها اليمنى المكسورة ....كان الفستان يصل إلى مابعد ركبتها بلون أبيض مزينا بورود متعددة الألوان ....كان الفستان هدية من أسيل التي أصرت عليها أن تلبسه اليوم.....
فاليوم زفاف جواد وشهد ونادر وندى ....

لقد مضى أسبوع على الحادث ....تلمست جبهتها ببطئ ،لقد نزعت الضماد منذ يومين وألم رأسها خف كثيرا لكن الرضوض التي تملأ جسدها لاتزال تؤلمها....هي غير نادمة لإنقاذ مجد فلو تعرض لمكروه فإنها ستعيش تأنيب لعدم إنقاذه .....يكفيها تأنيب الماضي لعدم حماية تلك الفتاة الصغيرة ....تلك الفتاة تشبهها ولكنها مختلفة أيضا هي صامتة بينما لوتس كانت  تبتسم لتخفي وجعا يمزق الروح......

جلست على طرف السريرمتنهدة بخفوة،كانت لوتس تصغرها بأربعة أعوام 
ذات شعر أشقر قصير  وعينين رمادية واسعة .....
لقد جمعهما القدر في موقف غريب ومؤلم .....
لاتزال تتذكر ذلك اليوم كانت وقتها في الثالثة عشرة .....تائهة في الشارع بعد طرد العائلة لها ورفض زياد المؤلم لها ....
كانت تشعر بالخوف ...نعم الخوف والإنكسار.....خائفة من الذهاب لوالدتها
فهي لن ترحمها أبدا.... تحاملت وقتها على نفسها وسارت في الشوارع حافية القدمين حتى وصلت للشارع الذي يوجد به البيت .....

كانت جميلة تحضر عشاقها دائما إلى المنزل وآخر عشيق لها والذي إستمرت معه مدة طويلة كان خالد ...خالد العمري والد جوري .....

وكما توقعت تماما إستقبلتها والدتها بالصفعات على وجهها واللعنات ولم ترحم ضعف جسمها بل ضربتها حتى فقدت الوعي تماما.....
وعندما إستيقظت وقتها وجدت نفسها مقيدة بالكرسي وبجانبها فتاة صغيرة مقيدة معها ....كانت الفتاة لا يختلف حالها عنها فقد كان وجهها مزينا بعلامات الضرب .....

عندما إلتقت نظراتهما معا شاهدت الألم مرسوم على وجه لوتس ...لكن لوتس لم تمهلها فرصة وهي تسألها بصوتها الطفولي وآثار البكاء واضحة على وجهها وصوتها  ....."أنا لوتس...."
فهمت وقتها أن لوتس تريد معرفة إسمها فهمست بصوت متألم ..."مطر .....إسمي مطر...."
كانت لوتس ستهم وقتها بالكلام لكن دخول والدتها وخالد أوقفها وجعلها ترتعد خوفا ....هي أيضا كانت خائفة ولم تفهم سبب تقييدها في الكرسي رفقة لوتس .....

لقد جعلتها والدتها وخالد يشاهدان أبشع الأمور لقد جعلوها تشاهد بالغصب أفعالها الرذيلة القذرة....
لقد شاهدت والدتها تعاشر خالد ولم يمنع صراخها وتوسلاتها في أن يتوقفا ....
لاتزال تتذكر بكاء لوتس وصراخها الهستيري ....

ولم يقتصر الأمر عليهما  فقط بل  أحضرت والدتها مجموعة من الشابات والشبان ليفعلوا الرذيلة أمامها هي ولوتس .....
لقد حولت جميلة البيت لبيت للدعارة .....

لقد تم حجزهما لمدة عشرة أيام شعرت أنها قرون كانت تغيب  هي ولوتس عن الوعي لساعات ويستفيقان على ضربات بالحزام الجلدي على جسدهما لم ينفع توسلاتهما ولابكائهما ليخرجوهما من المكان القذر ....لقد فقد وقتها روحها .. فكيف يمكن لأطفال تحمل مشاهدة تلك المشاهد الخليعة.....
تم إطلاق سراحها بينما لوتس أخذها خالد وقتها ......

ربيع قلب مطر/الكاتبة غسق السوسنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن