الفصل الخامس

4.5K 148 16
                                    

نظر إلى أحمد الذي يحتضن أسيل التي تبكي بشدة ......
وفي بشدة وهو يشد خصلات شعره السوداء ودقات قلبه لاتزال تنبض بعنف منذ إتصلت به أسيل تخبره بصوت باكي أن مطر تموت.....لم يفهم ذلك الرعب الذي إحتله وهو يسمع كلمة الموت....

توسعت عيناه وهو يراها غارقة في دمائنا شاحبة الوجه وكان روحها فارقت لم يستفق من شروده وقتها إلا على صوت الطبيب الصارخ الذي يأمر بإدخالها لغرفة العمليات......

إتكئ  على الجدار وهو ينزع معطفه يرميه على المقعد بجواره ...."لقد أنقذت مطر حياة مجد وهذا شيئ ماكان ليتوقعه أبدا .....تصرفاتها تحيره  إنها غير مفهومة....."

رفع نظراته عندما سمع صوت خطوات قادمة....."رأى جده الذي يتوجه نحوه مع جواد وزياد وراجح وعلى مايبدوا فإن عمه جابر غير قادم....."

"كيف حالها....."تحدث عاصم إلى قيس بنبرة حملت القلق والإهتمام......

"لقد أخبرني  الطبيب أن الحديث كان عنيفا جدا ولن يسمح لنا بالدخول لرؤيتها الآن ...."
لم يجد عاصم كلمات يتحدث بها بينما إبتلع زياد ريقه وهو يسأله ...."هل كانت إصابتها خطيرة جدا..."
كانت قيس سيهم بالكلام لولا أسيل التي تحدثت ببكاء ...."أنت لم تراها يازياد لقد إمتلأ ثوبها بالدماء كانت تبدوا كالميت...."
أحاطها أحمد وهو يحاول أن يهدأها ....
ولكن أسيل تابعت كلامها...."أرجوك يالله أنقذها إنها لا تستحق كل هذا الألم....."
شحب وجه الجد وكاد يسقط لولا قيس الذي أسرع بإسناده وهو يتحدث قلق ....."عليك أن تجلس ياجدي ولاتوترفذلك لن يضر إلا صحتك...."
نظر عاصم إلى قيس نظرة قاسية وهو يضرب بعصاه الأرض هاتفا بصلابة ..."لن أرتاح قبل أن يطمئننا الطبيب أن مطر بخير....."
  حل  الصمت على المكان وكل غارق في أفكاره .....

إستيقظ راجح من شروطه وهو ينتبه للأمر لأول مرة ....."أين والدي يا جواد...."
إنتبه الجميع لسؤال راجح فحدقوا بجواد  الذي تهرب بأنظاره بعيدا ....
"تكلم يا جواد أين والدك ...."
هدر الجد بصوت غاضب .......
حك جواد رقبته بتوتر، ماذا يخبرهم...هل يخبرهم بأن والده رفض القدوم بل  رأى  على وجهه اللامبالاة  لتلقيه خبر حادث مطر....
تنهد وهو يجيب...."لقد رفض القدوم يا جدي...."
شتم الجد بخفوة يعلم بأن جابر لايرى مطر  إلا  غلطة فادحة ولكن عليه تقبل أنها إبنته....
عض راجح شفتيه بقوة بينما  ضرب زياد  بقبضته الجدار أمامه ....لقد تألم عندما كان صغيرا من والدته ولكنه وجد والدته وعوضه القدر بكاميليا.....ولكن ماذا عن مطر إنها وحدها .....ووجعها كبير هل سيستطيع يوما أن يداويها ويشفيها ...ام انه سيفقدها قبل أن يرسم  على شفتيها  بسمة صغيرة....

******

إلتف الجميع حول الطبيب وعاصم يسأله بلهفة واضحة في صوته الخشن......
"هل هي بخير....."
عدل الطبيب الخمسيني  نظارته على عينيه وهو يحدق في الوجوه القلقة أمامه إنه يعرف هذه الوجوه جيدا فهي من تحتل الشاشة وصفحات الجرائد أغلب الأوقات ولم يكن يظن أن تلميذته الذكية مطر ستكون فردا من العائلة ...بل لم يكن يتوقع أن يراها في منظر كهذا لقد خشي للحظة أن تموت بين يديه......
"لقد كان الجرح في رأسها خطيرا لكننا إستطعنا السيطرة عليه كما أنها تعرضت لكسر في يدها اليمنى وجسدها مليئ بالرضوض والإصابات......"

ربيع قلب مطر/الكاتبة غسق السوسنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن