الفصل الحادي عشرة

5.6K 146 5
                                    

إرتدت مطر ملابس خفيفة  للنوم عبارة عن سروال أبيض  قصير بقميص أخضر بحمالات رقيقة أعارتها إياها ميادة...
جمعت شعرها في كعكة اعلى رأسها ...
ناظرة  في مرآة الحمام إلى نفسها فوجدت نفسها تبدوا بهذه الملابس كفتاة صغيرة مراهقة ..........
كان وجهها شاحبا ....وعينيها متسعة بسب الإنهاك فتبدوا كانها تحتل وجهها ...
فتحت باب الحمام لتدلف إلى غرفة حبيبة حيث تجتمع جميع  النساء للسهر حتى جدتها  موجودة في الغرفة ....
إبتسمت بهدوء تجلس بجانب جدتها التي ظمتها إليها مستمعين لنور زوجة خالها سيف التي تروي لهم إحدى الطرائف...
ضحكت مطر بخفة عندما إنتهت نور من سرد النكتة بينما إنفجر الباقون ضحكا ....
"من أين تاتين بهذه النكت كلها يا أمي ..." سألت إلهام والدتها بإستغراب...
غمزت نور بعينيها هاتفة بمرح..."هذا سر..."

غرقت مطر في جو المرح والالفة السائدة بينهم ،تساألت داخلها من اين أتت جميلة  بكل ذلك الشر وقد نشأت وسط عائلة محبة  ....
تمنت لو حصلت على هذه العائلة في صغرها لكان تبدل كل شيئ .....

إبتلعت ريقها وهي لاتزال غير مصدقة للحديث الذي سمعته صدفة ....
سرورها كان كبيرا عندما علمت ان مطر قادمة إليهم فهي لم تعرفها من قبل كل ماكانت تعلم عنها هي انها إبنة عمتها جميلة ....المرأة المنبوذة من العائلة ......
ولكنها تشعر الآن بغصة كبيرة وهي لاتصدق بان مطر قريبا سترحل ....
سترحل من عالم الأحياء كله....
حدقت في وجهها الشاحب والإبتسامة الصغيرة المرسومة على وجهها وهي تهز راسها غير  مصدقة......

"ماذا بك ياميادة...." سألت زهرة حفيدتها وهي ترى شرودها ....
"ها...." رمشت ميادة مرارا بتوتر وهي تجيب بإرتباك...
"لاشيئ كنت ساهمة فقط...."
رمقتها زهرة بحنان وهي تخفض نظرها لمطر مماسة على شعرها تنظرلملامحها الساكنة أثناء نومها وغصة تتشكل في حلقها ...هذه الفتاة عانت كثيرا تمنت لو كانت الظروف مغايرة لكانت إرتبطت بمطر ولما تركتها تبتعد عنها ....

توقف الجميع عن الحديث المرح وهم ينظرون للجدة المحتظنة مطر النائمة .....

إقتربت سمية من حماتها وهي تلمس كتفها ...."عدلي وضعيتها ياخالتي لتكون مرتاحة في نومها..."
هزت زهرة رأسها بإذعان مقلبلة جبهة مطر وهي تصع راسها على الوسادة مغطية إيها....
إنتبهت لأول مرة على شحوب وجهها الشديد فهتفت قائلة...."علي أن اسألها صباحا عن سر شحوبها فهي لاتبدوا بخير أبدا..."
إبتلعت ميادة ريقها تفكر كيف لجدتها أن تحتمل خبر خسارة حفيدتها ...
إنزعجت من التفكير بهذا الأمر فوقفت من على السرير وهي تتوجه خارج الغرفة بهدوء دون ان يشعر بها أحد.....

"لم اكن اتخيلها بهذا الشكل ياجدتي ..."سألت إلهام جدتها بصوت بدت فيه الحيرة قليلا...
"كنت تتوقعينها فتاة ثائرة كارهة  مليئة بالحقد  أليس كذلك ياإلهام..."
تفاجأت إلهام من كلام جدتها الذي الذي كان يحاكي أفكارها تماما ....
أكملت زهرة حديثها منتبهة إلى دهشة إلهام .......
"إنها طيبة ولكنها وحيدة وهذا مايجعلها هادئة...."
تدخلت سمية زوجة جمال ..."انا متأكدة ان سنوات عيشها مع جميلة كانت قاسية ......"
هزت زهرة رأسها موافقة لكلام زوجة ولدها  ناظرة إلى مطر بحنان...."لو قامت جميلة بجلب مطر إلينا عند ولادتها لربما إستطاعت إقناع عمران بأن تعيش معنا ولكننا للأسف لم نسمع عن مطر إلا بعد سنين طويلة من ولادتها ....."
تدخلت نور في الحديث  قائلة  بنبرة جادة هادئة ....."أستميحك عذرا ياخالتي ولكن أنا اشعر بان مطر لن تأتي إلينا مرة أخرى ....فانا متأكدة بأنها قررت الرحيل حتى قبل إستدعائنا لها....إنها كمن يودعنا ...."
إبتلعت زهرة غصتها وإلتمعت الدموع في عينيها لاتريد ان تفقدها ليس بعد أن جاءت إليهم ....

ربيع قلب مطر/الكاتبة غسق السوسنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن