part 1

3.4K 148 26
                                    

الفصل الاول: اللقاء

يحكى في قديم الزمان  كان هناك فارس بلا عنوان, يعيش حياة عادية وهادئة مع اسرته المتواضعة.

لا يعرف ما يريد من الحياة غير المجد والخلود, كان فقير الحال وأحلامه اكبر من الجبال

لم يفكر بشيء سوى تقديم الخير لكل من يحتاجه دون مقابل.

في احد الايام دعا الملك جميع فرسان المملكة في ساحة المملكة الكبرى من اجل مبارزة احتفالا بعيد ميلاده الخمسين.

فأتى الفرسان الى مملكة من جميع المقاطعات ملبيين نداء الملك.

ثم تبارزوا جميعا امام الملك واحدا ضد الاخر, صحيح ان فارسنا لم يأخذ لقب الفارس الاول ذلك انه كان ابن عم الملك فارسا قويا ويتدرب ليل نهار, يدعى شتايغر.

ولكن شاء القدر أن يكون فارسنا بالمرتبة الثانية على المملكة, فحصل كلاهما على شرف العشاء مع الملك وعائلته.

فأتى فارسنا بزيه الأسود المتواضع الذي كان يرتديه, وكذلك  لون حصانه الأسود الذي لا يمتطيه احد سواه, فجلس الفارسان برفقة الملك وزوجته وابنه ولي العرش وابنتيه.

بدؤوا بالأكل وإذا بابنة الملك الصغرى تحدق إلى فارسنا حتى انهوا الطعام, لم ترفع ناظرها عنه فلاحظ ذلك ولكنه بقى غير مكترث.

وبعد مرور عدة أيام خرجت الأميرة الصغيرة ذات التسعة عشر عام مع الخدم تتجول في الغابة وتقطف الأزهار حيث كان الجو جميلا بعد شتاء قاسي.

وإذا بدب ضخم يهاجم احد الخدم ويحاول قتله, وينما فارسنا يقطع الأخشاب سمع صراخا, فهرع سريعا ليرى ماذا يحصل,حيث وجد دبا يحاول مهاجمة موكب الأميرة, فسحب سيفه ثم هاجم الدب وفي النهاية استطاع قتل الحيوان المتوحش, لكنه أصيب بعدة خدوش, فأمرته الأميرة إن يأتي إلى القصر من اجل تكريمه, فأبى وأجابها قائلا إن هذا واجبه تجاه ابنة الملك, لكنها أصرت على إعطائه عقدا جميلا كانت تضعه على يدها اليمنى كهدية صداقة و امتنان, ولأجل إنقاذه لها.

وبعد عدة أيام أرسلت إليه رسالة تطلب منه أن يأتي في منتصف الليل إلى شرفتها التي تطل على الغابة, لأنها تريد الكلام معه وإذا لم يأتي فإنها ستنتظره حتى الصباح.

إذ كان القصر الملكي كبيرا ويطل من الخلف على غابة كثيفة الأشجار, وكان الحراس ينامون ليلا ذلك أن المملكة كانت في أمان ورخاء تام.

لبى الفارس الطلب وذهب إليها في منتصف الليل حيث كانت بانتظاره.

ربط الحصان في احد الأشجار ثم تقدم نحو شرفتها فقال وهو ينحني: عمت مساء سمو الأميرة؟

الأميرة: عمت مساء أيها الشجاع.

فسألته أول سؤال: "ما اسمك, وكم عمرك"؟

فأجاب: "ادعى ادوارد وعمري عشرون عاما".

ثم تساءلت: "هل لديك صديقة"؟,  رد عليها بخجل: "كلا سموك".

ابتسمت وقالت: "سأكون أول صديقة لك فانا كذلك ليس عندي أصدقاء أرجوان تخبرني قصصا عن مغامراتك وعن حياتك, فهل أنت موافق"؟

فقال لها: نعم يا سمو الأميرة كما تأمرين, وكان لا يرفع رأسه عن الأرض.

قالت الأميرة:"أنا اسمي "روز" أرجوك ارفع راسك وأنت تكلمني".

فخجل الفارس ورفع رأسه, حيث كانت فائقة الجمال, كانت عينيها سوداء اللون ورموشها طويلة كأن عيونها ليست بشرية من شدة الجمال, وجهها كان بشوشا وناصع البياض حيث كانت الابتسامة لا تفارق شفتيها الشديدتين احمرارا وشعرها الأسود الكثيف, كانت تختلف عين اختها الأكبر لان شعراختها كان أشقر, اللون وكانت معروفة في المملكة بلقب "الريفين" أي الأسود الدموي حيث كانت عيونها وشعرها ذات لونا خاصا جدا.

ثم قالت للفارس:"أين تسكن"؟

فأجابها بخجل: "خلف الغابة التي أتيت منه,ا توجد هنالك عدة مزارع أعيش في أحداها مع والداي وأختاي الصغيرتان بمنزلنا المتواضع".

فأردفت تقول: "إلا تخاف من الغابة المظلمة وأنت تسير لوحدك"!

فقال: "ولم الخوف وانأ امتطي جوادي وسيفي معي, إني لا أهاب شيئا ولا يخيفني الموت, فقد كبرت في بيئة قاسية كما تعلمين.

وبعد حديث طويل عن حياتها في القصر بزغ الفجر وكان الفارس واقفا يستمع إلى أحاديثها وصوتها الجميل الذي يبدو وكأنه معزوفة موسيقية, فقد كانت تتحدث بهدوء تام وبصوت متناسق الأنغام.

عندما شاهدت شروق الشمس قالت: "أنا آسفة لقد بزغ الفجر, لكني استمتعت بالحديث معك ولم الحظ مرور الوقت بإمكانك الانصراف, ولكن متى سأراك مجددا"؟

فقال وهو يبتسم: "متى ما تشائين فقط أرسلي إلي وسآتي على الفور".

نظرت إليه الأميرة وابتسمت ابتسامة تنبض بالحياة ثم قالت: "إلى اللقاء".

الفارس: "إلى اللقاء".

ذهب الفارس إلى عمله لان الصباح بدأ, أما الأميرة فأسرعت الى سريرها الحريري لكي تنام.

لم يكن فارسنا فارسا بالمعنى الحقيقي, إذ انه شارك في معركة واحدة ولكن لشجاعته ومساعدته للجميع  لقبه أهل القرية بالفارس, لأنه كان يحمل جميع صفات الفرسان.

ذلك لان الفارس أو اللورد كان لقب يطلق فقط على أسرة الملك وعلى فرسان المملكة اللذين يجلسون على الطاولة المستديرة.

العشق الابديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن