الفصل الثاني: الذكريات
بعد عدة لقاءات بين ادوارد و روز وفي احدى الليالي وبينما هم يتحدثون عن كل ما يجول في مخيلاتهم, تحدثت روز: "غدا هنالك حفلة في القصر اتمنى ان تأتي سأرسل اليك الدعوة, وقد دعوت كل الاقارب والاصدقاء".
قال ادوارد بتردد: "سأحاول ولكن ما المناسبة يا سمو الاميرة"؟
فأجابت: "غدا سأبلغ من العمر تسع عشرة عاما وقال ابي انه بإمكاني ان ادعو كل اصدقائي لذلك اتمنى ان تأتي".
ادوارد: "سآتي وهل استطيع الرفض, بكل سرور".
ثم بعد حديث قليل قال ادوارد: "يجب ان اذهب فلتأذني لي بالرحيل, لقد قارب الليل على الانتهاء".
روز: "نعم بإمكانك الرحيل وارجو ان تعذرني مجددا لأني اطيل الحديث معك, ولكني وبكل صراحة وكما اخبرتك سابقا, آني احب التحدث معك فالحديث معك ممتع جدا, الى اللقاء, نلتقي مساء غد".
ذهب ادوارد الى عمله وبينما هو يسير والشمس قد اشرقت على الغابة الجميلة والعصافير تهمس الى الاشجار واصوات الغابة الغريبة واذا بعجوز تمشي في الغابة وتحمل سلة كبيرة فنادته وقالت: "ايها الشاب الوسيم تعال الي".
ذهب ادوارد اليها والقى التحية فسالته قائلة: "لقد اضعت الطريق هل بإمكان ان تخبرني في اي مكان انا" ؟
ادوارد: "انت الان في احدى مقاطعات المملكة الجرمانية المقدسة (المانيا والنمسا) وبالتحديد بالقرب من القصر الملكي الذي يبعد عن نهر الراين حوالي عدة اميال".
الجدة: "حسنا انها قريبة من هنا, اني ذاهبة لمنزل ابنتي اذ انها تسكن هناك", واشارت الى قرية تقع في الشرق, "شكرا لك وسأجازيك على مساعدتك, تفضل امسك هذا".
اخرجت الجدة من سلتها زجاجة عطر غريبة جدا وجميلة وبدت وكأنها زهرة وفي داخلها العطر, امسك ادوارد العطر وقال لها: "ما المناسبة اني لم افعل شيئا يستحق الشكر".
قالت وهي تبتسم: "ان عينيك قد فضحتك وانا اعرف انك تحتاج هدية فخذها اليها".
فقال ادوارد باستغراب: "ماذا؟ كيف عرفتي"؟
الجدة: "انك شاب وسيم وعيونك لا تعرف الكذب وقد بدوت متحيرا وانت تمشي لذلك خذه واعطيه لها ايها الفارس".
فأخذه وشكرها جدا, ثم مشت الجدة وما لبثت حتى اختفت بين اشجار الغابة الكبيرة والكثيفة.
وفي مساء اليوم التالي استعد ادوارد للذهاب ولبس زيا جميلا اسود اللون, وعندما وصل الى الحفل كان يحمل بطاقة الدعوة التي وصلت عصر ذلك اليوم, أعطاها للحراس فسمحوا له بالدخول.
اصيب بخيبة امل عندما رأى الضيوف والفرسان وصديقات الاميرة حيث كانوا يلبسون افخم وارقى الملابس والجواهر تزينهم وكانوا ينظرون اليه باستغراب, ولكنه لم يعرهم اي اهتمام.
وبينما هو يمشي واذا بشخص ينادي اسمه, ثم التفت اليه ادوارد وابتسم فقال: "صديقي مارلن كيف الحال"؟
ثم صافح كلاهما الاخر وبدأوا بالتحدث حيث ان مارلن كان قد اوكل الى والده عملا في مقاطعة اخرى وذهبوا للعيش هناك ولم يلتقي بإدوارد منذ سنة.
وبينما هم يتحدثون وقبل نزول الاميرة بدقائق دخلت فتاة الى الحفل كانت ترتدي زيا راقيا وجميلا وسرعان ما عرفها مارلن, فقال: "انظر ادوارد هل عرفتها انها هي, هل تذكرتها"؟
نظر ادوارد ثم اجاب: "نعم تذكرت ولكن كيف, ثم عاد ادوارد بالذاكرة الى قبل سبع سنوات".
كان عمرهم ثلاثة عشر عاما وكانت تعيش في بيت يبعد عن بيت ادوارد حوالي نصف مزرعة اذ كان بيتهم بجوار بيت ادوارد.
كان ادوارد يحب العمل في المزرعة بينما كانت هي تطالع الشعر والفنون وكانت تجلس بجانب بيتهم المتواضع وعندما كانت تفكر كانت تضع القلم على خدها الايمن وتمسك بيدها اليسرى اسفل ذراعها.
كانت تفكر كثيرا وتحب القراءة, وكان ادوارد يسترق النظر اليها وهي تقرأ بشغف.
كان والدها رجلا مريضا ويعمل في منطقة بعيدة عنهم, فكانت تعيش مع امها واختها الاكبر ولديهم اخ صغير يبلغ ثلاثة اعوام, في بيت متواضع ويعيشون على ما يحصدوه من المزرعة,
ومما يرسله الوالد اليهم كل عدة شهور حيث كان يتقاضى مبلغ متواضع لا يكفي لسد حاجاتهم.
لم تعط اي اهتمام تجاه ادوارد رغم انه كان يساعدهم دائما ويجلب لهم الحطب كل يوم.
عاد والدها بعد ان قضى حوالي عشر سنين وهو بعيد عنهم, منذ ان كانت في سن الثالثة وهي لم ترى والدها سوى عدة مرات فقط بحكم عمله الشاق ومرضه الذي يمنعه من السفر.
انتقلوا للعيش في مقاطعة اخرى لان والدها وجد عملا هناك, لم تودع ادوارد ولا حتى بكلمة وانما تركوا بيتهم ومزرعتهم بكل بساطة.
والان وبعد مضي سبع سنوات شاهدها ادوارد في القصر الملكي, اذ بدت مختلفة جدا من حيث الشكل ولكنها بنفس الطباع والتصرفات اذ لازالت هادئة الاعصاب لا تبتسم ابدا ولا تهتم لأي حديث مضحك او ممتع.
وبعد مرور عدة دقائق نزلت الاميرة الصغيرة وهي ترتدي فستانا احمر اللون ومطرز باللؤلؤ وترتدي حول عنقها عقدا من الالماس وكعب من الكريستال كانت اجمل فتاة في الحفل حيث ابهرت جميع الحضور.
وبعد ان قبل يدها اغلب الفرسان والقى التحية عليها معظم اللوردات تهربت من الجميع وجاءت الى ادوارد الذي كان يستمع الى الموسيقى وهي تعزف, ثم وقفت بجانبه,
حيث قالت: "هل اعجبتك المعزوفة انها عزفت خصيصا من اجلي".
استدار اليها ادوارد وابتسم ثم قال: "نعم انها رائعة, كيف حالك" ؟, وقبل يدها ثم اكمل قائلا: "تبدين جميلة جدا".
امرت الاميرة بالبدء بالرقص وقالت: "هل تريد الرقص معي"؟
ادوارد: "نعم بكل سرور انه لشرف كبير لي".
بدأوا بالرقص جميعا وكان الحضور ينظر الى ادوارد باستغراب متسائلا من هذا الشاب الوسيم الذي ترقص معه الاميرة ولم هو بالتحديد اذ كان في الحفل اشجع الفرسان واغناهم وقد اتوا من جميع انحاء المملكة.

أنت تقرأ
العشق الابدي
Romanceادوارد الفارس الشجاع الذي لا يعرف الخوف يقع اسيرا في حب ابنة الملك الاميرة الفائقة الجمال "روز" التي سحرت المملكة بجمالها وطيبة قلبها. لكن للقدر كلمة اخرى فهي مصابة بمرض لاتشفى منه وكيف للفارس الفقير ان يحب ابنة الملك الجميلة ذات الاصل النبيل, لكن ا...