الفصل الثالث: المأساة
بعد انتهاء الرقصة وبعد تناولهم العشاء ذهب الجميع الى القاعة الكبيرة المجاورة لقاعة الطعام لكي يقوموا بإعطاء الهداية للأميرة التي كانت واقفة بجانب والدها وعندما حان دور ادوارد وصل اليها ثم نظر بعمق الى عينيها وقال: اتمنى لك اسعد الايام واتمنى لكي الحياة الجميلة, تفضلي هديتي المتواضعة وارجو ان تنال إعجابك.
ثم اعطاها العطر الذي كان داخل صدفة غريبة الشكل ذات لون اخضر شاحب,
تدل على انها قديمة الطراز او انها ليست من صنع البشر.
فرحت الاميرة واخذت الهدية بسرور شديد متناسية اغلى الهدايا واجملها ثم قالت: "شكرا جزيلا اشكرك على هذه الهدية الرائعة اني اعتز بها وعندي لك مفاجأة خاصة خذها وافتحها في بيتك".
اخذ ادوارد الصندوق الصغير الذي كان قد الصق عليه قلب من حبات اللؤلؤ اذ كانت الاميرة بنفسها من علقتهم على غطاء الصندوق.
وعند حلول منتصف الليل غادر الجميع بعد ان ودعوا اسرة الملك وتمنوا للأميرة سنة سعيدة مليئة بالأفراح.
عاد ادوارد سيرا على قدميه وهو يفكر في عيني الاميرة والابتسامة لا تغادر شفتيه, وبعد المضي لساعة والنجوم فوق راسه والهواء الجميل يداعب شعره, وصل منزله وكان اهله نائمين فصعد الى غرفته الصغيرة ثم جلس وفتح الصندوق واذا بطوق يشد حول اليد مصنوع من ارقى جلود الارض منقوش عليه "ليبارك الرب فرسان المملكة" شعر ادوارد بفرح وسعادة عارمتين وسرعان ما لبسه حول يده اليسرى التي كان دائما يمسك سيفه بها.
بعد مرور اسبوع ارسلت الاميرة برقية الى ادوارد تريد لقائه ليلا فأجاب بانه سياتي على الموعد.
وعندما حل منتصف الليل وصل ادوارد فوجدها بانتظاره وهي تبدو شاحبة الوجه و انفاسها سريعة, القى التحية فأجابت بصوت متغير عن ما عهدها عليه سابقا.
ثم قال: "تبدين شاحبة ومريضة ماذا حدث اخبريني أرجوك تكلمي بكل صراحة".
انتظرت لثواني ثم تحدثت: "لا اعرف من اين ابدا ولكني اشتقت لك كثيرا".
"وانا كذلك ايها الاميرة ولكن اكملي أرجوك", قالها ادوارد وهو قلق جدا عليها.
روز: "اني وبكل صراحة مريضة وقد اخبرني الاطباء عندما اكتشفوا مرضي قبل سنتين انه لا علاج لمرضي وان مرضي لا يستطيعون تشخيصه ولكنهم يعتقدون انني ضعيفة الجسد واني لا اتحمل اي ضغط نفسي او عصبي اذ يجب ان اكون دائما في حالة من الراحة والهدوء وانا احب المغامرات ولا احب الاسترخاء دائما, وقد ساءت حالتي لأني بدون علم احد ركبت الحصان وكنت اجري به متناسية مرضي ولم ادري حتى اغمي علي وقد رأتني مرافقتي فأسرعت بجلب الاطباء واعطوني عشبة مستخلصة من الجبال لكي تهدى نبضات قلبي والان انا احسن كثيرا من ذي قبل".
صدم ادوارد بهذا الخبر وادمعت عيناه اذ كان لا يبكي ابد, فقد كان شجاع ولا يعترف بالمشاعر والعاطفة, لكن سرعان ما نزلت دموعه على خديه.
فمسحها وقال: "ولكن ايتها الاميرة انت ابنة الملك كيف لا يستطيعون شفائك هذا مستحيل اذ يجب ان يكون هنالك عقار يشفيك".
ابتسمت الاميرة والدموع تنزل من عينيها: "صدقني لا يوجد عقار اذ ان والدي لم يدع طبيب الا واحضره ولكن لا جدوى من ذلك وانا شخصيا قد استسلمت للأمر ورضيت بقدري وتناسيت مرضي ولكنه مصر على ان يذكرني بانه مازال موجود في داخلي, وقد اخبرتك الحقيقة لكي تعرف انني صادقة معك حتى اذا تركتك في يوم ما ولم اودعك, فلا تلمني ولا تعاتبني, ارجو ان تسامحني ولكني لن اتركك الا اذا اخذ الموت احدنا".
سكت الاثنان للحظات ثم تحدث ادوارد: "اني اقسم لك انني لن اتخلى عنك ابدا واعدك اني سأبذل كل ما باستطاعتي من اجل إسعادك حتى لو كلفني ذلك حياتي".
روز وهي تحاول ايقاف نهر دموعها الذي ينزل على ثلوج خديها الناصعين البياض: "اشكرك, ولكن تأكد انه اذا كنت انت بخير فانا بخير واريدك ان تعدني ان تحافظ على نفسك لأني لن اعيش في هذا العالم لحظة من دونك".
قاطعها ادوارد قائلا: "وانا كذلك لن اعيش لحظة بدونك سأكون معك الى اخر لحظة في هذه الارض, أرجوك يكفي دموعا فكل دمعة تذرفيها اغلى من دمائي الموت اهون علي من رؤيتك تبكين اتمنى لو باستطاعتي ان اعطيك قلبي وحياتي ولن اتردد لحظة في فعلها".
حاولت الابتسام وهي تبكي فقالت: "سأحاول الا ابكي ولكني اشعر بالارتياح عندما ابكي ولا استطيع فعل شيء سوى البكاء".
ثم اكملت قائلة: "والان بعد ان عرفت اني لن اعيش طويلا تستطيع ان تتركني اذ لا استطيع ان اتمنى اي شيء فقد حرمت من ابسط امنياتي وهي اللعب والركض والمرح ولن اشعر بالاسى اذا تركتني لأني لم احصل على شيء في هذه الحياة غير الحزن والتعاسة والبكاء, وليس من حقي طلب اي شيء, او ان احب من اختاره قلبي".
قاطعها ادوارد قائلا: "ولم لا! انت اروع فتاة عرفتها في حياتي واجمل فتاة رأتها عيني, لكي قلب ابيض من الثلج واحساس احلى من الورد أرجوك لا تقولي هذا الكلام مجددا اذ انه من حقك ان تعيشي كما تعيش كل فتاة وان تختار من تحب وان تفعل كل ما تريد, وانسي مرضك وتعالي الي نهرب الى عالم الخيال حيث كل شيء ممكن, كفانا حزنا فلنعش ايامنا وكان كل يوم هو اخر يوم في حياتنا".
سكتت روز لوهلة من الزمن ثم تحدثت: "اني مستعدة لكي افعل ذلك وان اعيش حياتي, انا مستعدة بان اخاطر بكل شيء معك ولن اضيع لحظة من حياتي بدونك سابقي صديقتك الى الابد".
كانت تقول صديقتك وقلبها يتقطع حزنا اذ انها كانت تعشقه حد الجنون ولكنها لم تشأ ان تبوح بمشاعرها تجاهه لكي لا يتعلق بها ويحبها, حتى اذا حان موعد رحيلها من هذا العالم فلربما يستطيع العيش من دونها او نسيانها مع الايام.
ثم بعد حديث عن الامل والحياة والفرح بزغ الفجر وكانت الشمس رائعة الجمال في ذلك اليوم والدموع التي على وجهيهما كانت تلمع كالنجوم الساطعة في سماء خديهما.
أنت تقرأ
العشق الابدي
Romanceادوارد الفارس الشجاع الذي لا يعرف الخوف يقع اسيرا في حب ابنة الملك الاميرة الفائقة الجمال "روز" التي سحرت المملكة بجمالها وطيبة قلبها. لكن للقدر كلمة اخرى فهي مصابة بمرض لاتشفى منه وكيف للفارس الفقير ان يحب ابنة الملك الجميلة ذات الاصل النبيل, لكن ا...