1

387 16 194
                                    

الوحدة..... الوحدة شئ لطيف كالقط الصغير حيث يداعبك بفراءه الناعم ولطافته اذا اخترتها بإرادتك....
لكنها تصبح اسداً عديم الرحمة ينهش لحمك دون شفقة اذا كنت مجبراً عليها.....

.............

فتحت جوهرتيها السوداوتان ورمشت عدة مرات تحاول الأعتياد على ضوء الشمس الذي يقتحم غرفتها من النافذة دون استأذان، حدقت في سقف الغرفة قليلاً ثم ابتسمت بحسرة واعتدلت جالسة تفرك عينيها برفق

تنهدت مبعدة الغطاء الأسود عنها لتنهض عن الفراش وتمدد جسدها كي تحصل على بعض النشاط فى هذا الصباح الباكر الدافئ متميزاً عن بقية ايام لندن الباردة عادةً

توجهت للمرحاض كي تستحم وتتجهز للذهاب الى جامعتها، خرجت من المرحاض بعد نصف ساعة مرتدية بنطال اسود جلدى وكنزة بيضاء سادة بدون اكمام ووضعت فوق خصلاتها السوداء القصيرة المجعدة نسبياً منشفة تمنع قطرات الماء من الأنزلاق على وجهها ذو البشرة القمحية اللامعة

جففت خصلاتها برفق ثم ألقت المنشفة على الفراش لتجلس امام المرآة لتبدأ فى وضع احمر شفاهها حتى يلوث ملامحها البريئة وتابعه ذلك الكحل مزيناً عينيها مبرزاً سوداوتيها اللامعتين اكثر

استقامت متجهة لغرفة ملابسها لتحضر حذاءها الجلدى الأسود ذو الياقة الطويلة والكعب العالي لترتديه وتغلق سحابه، وقفت متجهة لسترتها الجلدية لترتديها ثم تأخذ مفاتيح سيارتها وهاتفها وجمعت دفاترها في حقيبة ظهرها وحملتها على إحدى كتفيها

خرجت من غرفتها يليها منزلها الكبيرة ذو الطابقين ويبدو موحش بهدوءه هذا دوناً عن بقية المنازل حوله حيث الأمهات الذين يجهزون اطفالهم كي يذهبون للمدارس والأباء الذين يوصلوهم إليها

ابتسمت بخفة لرؤيتها اماً تودع ابنتها الصغيرة لتركض الآخرى ناحية الحافلة المدرسية لتصعد لها، اخفضت رأسها وعضت شفتها بحزن، تنهدت رافعة رأسها لترى امامها صديق طفولتها والأقرب لها والوحيد المتبقي لها

يقف مستنداً على سيارتها السوداء مخفضاً رأسه لتنزلق خصلاته الشقراء الطويلة على بندقيتاه الحادة  تداعبهما برفق، يرتدي بنطالاً اسوداً وكنزة صوفية زرقاء ذات اكمام طويلة اخفت كفيه بغيرة بينما يمسك بأحدى كفيه هاتفه يعبث به واضعاً سماعتان في اذنيه وعلى كتفه ارتكزت حمالة حقيبته السوداء متوسطة الحجم

ابتسمت بأشتياق لرؤيته من جديد بعد طول غياب فى موطنه كي يزور عائلته ويمكث معهم لأسبوع ثم يعود لها، هي تعجبت كثيراً من اصراره على البقاء معها لدرجة انها شكت بحبه لها ولكن فى النهاية هى تسخر من نفسها لأن وببساطة كيم تايهيونغ يعاملها كطفلته

هزت رأسها للجانبين محافظة على ابتسامتها وتقدمت ناحيته لتقف امامه، رفع رأسه عند شعوره بوقوف احدهم امامه ليرى رفيقة دربه منذ الطفولة، لم يتردد لحظة في سحبها لصدره يضمها بأشتياق مبتسماً بلطف، بادلته عناقه مقهقه بخفة ثم ابتعدت لتبعثر خصلاته، قهقه بخفة ثم حاوط كتفها ومد يده يسحب مفاتيح سيارتها قائلاً بهدوء " انا من سيقود "

تمثالي || N.Hحيث تعيش القصص. اكتشف الآن