23

65 11 118
                                    

بذهابك فارسى بت افقد قلبى كما لم يوجد قبلاً...
بوجودك أميرى باتت روحى مُحلقة عالياً....
فجدياً كيف اعيش بروحاً فقط دون قلب اذا كنت خُلقت بكليهما؟.......

.........................

فى منتصف تلك الصحراء الجرداء حيث الشمس ساطعة تُلقى اشعتها الحارة على كل بقعة جاعلة من حبات الرمال تلمع بخفوت، الرياح سكنت ورفضت التحرك احتراماً لشموخ الشمس والجفاف فاز بمعركته مع الرطوبة ليغزو الصحراء

جلس ذاك الاشقر على الرمال بإهمال بينما وضع الآخر جسد ذاك الشاب بجانبه بحذر شديد خوفاً من إصابته ولو حتى بخدشٍ بسيط، تفحص جسده بدقة ونبس بهدوء "مؤشراته الحيوية اضحت ضعيفة، لقد حان الأمر"

همهم الآخر واستلقى على الأرض بلا مبالاة يحدق بقرص الشمس دون الاهتمام بأنه قد يُصاب بالعمى اثر ذلك "ألست خائفاً؟" اردف الآخر ينظر له بهدوء ليتمتم الآخر ببرود "مما؟"

"لقد اوشك التسع وثلاثون شبيهاً لك على الأنتهاء وقد لا نجد اشباهاً لك مجدداً" تذمر بأنزعاج ولازال يتفحص جسد الشاب "كل جيل يُخلق به اربعون شبيهاً، وانا لازال لدى اربعون شبيهاً اقترب موعد ولادتهم فلا تقلق"

همهم الآخر وتنهد نابساً بفضول "بالمناسبة ألست قلقاً من عواقب انتقالك من جسداُ لآخر؟" نفى المعنى ببرود ولازالت عيناه مرتكزة على الشمس وأضحت دامعة لشدة اشعتها "ولكن ألا تخشى رد فعلها عندما...." صمت يتنهد بخفة ليكمل الآخر "تتذكر؟، لا"

رمش الآخر بتعجب وانبس "ستتذكر الكثير" همهم المقصود بالحديث مُضيفاً "ستتذكر الكثير حقاً وذلك الكثير ليس بهيناً ابداً، لربما لن تسامحني على افقادى لذاكرتها فى الكثير من المرات ولكن...لا بأس معى"

قطب حاجبيه وحملق بالبارد المستلقى امامه بتعجب نابساً بإستنكار "ألست مهتماً؟" ارتفع جانبى شفتيه بإبتسامة جانبية ساخرة ونفى ببرود يزيد من تعجب الآخر "ولكن انت كرست حياتك لها فلما لا تبالى الآن؟" بإنفعال طفيف تحدث ذو الخصل السوداء

تنهد الآخر واغلق مقلتيه اللتان نالتا كفايتهما من حرقة اشعة الشمس وهمس بخفوت "أعانى من تبلد المشاعر عندما تنتهى صلاحيتي فلا تتسائل كثيراً" اخفض الآخر رأسه بحزن وشفقة على حال صديقه، فقضائك حياتك كلها تتنقل بين جسداً وآخر لهو امراً شنيعاً وقاسياً لن يتحمله أحد ولكنه اثبت العكس وظل شامخاً للنهاية

تنهد بخفة وقرر تجاهل ذاك البارد والتركيز على الشاب المُقبل على الموت منتظراً شفقة السماء عليه فى جذب روحه للاعلى، دقائق وخمدت انفاس ذاك الشاب وهبط صدره لأخر مرة لينظر الذى بجانبه له بترقب

تمثالي || N.Hحيث تعيش القصص. اكتشف الآن