17

69 13 151
                                    

ولوجدك جانبي وقعاً خطيراً على قلبي...
فرفقاً بقلبي الغارق بعشقك ولا يخفق سوى باسمك اميري...

.................

مع شروق شمس صباحاً جديداً يبعث بعض الدفئ فى ارجاء مدينة لندن مُشفقاً على حالهم وسط الثلوج التى تراكمت اثر سقوطها فجر امس

تلك المدينة التى عُرفت بكونها رمادية كئيبة تزينت بغطائاً ابيضاً اخفى رمادها باعثاً السكينة فى نفوس الحاضرين برغم شدة برودته

فى أحد ضواحى المدينة حيث حى عُرف بهدوء سكانه وثرائهم الفاحش بقصورهم الراقية والفخمة عالية الأسقف تُحيطها حدائق منفصلة عن بعضها بسياج حديدى مثقوب مما جعل الرؤية واضحة لمرمى الجيران

يسير بخطى ثابتة رُغم إرهاقه وسط الشارع وعلى جانبيه انتصبت القصور بشموخ تُحدق به نوافذها اللامعة بسخرية تامة على حاله المُرثى له

وقف امام إحدى بوابات القصور ليقابله حارس القصر الذى ما إن رآه رحب به بخوف وتوتر وفتح له بوابة القصر ليعبر من خلالها بعدما رمق لافتة تعريف سيد القصر * آل چانغ *

سار فى ذلك الممر الطويل المؤدى لباب القصر حتى استقر امامه ليضغط على زر الجرس فيستمع لصوت رنينه الذى صدح بداخل القصر، دقائق من الأنتظار استمع لوقع كعب عالى يليه انفتاح باب القصر

ظهر من خلف الباب هيئة انثوية صغيرة الحجم ممشوقة القوام وخصلات حريرية سوداء لامعة تصل لمنتصف ظهرها، عينان سوداويتان ضيقة حادة مع رموش طويلة كحلت نحت عينيها

"من....ألهى تاي انت بخير؟" لم يدم سؤالها طويلاً حتى تعرفت على هيئة الواقف امامها بملامح مرهقة لتأخذ ذراعه وتضعها على كتفها تسنده للداخل

وبرغم فارق الطول والحجم بينهما إلا انها استطاعت بطريقةٍ ما اسناده لإحدى الأرائك وجلست بجانبه تتفحص وجهه بقلق "لا تبدو بخير على الإطلاق تاي، سأُنادى هوسوك" هتفت تنهض عن الأريكة ليمسك معصمها ويُجلسها مجدداً

"انا هنا لأجلك بورا وليس لأجل هوسوك" همس بإرهاق لتقطب حاجبيها بتعجب واومأت بتردد خوفاً من طلبه فالمرة الأخيرة لم يكن طلبه بريئاً ابداً "قبليني" نبرته كانت آمرة اكثر من كونها طلباً وهذا زادها خوفاً

"تاي المرة الفائتة كدت تمزق عنقى بأسنانك، هل تريد تمزيق شفتاي الآن و...مهلاً انت حتى لست حبيبي لتفعل كل هذا" انفعلت بحديثها ليمسح وجهه بيأس ثم وضع يده على مؤخرة عنقها وسحبها مُلصقاً نسيج شفتيهما معاً برغم مقاومتها له

تمثالي || N.Hحيث تعيش القصص. اكتشف الآن