9

92 12 97
                                    

مُحِيطُ عيناك يسحبُنى داخله أعمق ...
وانا لا اعلم كيفية السباحة ...
بل اعلم كيفية الغرق ...

...............

*الثالثة فجراً*

فتح بندقيتاه عند شعوره بالعطش الشديد ليتنهد ناهضاً عن فراشه متجهاً للأسفل حيث المطبخ يفرك خصلاته الشقراء الخلفية ويتثائب بنعاس وعارى الصدر يرتدي سروال رمادي قضفاض قصير الى ركبتيه

دخل المطبخ واخذ خطواته ناحية الثلاجة ليُخرج قنينة ماء زجاجية ويفتحها يحتسى منها الكثير من الماء ، انزل الزجاجة سريعاً عند سماعه لشئ خلفه يسقط منكسراً

ألتفت ليجد جنان واقفة بصدمة تحدق بظهره العارى وامامها على الارض صحناً منكسر الى فتات وتناثرت شظاياه على ارضية المطبخ، حدق بها بقلق متناسياً كونه عارى الصدر ومد يده يمنعها من التحرك

لكنها لم تكن منتبهة له فلقد شُلت حواسها عند رؤيتها لذلك الوشم أعلى كتفه، ذئباً اسوداً رافعاً رأسه يعوى، كان هذا وشمه الذى جعل لسانها ينعقد ولا تنبث بحرف وسوداوتيها اتسعتا بصدمة

ولم تنتبه بتاتاً بتاي الذى نظف ارضية المطبخ سريعاً ثم امسك معصمها يسحبها لخارج المطبخ، اجلسها على الاريكة بغرفة الجلوس وانحنى ليرى ما إن تأذت قدمها او لا مما جعل عينيها ترى وشم السيفان المتعاكسان اعلى ظهره

لهثت بصدمة ولم تستفق من دهشتها سوى عندما كوب وجنتيها متسائلاً بهدوء " انتِ بخير صغيرتي؟" حدقت به مطولاً ثم نقلت نظرها لوشم كتفه فأنتبه لتحديقها " ما هذا الوشم تاي؟" تسائلت بخفوت تنظر لبندقيتاه

ضيق عينيه سريعاً وأعاد فتحهما مجدداً لترمش هى تلقائياً " اية وشم؟" توقفت عن رمشها ونظرت حيث كتفه لتتسع عينيها من كونه فارغاً، ابعدت يديه عن وجهها واقتربت تتلمس كتفه تبحث عن الوشم " اقسم كان هناك وشماً لذئب هنا"

قطب حاجبيه قائلاً " لم يكن هناك اى وشم على كتفى مسبقاً جنان، ألهى انتِ بخير" اخفضت رأسها بعدم استيعاب ليلعق شفتيه متسائلاً بشك "متى استيقظتي؟"

ابتلعت ريقها بخوف وداعبت اناملها بتوتر متمتمة بخفوت " منذ ساعتين " تنهد بخفة وحدق بها قليلاً ثم نقل نظره ليديها فرآى خدوشاً بها، هو يحفظ تلك الخدوش عن ظهر قلب فلطالما كان يتعرض لتلك الخدوش عند تعلمه صناعة التماثيل او نحتها

امسك يدها يتفحص خدوشها لتجفل الآخرى وترفع نظرها لتقع على كتفه تلقائياً، ضيقت عينيها بتركيز لعلها ترى الوشم مجدداً ولكن لا فائدة، يبدو انها تهلوس لقلة نومها

تمثالي || N.Hحيث تعيش القصص. اكتشف الآن