الفصل الثالث - في مسرح الجريمة

3K 95 10
                                    


                                     ...

 أعتقد ان اهتمامي بهذا الحادث قد تضاعف عند ذكر دليل برادشو السياحي القائم على تسجيل اسماء المحطات بالترتيب الأبجدي وكان اهتمامي قبل ذلك لايعدو اهتمام اي شخص غريب بمقتل امرأة عجوز فقيرة في بلدة نائية. انها جريمة من النوع الذي تنشره الصحف في اصغر اركانها وباصغر حروف طباعتها وكنت اعتقد في قرارة نفسي ان المسز آسكر ذهبت ضحية زوجها السكير وانه لا شأن للرسالة الغامضة بهذه الجريمة وان الأمر كله لايعدو ان يكون محض صدفة. اما بعد ما سمعت بامر هذا الدليل الأبجدي للسكة الحديدية فقد احسست برعدة تسري في كياني وانا اؤمن بان هذا لا يمكن ان يكون مصادفة.

 لقد اتخدت الجريمة في رايي وجهة اخرى خطيرة.

 فمن هو ذلك الشخص الخفي الذي قتل المسز آسكر وترك وراءه الدليل الأبجدي لمحطات السكة الحديدية؟

 وبعد ان غادرنا مرطز الشرطة في اندوفر ذهبنا إلى المشرحة حيث راينا المجني عليها جثة هامدة بشعرها الأشيب والإصابة القاتلة في راسها واسرعنا بالخروج إلى مكتب الجاويش الذي قال لنا مواسيا:

 - انها لم تعرف من الذي قتلها فان الدكتور كار يقول ان الوفاة حدثت في الحال واني لمسرور لهذا لأن هذه السيدة كانت طيبة ومسكينة وأحمد الله انها لم تتعذب.

 وقال بوارو:

 - يبدو انها كانت جميلة في شبابها.

 فنظرت اليه مدهوشا وقلت:

 - هل لهذا علاقة بالحادث؟

 - حسنا.. سوف نرى..

 ثم التقينا بالدكتور كار الذي قال:

 - ان رجال المباحث لم يعثروا على اداة القتل بعد ولكن الواضح انها اداة من نوع عادي هراوة ثقل من اي نوع عصا محشوة بالحديد او كيس رملي كل هذه قد يكون من الأدوات التي تستعمل لإرتكاب الجريمة.

 - هل توجيه هذه الضربة كان يستلزم قوة خاصة.

 فنظر الطبيب اليه في ارتياب وقال:

 - أتعني هل يستطيع رجل مثل آسكر في السبعين من عمره مرتعش اليدين ان يوجه ضربة كهذه

 - نعم. ان هذا ممكن.

 - اذن فقد يكون القاتل امرأة!.

 فنظر الطبيب اليه بدهشة وقال:

 - امرأة؟ ان هذا الإحتمال لم يخطر ببالي ولكنه احتمال ممكن الوقوع اما من الناحية النفسية فيمكنني القول انها ليست جريمة نسائية.

فأومأ بوارو براسه موافقا وقال:

 - بكل تأكيد. بكل تأكيد. ان هذا امر بعيد الإحتمال ولكن على الإنسان ان يشمل بنظراته جميع الأحتمالات وكيف كان وضع الجثة؟

روايات اجاثا كريستي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن