بقلم :نهال عبد الواحد
لم ييأس حسام، ظل يحدثها مرارًا وتكرارًا كل يوم لكن بلا جدوى حتى الآن، كان داخله أملًا كبيرًا ورجاءً من الله أن تكون هذه الغيبوبة ليست بفعل إتلاف قد أحدثه الورم، بل هو مجرد مناورة من مناوراته وستسترد وعيها وتعود إلى الحياة في وقتٍ لاحق.
أما مريم فقد ظهرت نتيجة تنسيق الجامعات، قد التحقت بكلية الطب فعلًا فاتصلت بمنى تخبرها.
أجابت منى: حلوتي مرحبًا! كيف حالك عزيزتي؟!
-بخيرٍ الحمد لله يا خالة.
- يبدو من صوتك أنكِ سعيدة، هل هناك خبر سار؟!
-أجل يا خالة! لقد التحقت بكلية الطب وقد وصلني اليوم ما يفيد ذلك.
- مبارك عليكِ حلوتي، أتمنى لكِ النجاح الدائم كل عام حتى التخرج وبتقديرٍ عالٍ.
-آمين!
ثم قالت مريم على استحياء: كنت أريد أن أُسعد أمي بهذه الإخبارية، إن لم تمانعي أن تحضري معي أو تأخذي من عمي الدكتور حسام الإذن؟
سكتت منى ولم تعقب، نظرت مريم في هاتفها متفقدة حالة تغطية الشبكة، ثم أكملت: خالتي، هل تسمعيني؟
أجابت منى بصوتٍ مضطرب: أسمعك بوضوح يا ابنتي.
دب في نفس مريم بعض الريبة، أسرعت متسائلة بخوف: ماذا هناك خالتي؟
أجابت منى بتلعثم: حقيقةً لقد سقطت والدتك في غيبوبة منذ عدة أيام ولم تسترد وعيها حتى الآن.
صاحت مريم بصدمة: ماذا؟ كيف لم يخبريني أحد؟!
-كان لدينا أمل أن تسترد وعيها على الفور مثل كل مرة لكن...
فيكت مريم وأهدرت بصوت تقاطعه الشهقات: إني ذاهبةٌ إليها الآن.
أغلقت الخط، بدّلت ملابسها مسرعة، ولا زالت تشهق من شدة بكاءها، بينما هي تفتح الباب وجدت أباها أمامها.
عقد أحمد حاجبيه، وتساءل بريبة: ماذا هناك؟ لأين أنت ذاهبة بحالتك هذه؟ هل حدث مكروهًا لأمك؟!
أجابت ببكاء: أمي فقدت وعيها من جديد، وأنا ذاهبةٌ إليها.
فتحرك معها أحمد على الفور إلى المشفى، ما أن وصلا، ترجلت مريم من السيارة بسرعة تركض إلى داخل المشفى، لكنها وجدت أباها يتبعها فتوقفت فجأة.
التفتت إليه بتباطؤ سائلة: أبي! لأين ستذهب؟!
-سأجئ معك لأراها بالتأكيد.
قضمت مريم شفتيها، حاولت البحث عن كلماتٍ مناسبة تمنع أباها من الدلوف إلى غرفة أمها، تلعثمت قائلة: لكن...
قاطعها أحمد ثائرًا: كالعادة ستقولين لي الزيارة ممنوعة، سأدخل مثلما ستدخلين، لم أراها منذ...
أنت تقرأ
(قبل نهاية الطريق) By : Noonazad
Romanceعاشت حياتها عادية وظنت أن الحب والمودة يأتيان مع العشرة ، قد يحدث هذا بالفعل وربما لا .... خاضت حياتها و واجهتها وعاشتها بكل مافيها لتواجهها صدامات ومشاكل تتفاقم يوماً بعد يوم حتي تختم بفاجعة نادراً ما يتحملها بشر......... ووسط تلك الفاجعة يحدث الغ...