بقلم :نهال عبد الواحد
ظل إياد ومربم يتحدثان، يمزحان، يضحكان حتى إنهما قد نسيا وجودهما في مشفى وأنها غرفة عناية مركزة.
حتى جاء صوت من خلفهما فجأة: مارأيكما في كوبان من عصير الليمون؟!
فانتفضا! نظرا خلفهما نحو مصدر الصوت فوجدا حسام ومن خلفه منى وهاني .
عقد حسام ذراعيه أمام صدره، تابع بجدية: ما هذا يا دكتور؟! كأن لا عملًا لديك!
فرك إياد يديه ببعضهما ومسح على شعره؛ يخفى ارتباكه، تلعثم قائلًا: لقد رفضوا دخولها لترى أمها وكانت تبكي فأدخلتها وظللت معها لتهدأ.
سلمت منى على مريم ثم اقترب هاني وسلم عليها هو الآخر وقال مازحًا: إذن أنتِ مريم!
أومأت مريم برأسها أجابته على استحياء: أجل! حمدًا لله على سلامتك.
ابتسمت منى قائلة: لا تنزعجي! إن عمك هاني كثير المزاح، أتذكريه؟
أومأت مريم برأسها مؤيدة: أجل أذكره.
ابتسم هاني وأهدر: أجل، إنني أحب المزاح خاصةً مع الفتيات الجميلات مثلك أيتها الأميرة الصغيرة.
ابتسمت مريم على استحياء مرة أخرى، ضحكوا جميعهم إلا إياد الذي نظر نحو أبيه باعتراض فزاد هاني ليكيد ابنه.
نظرت منى بين هاني وإياد ثم ابتسمت قائلة: كفاك يا هاني! لقد نسيت أننا في غرفة العناية المركزة؟!
وضع حسام يديه في جيبي بنطاله، تنهد قائلًا: والله! كأنكم قد تذكرتم فجأة! إني لأشعر أني بالملاهي!
التفتت مريم نحو حسام وتساءلت بلهفة: متى ستسترد أمي وعيها يا دكتور؟
ابتسم حسام وأردف برفق: اطمئني يا ابنتي! لقد تحسنت أوضاعها عن الأمس ويُنتظر استعادة وعيها ربما اليوم.
رفعت مريم عينيها لأعلى، همست بأمل: يا رب!
سألها حسام: أنتِ في الثانوية العامة أليس كذلك؟
أومأت مريم مؤيدة، تابعت: أجل، أتمنى أن ألتحق بكلية الطب.
اتسعت ابتسامة حسام قائلًا: عظيم! إذن فعليك بالمذاكرة الشديدة دون استخفاف، ومكانك محفوظ ينتظرك هنا.
قال إياد: لكنها يا خالي تريد العمل في الطب الشرعي.
ابتسم حسام ببعض المكر؛ يريد أن يكيد بإياد، تابع: ويا لحظ الجثث التي ستقوم بتشريحها بيديها الرائعتين تلك.
فزاد هاني يكمل ما بدأه حسام: كأن القتيل لو علم أنها من ستتولى تشريح جثته، سيذهب من تلقاء نفسه إلى القاتل وبقدميه بأسرع ما يكون!
فضحكوا، نظر إياد بينهما بغضبٍ شديد وغيرة ظاهرة فركله خاله في ساقه وفي نفس الوقت صفعه أبيه على مؤخرة رأسه فصاح فجأة: آه!

أنت تقرأ
(قبل نهاية الطريق) By : Noonazad
Romansaعاشت حياتها عادية وظنت أن الحب والمودة يأتيان مع العشرة ، قد يحدث هذا بالفعل وربما لا .... خاضت حياتها و واجهتها وعاشتها بكل مافيها لتواجهها صدامات ومشاكل تتفاقم يوماً بعد يوم حتي تختم بفاجعة نادراً ما يتحملها بشر......... ووسط تلك الفاجعة يحدث الغ...