بقلم : نهال عبد الواحد
بينما تقف منى شديدة القلق على صديقة عمرها بل أختها إذ يأتيها اتصال من ابنها يخبرها بأن والدتها قد زاد مرضها، هرولت هي وأخيها مسرعَين إليها للاطمئنان عليها، لكن ما أن وصلا إلى بيتها، دخل إليها ابنها ليسعفها ما كانت إلا لحظاتٍ ثم وافتها المنية.
توفيت أمهما توًا و رغم مرضها المستمر في الآونة الأخيرة إلا أن فقدان الأم من أمرّ الأشياء والأحاسيس مهما كان عمرها أو حالتها الصحية.
حمد حسام ربه أنه قد عاد، لحق رؤيتها، قضى آخر أيامها في الدنيا معها قبل فقدانها للأبد، وإنشغلت منى وأخيها بوفاة أمهما والعزاء لعدة أيام قد أنستهما أي شيء آخر.
أما ليلى فقد أجريت لها كل الأشعة والتحاليل اللازمة وإستمر فقدانها للوعي عدة أيام.
وعلى صعيدٍ آخر ففي البيت علم أحمد بعدم عودة زوجته منذ أيام وجنّ جنونه، بالطبع أكمل قيادة تفكيره في الاتجاه الخاطئ، أمر أولاده بجمع أشياءهما والذهاب للعيش مع جدتهما فمثل تلك الساقطة على حد تعبيره لا تصلح أن تكون أم خاصةً لابنته، ظل منتظرًا قدومها بفارغ الصبر خاصةً وأن هاتفها مغلق.
بعد عدة أيام بدأت ليلى تستعيد وعيها، فتحت عينيها، وجدت نفسها نائمة على سريرٍ في مشفى حاولت أن تتذكر ما حدث أو كيف وصلت إلى هنا!
لكن لا تتذكر أي شيء مهما جاهدت نفسها فكل ما تذكره أنها كانت في عملها تسجل الكتب الجديدة في السجل بالمكتبة ولا تذكر أي شيءٍ بعده.بينما كانت ليلى في تلك الحالة إذ دخلت إليها إحدى الممرضات و وجدتها مستيقظة فابتسمت قائلة برفق: حمدًا لله على سلامتك!
نزعت الممرضة بعض الأسلاك الموجودة وأيضًا المحلول المغذي من يدها.
همست ليلى بتعب: سلّمك الله! ماذا حدث وكيف جئت إلى هنا؟
-لقد كنتِ فاقدة للوعي وقد جئتِ بصحبة دكتور حسام.
عقدت ليلى حاجبيها تحاول تذكر الإسم، وهمست بتعجب: دكتور حسام! ومن هذا؟
-هو لم يحضر منذ يومها بسبب وفاة والدته.
صاحت ليلى بصدمة: منذ يومها! لماذا؟ منذ متى وأنا هنا؟!
-منذ أول الأسبوع واليوم هو الأربعاء.
فصرخت ليلى بصدمة: يا ويلي! يا ويلي! يا ويلي! ولم يتصل بي أحدهم أو يسأل عني؟!
قالت الأخيرة وهي تحاول النهوض من مكانها، فأمسكت بها الممرضة تهدئها وأهدرت: استريحي الآن رجاءً، الانفعال لا يمكن مع حالتك، سأذهب لتبليغ الطبيب.
خرجت الممرضة، ليس لديها أي إجابة لتساؤلات ليلى، نهضت ليلى تجاهد نفسها رغم تعبها وترنحها بسبب شعورها بدوران مع رؤية ضبابية قليلًا، اتجهت إلى خزانة ملابس كانت موجودة، فتحتها راجية أن تجد أشياءها، وها قد وجدتها، فتحت حقيبتها تفتش فيها فلم تجد هاتفها ربما افتقدته أثناء فقدانها وعيها، تأففت كثيرًا، أبدلت ملابس المشفى بملابسها.

أنت تقرأ
(قبل نهاية الطريق) By : Noonazad
Romantizmعاشت حياتها عادية وظنت أن الحب والمودة يأتيان مع العشرة ، قد يحدث هذا بالفعل وربما لا .... خاضت حياتها و واجهتها وعاشتها بكل مافيها لتواجهها صدامات ومشاكل تتفاقم يوماً بعد يوم حتي تختم بفاجعة نادراً ما يتحملها بشر......... ووسط تلك الفاجعة يحدث الغ...