(25)

5.6K 187 6
                                    

بقلم :نهال عبد الواحد

اتجهت عليّة صاعدة شقة ابنها، معها الهاتف تود أن تفضح الأمر له، قد ظنت أنه موجود خاصةً بعد سماع صوت رجولي يأتي من شقته وسماع زوجته تتحدث مع شخصٍ ما.

صعدت بصعوبة؛ لزيادة وزنها مع وهن جسدها، طرقت الباب وبعد مرور بعض الوقت فتحت دينا الباب قليلًا بطريقة مريبة تحدثها من خلف الباب، نظرت إليها عليّة بتوجس قائلة: أريد أحمد نادي عليه الآن.

ارتبكت دينا قليلًا وأردفت مصطنعة الثبات: لكنه ليس بالداخل، اعتذر منكِ يا خالة، لكني كنت نائمة.

قالت الأخيرة واضعة يدها على فمها كأنها تتثآب، تنهدت عليّة وقالت بعدم تصديق: غريبة! نائمة! كأني سمعت صوت وأنت تتحدثين معه أو ربما... صوت رجل.
وأكدت على كلمة رجل.

ازداد ارتباك دينا مردفة: رجل! أي رجل؟ ربما من التلفاز أو ربما هي مجرد تهيؤات.

- حسنًا!

-معذرةً يا خالة، سأذهب لأكمل نومي.

قالتها مغلقة الباب فورًا، وقفت عليّة وقد ملأتها شكوكها لكنها قد قررت التأكد، صعدت بضع درجات من السلم الصاعد لأعلى، اختبأت تنتظر، ضبطت هاتفها في وضع التسجيل لتسجل ما سيحدث صوت وصورة.

مر وقتًا طويلًا، قد أُنهكت عليّة من أثر وقفتها الطويلة، فقد خرجت مريم منذ زمن ولا زالت هي تقف وتنتظر.

وفجأة سمعت صوت الباب، اقتربت قليلًا، تسمع صوت همس لكن المصيبة لقد كان هناك رجلًا بالفعل!

رجل غريب يجئ إلى شقة زوجة ابنها وحدها بالبيت، وهي تنكر وجوده، يمكثان وحدهما فترة ليست بالقصيرة، إذن فزوجة ابنها المصون... تخونه!

لكنها قررت فضح أمرهما، تحركت مسرعة قبل إفلات وهروب ذلك الرجل، لكن قدمها كانت قد أُنهكت، اختل توازنها وسقطت فجأة من فوق درجات السلم، تفاجأت بها دينا وعشيقها أمامها ملقاة أرضًا، غادر مسرعًا ذلك الـ...  بينما دخلت دينا مغلقة الباب كأن شيئًا لم يحدث، كأنه قضاء وقدر.

عادت مريم مع منى وهي سعيدة، تحمل الكثير من الحقائب، ترجلت من السيارة، وجدت أبيها قد جاء، أشار أحمد لمنى بابتسامة وإمتنان، أومأت له منى برأسها ثم انصرفت.

أخذ أحمد من يد ابنته تلك الحقائب الكثيرة، صعدا معًا لشقة جدتها عليّة، دخلا وكانت مريم سعيدة للغاية.

التفتت مريم لأبيها وأهدرت بسعادة: هيا اجلس يا أبي لأُريك ماذا اشتريت، لقد اشتريت الكثير والكثير.

جلس أحمد مبتسمًا متابعًا مريم، تُخرج قطعة قطعة مما اشترتها، وقد انتهزت فرصة هدوءه مع ابتسامته التي تزين وجهه على غير العادة، قصت له قصة شراء كل قطعة، ضاحكةً مازحةً معه.

(قبل نهاية الطريق)   By : Noonazad حيث تعيش القصص. اكتشف الآن