(12)

6K 175 2
                                    

بقلم :نهال عبد الواحد

بينما ليلى شاردة في أفكارها إذ طرق الباب فذهبت، فتحت، تفاجأت، إنها دينا ضرتها وقفت تتطلع إليها، وهي الأخرى تتفحصها من رأسها إلى قدمها، تراجعت ليلى خطوتين للخلف سامحة لها بالدخول دون أي كلمة، أو حتى أي إيماءة ترحيب.

دخلت دينا، جلست، كان أمامها على المنضدة باقة الورد تلك، لم تبعد عينيها عنها... وبعد فترة من الصمت، التفتت نحوها دينا وتساءلت بكره: هل بإمكاني معرفة ماذا تريدين؟!

عقدت ليلى حاجبيها بدهشة واستطردت باستخفاف: من التي من المفترض أن تسأل هذا السؤال؟!

- ماذا تعني بحركاتك الخبيثة مع أحمد زوجي؟

-حركاتي أنا! أنا لم أفعل أي شيء، هو من يركض خلفي ويلهث ليسترضيني وأنا من ترفضه، تشعريني كأنك تفاجئتِ بوجودي في حياته! ألم يخبرك أنه متزوج؟

-معلوماتي تقول أنك منتهية بالنسبةِ إليه وأنها مجرد مسألة وقت، لكن...

- إطمئني! أحمد بالفعل قد انتهى بالنسبة ِ إليّ ولم يعد سوى أبٍ لأبنائي.

وضعت دينا ساقًا فوق الأخرى، صاحت بتغنج وعدم تصديق: غريبة!

-ماذا؟!

-كيف لامرأة زوجها يحبها هكذا ثم ترفضه كما ترفضيه؟!

ضحكت ليلى، ارتفعت قهقهاتها بسخرية ثم تابعت: كأنك قد صدقتِ أن أحمد كائن رومانسي ويحب ويعشق و... كل ما هنالك إنه احتياج، يريد إحساس بأن معه أكثر من امرأة في آنٍ واحد ليلة مع هذه وليلة مع تلك... ليس إلا.

- وإن كان... لماذا ترفضيه؟

-لا إله إلا الله! لا أريده.. لا أطيقه... اكتفيت منه.... ثم ما شأنك أنتِ؟

- من ترفض زوجها الذي يريدها بهذا الإلحاح وتلك الطريقة حتى ولو رغبةً كما تقولين... يكون هناك شخصًا آخر في حياتها.

هبت ليلى واقفة وصاحت فيها بغضبٍ شديد: هل جننتِ؟! ما الذي تجرأتِ وتشدقتِ به يا هذه؟!  أنا سيدة محترمة ولا زلت في عصمة رجل مهما كان بيننا... لكن لن أفعل مثل تلك الأفعال، لكن ماذا عنك أنتِ؟! لا زلت أذكر عدد من رسائلك المبتذلة لزوجي... ترى هل هي هواية؟!

أخفضت دينا إحدى ساقيها دابّة بها على الأرض بتذمر، قائلة بتوعد: هكذا!

رفعت ليلى سبابتها وأردفت: إسمعي يا هذه! حياتي هي عملي وأولادي، هما حبي الوحيد ولن أفرط فيه إطلاقًا ولن أسمح لأي مخلوق أن يبعدني عن حبي هذا، هل فهمتِ؟ أو لا يهمني أن تفهمي... أتمنى ألا تجهدي نفسك بزيارتي مجددًا ولا أود أن ألمح تلك الطلعة البهية مرة أخرى.

انصرفت دينا من أمامها مسرعة، خرجت صافقةً الباب خلفها بقوة،  اتجهت إلى شقتها واكتسى وجهها ابتسامة الانتصار، جلست تفعل بعض الأشياء في هاتفها لتتمم خطتها الحقيرة.

(قبل نهاية الطريق)   By : Noonazad حيث تعيش القصص. اكتشف الآن