بقلم : نهال عبد الواحد
في اليوم التالي استيقظت ليلى، وجدت حسام جوارها نائمًا على كرسي، رأسه مائلة فقد ذهب في سنةٍ من نوم من فرط تعبه، نظرت نحوه مبتسمة، حاولت أن تتحرك لكن جسدها يؤلمها، أصدرت صوت أنين قليلًا لكن كان كافيًا أن يوقظ حسام بانتفاضة، اقترب نحوها، أهدر بقلق: ليلى! هل أنتِ بخير؟!
أومأت برأسها وأجابت بتألم: الحمد لله، لكني أشعر بوجع في سائر جسدي.
ابتسم ثم أومأ متنهدًا بقلة حيلة، وقال: ذلك أقل واجب بعد تلك التشنجات.
سكتت وشردت قليلًا، فناداها: أين ذهبتِ؟
تنحنحت وقالت على استحياء: أنا آسفةٌ جدًا، منذ ذلك اليوم وأنا لم أسامح نفسي أبدًا.
-أنا من وجب عليه الأسف، فالأمر لم يكن يحتاج لكل هذا.
أردفت بتأنيب: كيف؟ لقد يقّظت جراحك القديمة مجملًا بغبائي الشديد.
أومأ مبتسمًا واستطرد: على العكس، قد تأكدت أن ذلك القديم مات واندفن... حتى إن كنت قد تألمت قليلًا، لكن أنا الغبي الذي تسببت لكِ فيما حدث.
-لا عليك، المهم أنك بخير.
أطال النظر إليها ثم قال مبتسمًا: كأني أهمك لهذا الحد يا ليلى!
نطق اسمها بلهجة لم تعتادها منه، لكن شعرت فجأة بانهيار لحصون قلبها، جعلتها كررت بتعجب: ليلى!
- ماذا؟ ألم يعجبك ذلك يا لوليتا؟
ضحكت محاولة الجلوس، ساعدها وأجلسها، جلس جوارها على السرير، كان قريبًا للغاية لأول مرة هكذا، نظرت إليه بدهشة، تكذّب صوت هذيان قلبها النابض بشدة، أمسك بيديها، صارت تنظر بينه وبين يديه التي تمسكها كأنما تثبت لنفسها أنه ليس بحلم.
اتسعت ابتسامة حسام، وهو يتابع حالتها وتعجبها، تساءل: ماذا بك؟
-كيف هو شكلي الآن؟
- أجمل من أي جميلة.
رفعت حاجبيها بعدم تصديق بل مكان حاجبيها، فقد اختفى الحاجبين والرموش أيضًا ثم قالت: أراك تمزح!
-بل إني أراكِ هكذا.
- كأنك تبالغ يا حسام.
-ما أجمل اسم حسام بصوتك ومنطقك! أول مرة أشعر بجمال اسمي هكذا.
أومأت بدهشة مع عدم تصديق، ثم تساءلت: ماذا بك اليوم؟ هل أنت بخير؟
-معجب، عاشق، ولهان.
اتسعت عيناها بفجأة فصاحت بشهقة: ماذا؟
احتضن وجهها بعينيه الملتمعتين، ثم همس من أعماق قلبه: أحبك ليلى.
وجمت قليلًا، حدقت فيه بعينيها ترتعشان، كأنما تبدلت ملامحها ليشرق وجهها الباهت، تسأل نفسها هل يمكن للأحلام أن تتحقق فجأة دون مقدمات؟ ولكن! بعدها استعادت تماسكها متساءلة: هل أنت واعٍ لنفسك ولحديثك هذا؟
أنت تقرأ
(قبل نهاية الطريق) By : Noonazad
Romanceعاشت حياتها عادية وظنت أن الحب والمودة يأتيان مع العشرة ، قد يحدث هذا بالفعل وربما لا .... خاضت حياتها و واجهتها وعاشتها بكل مافيها لتواجهها صدامات ومشاكل تتفاقم يوماً بعد يوم حتي تختم بفاجعة نادراً ما يتحملها بشر......... ووسط تلك الفاجعة يحدث الغ...