بقلم: نهال عبد الواحد
مر يومًا بعد يوم، لم يأتي حسام مثلما اعتادت أو حتى يمر مرورًا، لقد اختفى فجأة وافتقدته بشدة.
لقد كانت تتوقع الفراق والبعد اللذان كُتبا عليها طوال حياتها، فارقتها أمها ثم عمها ومن قبلهما أبيها وجدودها، عندما بدأت حياتها فارقها الحب والسعادة، كاد يفارقها أولادها وهي الآن تفارقها صحتها بل عمرها، وعندما بدأت تشعر بشيءٍ من حلو الحياة هاهي تفتقده، بئست الدنيا الغادرة! وما العجب فهي دنيا؟!
لقد أصابها الجزع أتتحمل أوجاعها وآلام المسمى بالعلاج ولم تجد أي نتيجة حتى الآن أم وجع فراق آخر أمل في نهاية طريقها.
صارت تبكي، تنتحب باستمرار وبدأت تترك الطعام إطلاقًا فهو من كان يطعمها ويمازحها ويحايلها لتقوى على بلع بضع لقيماتٍ بالكاد.
كان حسام منذ يومها مبتعدًا تمامًا حتى إنه يمر على مرضاه لتفقدهم إلا هي، يبقى ما تبقى من يومه شاردًا في الماضي يمر من أمامه شريط حياته وذكرياته.
تلك صديقة أخته الفتاة الرقيقة المهذبة، اللتان كانتا متلازمتان دائمًا أيٍ منهما تكون عند الأخرى، مرت أعوام وهي تكبر وتترعرع أمام عينيه، كان يتصرف بمحض الأخ الأكبر المسؤول عن أختيه الصغيرتين، فكثيرًا ما عمل كسائق لهما من هذا الدرس إلى ذاك الدرس، أو يذهب ليأتي بهما من مكان ما ويوصلهما للبيت، لقد اختار لها اسم (لوليتا) يناديها به، لم يكن أحد يناديها به غيره إلا منى نادرًا.
تذكر كيف اهتم بها كثيرًا، استمع إلى حكاياتها التافهة وضحك عليها، كم مرة اشتد حنقه وغضبه عندما رأى من يضايقها؟
كم مرة عنّفها عندما وجدها تمزح مع أحد زملاءها الشباب؟تذكر يوم ذهبت إحضارها هي ومنى من إحدى الدروس، كانتا تقفان بين زميلاتها يلتففن حول المدرس، رآه يتحدث إليها ويضع بيده على كتفه وهي تحدثه بحسن نية دون أن ترى تلك النظرة الخبيثة التي قرأها منه فما كان له إلا أن انقض عليه دون أي كلمة ولكّمه بقوة ومنعها هي وأخته من الذهاب لذلك الدنئ بعد ذلك.
ألن تكفيك كل تلك الذكريات للتأكد أنك كنت تحبها من صغرها؟! كيف لم تترجم كل تلك الشواهد لتعرف معناها؟!
للأسف لم يخطر ببالك يومًا دوافع أفعالك تلك، لم يخطر ببالك يومًا أنك قد أحببتها وتغلغل في عروقك حبها.لكن تشاء الأقدار أن يرى فتاة أخرى ذات يوم في أحد الأفراح ثم يتصادف بها في عدة أماكن بعد ذلك، في المشفى مع أحد أقاربها، مرة في إحدى المحلات، مرة في مطعم، وترجم كل تلك الصدف لموعد، لقاءات ثم خطبة وزواج.
وما لبث أن عادا من رحلة شهر العسل، بدأت ترغمه يجئ معها لزيارة أهلها، حضور حفلات بصورة شبه دائمة، السماح ببعض التجاوزات وإن كانت قد رأت في ذلك تحررًا ومواكبةً للعصر الحديث.
![](https://img.wattpad.com/cover/183106968-288-k458376.jpg)
أنت تقرأ
(قبل نهاية الطريق) By : Noonazad
Romanceعاشت حياتها عادية وظنت أن الحب والمودة يأتيان مع العشرة ، قد يحدث هذا بالفعل وربما لا .... خاضت حياتها و واجهتها وعاشتها بكل مافيها لتواجهها صدامات ومشاكل تتفاقم يوماً بعد يوم حتي تختم بفاجعة نادراً ما يتحملها بشر......... ووسط تلك الفاجعة يحدث الغ...